نيودلهي

كان وزير الشؤون الخارجية إس. جايشانكار في الدوحة، في زيارة استغرقت ثلاثة أيام (30 ديسمبر 1 يناير) بمناسبة العام الجديد، لإجراء سلسلة من الاجتماعات الثنائية، بالإضافة إلى التحضير لزيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الهند، والتي من المتوقع أن تأتي في أوائل الشهر المقبل، وفقًا لما ذكرته مصادر صحيفة "دا هندو".

والتقى رئيس الوزراء ناريندرا مودي، خلال زيارته إلى قطر في فبراير الماضي، بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني ودعاه لزيارة الهند. وتأتي زيارة الأمير ضمن جهود نيودلهي الأخيرة لتعزيز التواصل مع منطقة الخليج.

والتقى وزير الخارجية جايشانكار، أمس الأربعاء، برئيس وزراء قطر وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة، في أول نشاط دبلوماسي له في عام 2025م. 

وقال جايشانكار في منشور على منصة إكس: "سعيد بلقاء رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة اليوم. هذا أول نشاط دبلوماسي لي في عام 2025م. وقمنا باستعراض مثمر للتعاون الثنائي بيننا، كما أجرينا مناقشات شاملة حول التطورات الإقليمية والعالمية الأخيرة".

وبحسب بيان صحفي صادر عن وزارة الشؤون الخارجية "ستتيح زيارة وزير الشؤون الخارجية للطرفين استعراض مختلف جوانب العلاقات الثنائية، بما فيها السياسية، والتجارية، والاستثمارية، والطاقة، والأمنية، والثقافية، والعلاقات بين الشعبين، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

وتأتي زيارة وزير الخارجية جايشانكار، إلى قطر، وهي زيارته الثالثة خلال ستة أشهر، وسط آمال متزايدة بشأن عودة الضابط البحري السابق، بورنندو تيواري، المحتجز في الدوحة بعد إدانته بالتجسس عام 2023م.

وفي نهاية ديسمبر 2023م، تم اتخاذ قرار بإلغاء عقوبة الإعدام بحق جميع الرجال الثمانية، لكن بينما تم الإفراج عن سبعة منهم وعادوا إلى الهند في فبراير 2024م، لا يزال الضابط المتقاعد بورنندو تيواري محتجزًا بموجب حظر سفر يمنعه من مغادرة قطر.

وصرحت وزارة الشؤون الخارجية الهندية بأن الضابط البحري السابق، الحاصل على جائزة "برفاسي بهارتيا سامان"، مُطالَب بإتمام بعض "الإجراءات الرسمية" ضمن النظام القانوني القطري. 

ووفقًا للمسؤولين، تتعلق المتطلبات العالقة باتهامات مالية موجهة ضد شركة "Dahra Global"، حيث كان تيواري يشغل منصب المدير الإداري، بينما كان السبعة الآخرون موظَّفين في الشركة.

وفي حين، رفضت أسرة بورنندو تيواري جميع التهم الموجهة إليه، مؤكدة براءته من أي مخالفات. وناشدت الأسرة رئيس الوزراء مودي بالتدخل العاجل والعمل على تسهيل عودته إلى الوطن في أقرب وقت ممكن.

وفي إطار سلسلة من الزيارات الثنائية لتعزيز علاقات الهند مع منطقة غرب آسيا، قام رئيس الوزراء ناريندرا مودي بزيارة إلى الكويت في الفترة 21-22 ديسمبر، بينما زار وزير الخارجية إس. جايشانكار البحرين وسافر مرتين إلى قطر في ديسمبر.

ومن المتوقع أن يقوم أمير قطر بزيارة إلى الهند في الأسبوع الأول أو الثاني من فبراير. وبعد هذه الزيارة المرتقبة، من المتوقع أن يتوجه جايشانكار إلى سلطنة عمان.

كما زار ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود نيودلهي خلال الأشهر القليلة الماضية، مما يعكس عمق العلاقات الثنائية وأهميتها بين الهند ودول الخليج.

وتستقبل نيودلهي في الثاني من يناير، نائبَ وزير الخارجية الإيراني، تخت روانجي، كأول زائر دبلوماسي رفيع المستوى في عام 2025م. وتأتي زيارته للمشاركة في المشاورات السنوية بين وزارتي الخارجية مع سكرتير الخارجية، فيكرام ميسري، كما سيعقد اجتماعًا مع وزير الشؤون الخارجية إس. جايشانكار، لتعزيز التعاون الثنائي ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتكتسب الزيارة لممثل الحكومة الإيرانية الجديدة إلى نيودلهي أهمية خاصة في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، وكذلك مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في وقت لاحق من يناير.

اقرأ أيضًا: زيارات رسمية لرئيس الوزراء مودي إلى الدول العربية خلال 2024: خطوات نحو شراكة اقتصادية وثقافية أعمق

وكان من المقرر عقد المشاورات بين وزارتي الخارجية في عام 2024م، ولكنها تأجلت بسبب سلسلة من الأحداث الكبرى التي أثّرت على إيران. خلال العام، تبادلت إيران وإسرائيل هجمات صاروخية، وفقدت إيران رئيسها ووزير خارجيتها في حادث تحطم مروحية مأساوي.