قالت حركة "حماس"، أمس الجمعة، إن الحركة منفتحة على أي مقترحات تتضمن الوقف النهائي "للعدوان"، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان إن حماس "منفتحة على أي أفكار أو مقترحات تأخذ في الاعتبار احتياجات وحقوق شعبنا"، حسبما نقلت وكالة شينخوا للأنباء.
وذكر البيان أن الأفكار تتمثل بالوقف النهائي "للعدوان وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، والعودة غير المشروطة أو المقيّدة للنازحين إلى بيوتهم في محافظتي غزة وشمال غزة وكافة مناطق القطاع".
وشدّد البيان على أن يترافق ذلك مع "إعادة الإعمار ورفع الحصار وإمداد شعبنا بكافة احتياجاته الإغاثية والإنسانية، والمُضي في إنجاز اتفاق جدي لتبادل الأسرى، وذلك على طريق نيل شعبنا الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة كاملة، بتقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
ويأتي ذلك فيما أفادت الإذاعة العبرية العامة بوصول رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل على رأس وفد أمني مصري إلى إسرائيل في إطار محادثات استئناف صفقة التبادل مع حركة حماس.
وقالت الإذاعة العبرية إن كامل سيجتمع في تل أبيب مع رئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي.
ونقلت الإذاعة عن مصدر مطلع على تفاصيل المفاوضات قوله إن الاقتراح الحالي لصفقة الرهائن يشمل إطلاق سراح 33 رهينة ومن ضمنهم النساء والجنود والبالغون والجرحى.
وحسب المصدر، فإن مدة وقف إطلاق النار ضمن الاتفاق ستعتمد على عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم.
وأفاد مسؤول أمني إسرائيلي بحدوث تقدم ملحوظ في تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي بشأن الوصول إلى هدنة بالقطاع.
ويسعى الوسطاء القطريون والمصريون إلى جانب الولايات المتحدة، للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية بين إسرائيل وحماس، بعد الأولى التي استمرت أسبوعًا حتى مطلع ديسمبر الماضي.
وتقدر إسرائيل وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، في وقت أعلنت فيه حركة حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وتحتجز إسرائيل في سجونها أكثر من 9 آلاف أسير فلسطيني، زادت أوضاعهم سوءًا منذ أن بدأت حربها على غزة، وتوفي عدد منهم، وفق منظمات فلسطينية معنية بالأسرى.
وقالت حماس إنها تابعت باهتمام، البيان الصادر عن البيت الأبيض، والموقّع من 18 دولة، والذي دعا بشكل أساسي إلى إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة.
وقالت حماس "نعبّر عن أسفنا، لعدم تناول البيان قضايا أساسية لشعبنا الذي يرزح تحت وطأة حرب إبادة شاملة، وعدم تأكيده على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، إضافة إلى الغموض الذي يكتنف بنودا أخرى".
كما دعت الحركة الإدارة الأميركية والدول الموقِّعة على البيان والمجتمع الدولي إلى رفع الغطاء عن "جريمة الإبادة بحق الأطفال والمدنيين العزّل في غزة، والضغط لإنهائها، كأولوية ملحة، والوقوف في وجه سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يسعى لجر المنطقة إلى الهاوية، وذلك لحساباتٍ سياسية شخصية".
يُذكر أن 18 دولة أصدرت بيانا مشتركا، يوم الخميس، يدعو حركة حماس إلى "إطلاق سراح فوري" للرهائن الذين تحتجزهم لديها، معتبرًا أن القيام بذلك "سيؤدي إلى وقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار في غزة".
وذكر البيان الذي صدر بشكل متزامن من قادة الولايات المتحدة والأرجنتين والنمسا والبرازيل وبريطانيا وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والمجر وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند، أن "مصير الرهائن والسكان المدنيين في غزة، الذين يحميهم القانون الدولي، يشكل قلقًا دوليًا".
وفي إشارة إلى الدول التي تحتجز حماس مواطنيها منذ الهجوم على إسرائيل في العام الماضي، ذكرت هذه الدول أن إطلاق سراح الرهائن "سيسهل وصول المساعدات الإنسانية الإضافية إلى جميع أنحاء غزة ويؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية".
وأوضح البيان أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن السكان في غزة "سيكونون قادرين على العودة إلى منازلهم وأراضيهم مع الاستعدادات المسبقة لضمان المأوى والمساعدات الإنسانية".
وأضاف البيان "دعونا ننهي هذه الأزمة حتى نتمكن من تركيز جهودنا جميعًا على إحلال السلام والاستقرار في المنطقة".