نيودلهي
صرح وزير الشؤون الخارجية إس. جايشانكار، اليوم الجمعة، بأن الهند والإمارات العربية المتحدة لديهما مصلحة مشتركة في الحفاظ على استقرار وأمن وازدهار منطقتيهما وتعزيزهما. وأكد أن تعزيز التعاون الدفاعي والأمني بين البلدين سيسهم في تحقيق هذا الهدف المشترك.
ووصف وزير الشؤون الخارجية جايشانكار، خلال إلقاء كلمة افتتاحية له في الاجتماع الخامس عشر للجنة المشتركة بين الهند والإمارات الذي عقد اليوم الجمعة في دلهي، اللجنةَ المشتركة بأنها آلية مهمة للبلدين لمناقشة كافة جوانب العلاقات الثنائية المتنامية. وأضاف أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي يقودها رئيس الوزراء ناريندرا مودي ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تمثل "علاقة نموذجية".
وقال جايشانكار: "تُعد الإمارات من أبرز مصادر الاستثمار في الهند. كما نعترف بالنمو المتزايد للاستثمارات الهندية في دولة الإمارات، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي كمركز تجاري للشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا. ولقد تعزز تعاوننا في مجال الطاقة مع توقيع عدة عقود طويلة الأجل للنفط والغاز مؤخرًا. ويسعدني أننا نوسع آفاقنا من خلال استكشاف التعاون في مجالي الطاقة المتجددة والطاقة النووية. لدى الهند والإمارات مصلحة مشتركة في الحفاظ على استقرار وأمن وازدهار منطقتيهما وتعزيزهما. وسيُسهم تعزيز التعاون الدفاعي والأمني في تحقيق هذا الهدف المشترك".
Co-chaired an extremely wide-ranging and productive 15th India-UAE JCM along with DPM & FM @ABZayed of UAE today in New Delhi.
— Dr. S. Jaishankar (@DrSJaishankar) December 13, 2024
The discussions covered various facets of our Comprehensive Strategic Partnership including economic & commercial relations, energy security, defence… pic.twitter.com/Too053kyd0
وأضاف "تعزز التدريبات العسكرية الثنائية بيننا روح الصداقة والتآزر بين قواتنا المسلحة. وتلتزم الهند بتوسيع هذه الأنشطة لتحقيق الفائدة المتبادلة. كما نعمل معًا عبر مجموعة من منصات الأمم المتحدة ومتعددة الأطراف، بما فيها البريكس، ومجموعة I2U2، والممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا. وأتطلع إلى تكثيف جهودنا المشتركة في هذا الاتجاه. صاحبَ السمو، تشكل العلاقات بين الشعبين الأساس لعلاقتنا. والهند هي الوطن الثاني لأكثر من 3.9 ملايين هندي. وأغتنم هذه الفرصة لأشكر قيادة بلادكم على ضمان رفاهيتهم".
ورحّب جايشانكار ترحيبًا حارًا بوزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، لحضور اجتماع اللجنة المشتركة في دلهي، قائلاً: "صاحب السمو، يسعدني جدًا استقبالكم هنا في نيودلهي. إن اللجنة المشتركة آلية مهمة لبلدينا لمناقشة مختلف جوانب شراكتنا الثنائية المتنوعة والمتنامية. وألاحظ أن معظم الآليات المؤسسية الثنائية قد اجتمعت بالفعل هذا العام، وأعتقد أن ذلك سيجعل عملنا اليوم أسهل قليلاً. وإن شراكتنا الاستراتيجية الشاملة، التي يقودها رئيس الوزراء ناريندرا مودي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان تُعد اليوم علاقة نموذجية".
وأضاف جايشانكار: "إن تبادل الزيارات الخمس بين قادتنا خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية يُعد دليلًا على التزامهم بالعلاقة، بل وعلى قوة العلاقة نفسها. وكانت الزيارة الأخيرة لولي عهد أبوظبي، خالد بن محمد آل نهيان، علامة فارقة أخرى في صداقتنا وتؤكد استمرارية الأجيال. ونحن ملتزمون بتعزيز وتيرة الزيارات رفيعة المستوى والاستفادة من الزخم الناتج عنها".
ومشيرًا إلى الزيادة في حجم التجارة بين البلدين، قال: "إن علاقاتنا الاقتصادية والتجارية الثنائية ليست قوية فحسب، بل إنها تزداد تنوعًا وعمقًا. ومنذ دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة حيز التنفيذ في مايو 2022م شهدت تجارتنا نموًا مطردًا، وبلغت الآن مستوى 85 مليار دولار أمريكي. ولقد حفز نجاح اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مبادرات جديدة مثل مبادرة "بهارات مارت"، والممر التجاري الافتراضي، وواجهة "مايتري"، وكلها ستعطي دفعة إضافية لتجارتنا وتساعدنا في تحقيق هدف التجارة غير النفطية البالغ 100 مليار دولار في السنوات المقبلة. كما أن التنفيذ السلس لاتفاقية الروبية والدرهم لتسوية المعاملات عبر الحدود سيسهم أيضًا في تحقيق هذا الهدف".
وتحدثًا عن التعاون بين البلدين في قطاع التعليم، قال جايشانكار: "بما أن شعبنا هو قوتنا أيضًا، فإن الاستثمار فيهم هو استثمار لمستقبل أفضل. وبعد التأسيس الناجح لحرم المعهد الهندي للتكنولوجيا- دلهي في أبو ظبي، حققنا أيضًا تقدمًا في إنشاء حرم المعهد الهندي للإدارة- أحمد آباد والمعهد الهندي للتجارة الخارجية في دبي، وأود أن أضيف أن هذه هي مؤسساتنا الرائدة ".
وترأس وزير الشؤون الخارجية إس. جايشانكار ونظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، يوم الخميس، الحوار الاستراتيجي الرابع بين الهند والإمارات في نيودلهي. وأوضح جايشانكار أن هناك تبادلًا مثمرًا للغاية حول المجالات الواعدة والمصالح الرئيسة.