نيودلهي
أدانت الهند، اليوم الإثنين، الغارات الجوية الباكستانية الأخيرة على أفغانستان، مشددة على أنها "ممارسة قديمة" لإسلام آباد لإلقاء اللوم على جيرانها بسبب إخفاقاتها الداخلية.
وقال راندهير جايسوال المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية، وهو يرد على استفسارات إعلامية حول الغارات الجوية التي استهدفت المدنيين الأفغان: "لقد لاحظنا التقارير الإعلامية المتعلقة بالغارات الجوية على المدنيين الأفغان، بمن فيهم النساء والأطفال، والتي أسفرت عن فقدان العديد من الأرواح الثمينة."
وأضاف: "ندين بشكل قاطع أي هجوم على المدنيين الأبرياء. ومن المعروف أن باكستان لها تاريخ طويل في إلقاء اللوم على جيرانها بسبب إخفاقاتها الداخلية. كما لاحظنا تصريحات المتحدث الأفغاني بهذا الشأن".
في 24 ديسمبر 2025م، أسفرت الغارات الجوية الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية عن مقتل 46 شخصًا، بينهم عدد من النساء والأطفال، مما أثار انتقادات واسعة النطاق وتحذيرًا صارمًا من النظام الحالي في البلاد التي أنهكتها الحروب.
واستهدفت الغارات، التي نفذتها طائرات مقاتلة باكستانية، أجزاءً من منطقة برمال في محافظة باكتيكا، وهي المرة الثانية خلال عام 2024م التي تضرب فيها إسلام آباد "مناطق مدنية" داخل الأراضي الأفغانية.
وفي مارس 2024م، نفّذت باكستان هجومًا مشابهًا أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، من بينهم ثلاثة أطفال.
وقال القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي بعد يومين من الغارات: "لن ينسى الأفغان انتهاك أراضيهم، وعلى الحكام الباكستانيين أن يتبنوا سياسة مدروسة".
ووجّه متقي، خلال كلمته في فعالية لإحياء الذكرى الخامسة والأربعين للغزو السوفييتي، نصيحة قوية لباكستان، مشددًا على ضرورة أن "تتعلم من مصير الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة"، وأكد أن أفغانستان لن تقبل أبدًا أي غزو. كما دعا الشعب الباكستاني إلى وقف السياسات الخاطئة لحكامهم.
وقال عنايت الله خوارزمي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، إن على باكستان أن تدرك أن مثل هذه التصرفات التعسفية لا تحل أي مشكلات.
ونقل موقع "طلوع نيوز" الأفغاني عن المتحدث قوله: "إن الإمارة الإسلامية تعتبر هذا العمل الوحشي انتهاكًا لكل المبادئ الدولية وعدوانًا صارخًا، وتدينه بشدة. يجب على الجانب الباكستاني أن يفهم أن مثل هذه التصرفات التعسفية ليست حلاً لأي مشكلة".
ومن جانبه، أدان حامد كرزاي، الرئيس الأفغاني السابق، الغارات الجوية التي شنتها القوات العسكرية الباكستانية بأشد العبارات، واصفًا إياها بأنها عدوان صارخ وانتهاك للسيادة الأفغانية.
اقرأ أيضًا: أطباق مطبخ بهوجبوري الشهيرة
وصرح حامد كرزاي بأن التوتر في العلاقات بين البلدين هو نتيجة للسياسات الخاطئة التي تتبعها باكستان في تعزيز التطرف في المنطقة ومحاولة إضعاف أفغانستان.
وأكد أن إقامة علاقات حضارية قائمة على حسن الجوار ستكون في مصلحة كلا البلدين.