ولي عهد أبوظبي يقوم بزيارة رسمية إلى الهند لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف القطاعات

09-09-2024  آخر تحديث   | 09-09-2024 نشر في   |  M Alam      بواسطة | آواز دي وايس 
ولي عهد أبوظبي يقوم بزيارة رسمية إلى الهند لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف القطاعات
ولي عهد أبوظبي يقوم بزيارة رسمية إلى الهند لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف القطاعات

 

نيودلهي

يقوم ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة رسمية إلى الهند يومي 9-10 سبتمبر 2024م، تجسد عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية الراسخة بين الهند ودولة الإمارات. ويرافقه عدد من الوزراء بحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة ووفد تجاري.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات، أن هذه الزيارة تمثل خطوة جديدة ومهمة في مسار تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين التي باتت نموذجًا دوليًا يحتذى في التعاون البناء في المجالات لا سيما التعاون الاقتصادي، وتحفيز الاستثمارات، والتجارة البينية، وتعزيز التنمية المستدامة، ومواجهة تحديات التغير المناخي، ودعم الاستقرار والسلام العالمي.

وتستمد العلاقات بين الهند ودولة الإمارات قوتها وزخمها من تاريخ طويل من اللقاءات الثنائية بين قادة الدولتين يعود إلى يناير 1975م حين قام القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزيارة تاريخية إلى الهند، التقى خلالها مع الراحل فخر الدين علي أحمد رئيس الهند آنذاك، والراحلة إنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند آنذاك، وشهدت الزيارة التوقيع على الاتفاقية الثقافية بين جمهورية الهند ودولة الإمارات، التي تعد الإطار الأساسي لتعزيز العلاقات الثقافية بين الشعبين الصديقين.

كما زار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان جمهورية الهند في أبريل 1992م وشهدت الزيارة توقيع الاتفاقية الثنائية لتجنب الازدواج الضريبي على الدخل ورأس المال بين البلدين.

وشكلت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى جمهورية الهند في يناير 2017م، نقلة نوعية في العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ شهدت التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة إلى جانب 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم أخرى بين البلدين في مجالات مختلفة.

وقام رئيس الوزراء ناريندرا مودي بأول زيارة إلى دولة الإمارات في أغسطس 2015م وتلتها بعد ذلك 6 زيارات أخرى في فبراير 2018م، وأغسطس 2019م، ويونيو 2022م، ويوليو 2023م، وديسمبر 2023م، وفبراير 2024م.

وافتتح رئيس الوزراء مودي، خلال زيارته الأخيرة إلى أبوظبي في 13 فبراير 2024م، أول معبد هندوسي فخم في أبو ظبي، والذي يمثِّل علامة بارزة في تاريخ العلاقات الممتازة والحميمة بين البلدين في جهة، وفي جهة أخرى يرمز إلى سياسة الانفتاح واحترام الآخر والتعايش السلمي بين الشعوب والأديان التي تتبعها دولة الإمارات.

وقال رئيس الوزراء مودي بمناسبة افتتاح المعبد الهندوسي في أبوظبي "إن التعاون بين الهند والإمارات العربية المتحدة على مدى السنوات التسع الماضية شهد نموًا كبيرًا في قطاعات متنوعة مثل التجارة والاستثمار، والدفاع والأمن، وأمن الغذاء والطاقة والتعليم"، مضيفًا "أن تواصلنا الثقافي والشعبي بات أقوى من أي وقت مضى".

وبلغت العلاقات الثنائية بين الهند ودولة الإمارات آفاقًا جديدة في 18 فبراير 2022م، وذلك من خلال بيان الرؤية المشتركة بين البلدين، الذي تم إطلاقه افتراضيًا بحضور رئيس الوزراء ناريندرا مودي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حيث اتفق الجانبان على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وبالتحديد في مجالات الاقتصاد، والثقافة، والطاقة، والعمل المناخي، والطاقة المتجددة، والتقنيات والمهارات، والأمن الغذائي والصحة، والتعليم، والمشاركات الدولية، والدفاع والأمن.

كما تم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تهدف إلى زيادة الاستثمار والتدفقات التجارية على أساس التعريفات المنخفضة وزيادة الكفاءة التنظيمية، ما يمهد الطريق لزيادة حجم التبادل التجاري الثنائي غير النفطي إلى 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030م.

وأحرزت جهود كل من الهند ودولة الإمارات حتى عام 2024م، تقدمًا كبيرًا في الحفاظ على روابطهما المستمرة من خلال عقد 14 جولة للجنة المشتركة، آخرها بتاريخ 1 سبتمبر 2022م في أبوظبي إلى جانب عقد 3 جلسات للحوار الاستراتيجي بين البلدين، كان آخرها الجلسة التي عقدت في 2 سبتمبر 2022م في أبوظبي، برئاسة وزير الشؤون الخارجية الدكتور إس. جايشانكار، ونظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.

ويشهد تعزيز العلاقات السياسية وتطويرها اهتمامًا كبيرًا من البلدين اللذين يرجع تاريخ إنشاء العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى عام 1972م، ومنذ ذلك التاريخ بذل الجانبان جهودًا مخلصة وملموسة في تعزيز علاقاتهما الثنائية، وهو ما تجلى في توقيع أكثر من 96 اتفاقية ثنائية ومذكرة تفاهم في مختلف المجالات.

وتدعم الهند والإمارات بعضهما البعض في المنتديات الدولية، وتعملان على تعزيز التعاون في الكثير من القضايا الدولية مثل تغير المناخ، والتنمية المستدامة، والسلام العالمي.

ويشهد التعاون الاقتصادي بين الهند ودولة الإمارات زخمًا متواصلاً، في مجالات وأنشطة الاقتصاد الدائري والسياحة والطيران وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والتحول الرقمي، والنقل.

وتعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الهند والإمارات التي تم توقيعها في 18 فبراير 2022م أول اتفاقية ثنائية تبرمها الإمارات ضمن برنامج الاتفاقيات الاقتصادية العالمية.

وارتفع إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين بنسبة 3.94% من 51.4 مليار دولار أمريكي في عام 2022م إلى 53.4 مليار دولار أمريكي في عام 2023م.

وبلغ إجمالي التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الهند نحو 16.2 مليار دولار للفترة من 2019م إلى 2023م، في حين بلغت استثمارات الهند في الإمارات 7.76 مليارات دولار خلال الفترة ذاتها.

وتشمل الاستثمارات الإماراتية في الهند قطاعات متعددة أبرزها الطاقة المتجددة، والمعادن، والبرمجيات، وخدمات تكنولوجيا المعلومات، والمواد الكيميائية، وتصنيع المعدات الأصلية للسيارات. وتعتبر الجالية الهندية أكبر جالية أجنبية في دولة الإمارات وتسهم بشكل كبير في الاقتصاد الإماراتي.

اقرا أيضًا: أبعاد جديدة للشراكة الاستراتيجية بين الهند والإمارات

وتجدر الإشارة إلى أن الهند ودولة الإمارات تشتركان في روابط ثقافية متجذرة في التاريخ، أسهم في تعزيزها الاتفاقية الثقافية الثنائية الموقعة بينهما في عام 1975م، إذ منذ ذلك الحين تم تنظيم مجموعة ضخمة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية المشتركة، فيما شهد مارس من عام 2019م تدشين متحف "زايد ـ غاندي" الرقمي في منارة السعديات بأبوظبي والذي أقيم تكريمًا لذكرى القائدين الراحلين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمهاتما غاندي.

اقرأ أيضًا: ولي عهد أبوظبي يزور الهند بدعوة من رئيس الوزراء مودي يومي 9 و10 سبتمبر

تتمتع الهند والإمارات العربية المتحدة بعلاقات وثيقة وودية تاريخيًا. وفي السنوات الأخيرة، تعمقت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الهند والإمارات العربية المتحدة في مجموعة واسعة من المجالات بما في ذلك السياسة والتجارة والاستثمار والاتصال والطاقة والتكنولوجيا والتعليم والثقافة.

وستعمل زيارة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان على تعزيز العلاقات الثنائية القوية بين الهند ودولة الإمارات وفتح آفاق الشراكة في مجالات جديدة وناشئة.