اليونسكو تدرج عددًا من المواقع الأثرية العربية والعالمية على قائمة التراث العالمي

29-07-2024  آخر تحديث   | 29-07-2024 نشر في   |  M Alam      بواسطة | آواز دي وايس 
موقع
موقع "أم الجِمال" الأثري في الأردن

 

نيودلهي

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إدراج عدد من المواقع الأثرية في عدد من البلدان وذلك خلال الدورة السادسة والأربعين للجنة التراث العالمي في نيودلهي.

وجاء ذلك خلال الدورة الـ46 لاجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو التي تُعقد في الفترة من 21 إلى 31 يوليو الجاري في نيودلهي، بحضور 195 دولة من دول الأعضاء المصادقة على اتفاقية التراث العالمي 1972م.

ووافقت لجنة التراث العالمي على إدراج موقع المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية في المملكة العربية السعودية على قائمة التراث العالمي، حيث تعد قرية الفاو الأثرية عاصمة /مملكة كندة/ الأولى، إحدى الممالك العربية القديمة في نجد، ومن أهم المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية التي تعبر عن تجسيد متكامل للمدن العربية ما قبل الإسلام.

وتقع قرية الفاو الأثرية على أطراف الربع الخالي في شبه الجزيرة العربية، على بعد نحو 700 كم جنوب غربي العاصمة السعودية الرياض، وتعد من أكبر المواقع الأثرية وأشهرها في المملكة.

كما أدرجت اللجنة الطريق الابياوي، الذي يعتبر أول طريق أساسي في روما القديمة، وأحد مناطق الجذب السياحي في روما بإيطاليا، في قائمتها للتراث الثقافي العالمي.

ويعرف هذا الطريق أيضًا باسم "ريجينا فياروم" ويعني "ملك الطرق أو أم الطرق"، وربط في وقت من الأوقات بين عاصمة الدولة الرومانية القديمة بمدينة برينديزي الواقعة في جنوب شرق إيطاليا.

وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، السبت، في قائمتها لمواقع التراث العالمي المعرض للخطر موقع "أم الجِمال" الأثري في الأردن بأقصى شمال المملكة. ووصف وزير السياحة والآثار الأردني القرار، بأنه "إنجاز كبير للأردن".

إن "تاريخ الهياكل، التي تم اكتشافها في أم الجمال، يعود إلى القرن الأول الميلادي، عندما شكلت المنطقة جزءًا من مملكة الأنباط. وتوفر المجموعة الغنية من النقوش باليونانية والنبطية واللاتينية والعربية، التي تم اكتشافها في الموقع والتي تمتد لعدة قرون، رؤى حول تاريخها وتلقي الضوء على التغييرات في المعتقدات الدينية لسكانها".

وتقع أم الجمال على بعد 86 كلم شمال العاصمة عَمّان بالقرب من الحدود الأردنية السورية، واشتهرت باسم "الواحة السوداء" لكثرة الصخور البركانية السوداء. ويعود سبب التسمية "أم الجمال" إلى استخدام الجمال كوسيلة تنقل في القوافل التجارية. واستوطن الأنباط القرية في القرن الأول للميلاد. وبعد إعلان الدولة الرومانية، احتلها الروم لتصبح قرية زراعية وتجارية مهمة من القرن الخامس حتى القرن الثامن الميلادي.

وتحولت "أم الجمال" إلى الديانة المسيحية إبان الحكم البيزنطي وبنيت فيها 15 كنيسة على فترات مختلفة أقدمها كنيسة "جوليانوس"، وفتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي أثناء الحكم الأموي إلى أن ضربها زلزال مدمر سنة 749 أدى إلى تدمير الكثير من مبانيها الأثرية ونزوح سكانها. واشتهرت تاريخيًا بأنها كانت ملتقى للطرق التي ربطت فلسطين والأردن بسوريا والعراق، إذ إنها تقع على طول طريق "تراجان" وتشكل محطة في منتصف هذا الطريق الذي يصل بين عمّان والبصرة أو دمشق والبصرة.

وفي سياق متصل، أدرجت اليونسكو مناجم جزيرة سادو السابقة للذهب والفضة قبالة الساحل الشمالي الغربي لليابان ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.

ويعتقد أن تاريخ بدء العمل في أقدم هذه المناجم يعود إلى القرن الثاني عشر، واستمرت عملياتها حتى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، لكنها أصبحت اليوم وجهة سياحية بارزة تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

كما أدرج في قائمة التراث العالمي ما يعرف بـ"المحور المركزي" (تشونغتشوشيان) في العاصمة الصينية بكين، والذي يمتد لمسافة 7.8 كيلومترات بين بوابة يونغدينغ جنوبا وبرج الطبل وبرج الجرس شمالا.

وشيد هذا المحور لأول مرة في عهد أسرة يوان المنغولية (1271 - 1368)، وتقع معظم القصور والبنايات المدينة القديمة الرئيسة في بكين على طول هذا المحور، إذ يبين الترتيب النموذجي للعاصمة الصينية.

واستعرضت لجنة التراث العالمي خلال هذه الدورة اقتراح إدراج 27 موقعًا جديدًا في مناطق مختلفة من العالم على قائمة التراث العالمي، كما ستدرس حالة صون 124 موقعًا مدرجًا في قائمة التراث العالمي ومن بينها 56 موقعًا مدرجًا في قائمة التراث العالمي المهدَّد بالخطر.

ومن جهة أخرى، اتخذت لجنة اليونسكو للتراث العالمي، خلال اجتماعها الحالي في نيودلهي قرارًا يقضي بسحب منتزه نيوكولو كوبا الوطني (السنغال) من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، مستندة في قرارها إلى الجهود المُشجّعة التي بذلتها دولة السنغال، فضلاً عن التحسن في حالة صون هذا الموقع الطبيعي.

وتجدر الإشارة إلى أن لجنة التراث العالمي هي اللجنة المسؤولة عن متابعة تنفيذ اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، حيث تتألف من ممثلين عن 21 دولة تنتخبهم الدول الـ195 الأطراف في الاتفاقية.