نيودلهي
أكّد سفير دولة قطر لدى الهند السيد محمد بن حسن الجابر أن زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى الهند تأتي استكمالاً لمسار العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، مشيرًا إلى أنها ليست الأولى؛ إذ قام صاحب السمو بزيارة رسمية إلى الهند في عام 2015م، تم خلالها تعزيز التعاون في المجالات كافة.
وأشار السفير القطري إلى الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى الدوحة في فبراير العام الماضي، وكانت مناسبة لتوسيع نطاق التعاون في القطاعات الرئيسية المتعلقة بالتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والثقافة.
وقال سفير دولة قطر لدى الهند، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا": إن زيارة سمو الأمير المفدى تكتسب أهميةً كبيرة، في ضوء الالتزام المشترك بتطوير آفاق التنسيق وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لما فيه خير ومصلحة الشعبين الصديقين، كما تعد الزيارة فرصة مهمة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري في القطاعات الحيوية، مثل: الطاقة، والتكنولوجيا، والصناعة، بالإضافة إلى بحث سبل مواجهة التحديات العالمية كالمناخ والغذاء وغيرها من المواضيع التي توليها دولة قطر أهمية كبرى.
وفي مجال التعاون الاقتصادي بين البلدين، أكّد سعادته أن دولة قطر وجمهورية الهند تربطهما علاقات اقتصادية متطورة، شهدت نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، لافتًا إلى أن الهند ثاني أكبر شريك تجاري لدولة قطر.
وأوضح سفير دولة قطر لدى الهند إلى أن هناك ما يقارب 20 ألف شركة هندية تعمل داخل الدولة، ما يعكس قدرة قطر الاستثنائية على جذب الاستثمارات الأجنبية، علاوة على أن الدولة تضم جالية هندية كبيرة يصل عددها إلى حوالي 800 ألف نسمة، مما يعزّز الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين البلدين.
وفي سياق آخر، يقدر جهاز قطر للاستثمار استثماراته في الهند بحوالي 4 مليارات دولار أمريكي في مجالات متعددة، وهذه الاستثمارات مرشحة للنمو بشكل كبير بعد هذه الزيارة.
وفي إطار السعي إلى تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي، سيعقد منتدى رجال الأعمال على هامش الزيارة؛ بهدف مناقشة أفق التعاون في قطاعات استراتيجية متنوعة مثل: التجارة، والصناعة، والخدمات اللوجستية، وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات الرقمية والمالية، والخدمات الصحية، والتعليم، والنقل.
ولن يقتصر المنتدى على كونه منصة لتعزيز التعاون الاقتصادي فقط، بل سيكون أيضًا خطوةً بارزةً نحو فتح مجالات جديدة من الاستثمار المشترك بين البلدين.
وحول توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال الزيارة، قال سفير دولة قطر لدى الهند إنه من المتوقع أن تشهد زيارة سمو الأمير المفدى إلى جمهورية الهند توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المهمة، التي من شأنها تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات متنوعة، وتشمل هذه الاتفاقيات رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى الشراكة الاستراتيجية في المجالات كافة، خاصة السياسية والاقتصادية والاستثمارية والرياضية والتعليمية والثقافية، والتي من شأنها تعزيز التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات بين البلدين، مما يعود بالنفع الكبير على اقتصاديهما.
وحول التعاون في قطاع الطاقة، شدّد سعادته على أن قطاع الطاقة، لا سيما الغاز الطبيعي، من العناصر الحيوية التي تشكل الأساس الراسخ للعلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية الهند، مشيرًا إلى أن دولة قطر تعد أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى الهند، حيث تسهم بأكثر من 40 بالمئة من إجمالي واردات الهند من هذه المادة الحيوية.
وفي خطوة مهمة، وقّع البلدان في فبراير 2024م اتفاقية تاريخية طويلة الأجل بقيمة 78 مليار دولار أمريكي، تنص على توريد 7.5 ملايين طن من الغاز الطبيعي القطري المسال سنويًا إلى الهند لمدة عشرين عامًا ابتداء من عام 2028م.
وحول فتح آفاق التعاون بين البلدين، أكّد سعادته أن زيارة سمو الأمير المفدى إلى الهند ستوفر فرصًا كبيرةً لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، فالسوق الهندي، بما يمتلكه من إمكانيات هائلة للنمو، يعد من أسرع الأسواق توسعًا على مستوى العالم، ما يفتح المجال أمام فرص غير محدودة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وفي المقابل، تتمتع قطر ببيئة استثمارية متميزة، تجعلها وجهة مثالية للشركات الهندية، التي تبحث عن فرص استثمارية واعدة في العديد من القطاعات الحيوية، مما يزيد تدفق الاستثمارات الهندية إلى السوق القطري.
كما ستسهم زيارة سمو الأمير المفدى، في تعزيز التعاون الثنائي بشأن تأمين احتياجات السوقين من المنتجات الغذائية عالية الجودة؛ فالهند بقدرتها الإنتاجية الكبيرة في القطاع الزراعي تمثل شريكًا استراتيجيًا في تلبية احتياجات قطر المتزايدة من المنتجات الزراعية.
وفيما يتعلق بقطاع السياحة، شدّد سفير دولة قطر لدى الهند على وجود فرص واعدة أمام البلدين لتعزيز الحركة السياحية المتبادلة، خصوصًا في ضوء الاهتمام المتزايد من قبل السياح الهنود بزيارة دولة قطر بعد النجاح الباهر الذي حقّقته في تنظيم الفعاليات العالمية.
اقرأ أيضًا: العلاقات بين الهند وقطر منذ عام 2014: مزيج من السياسة والثقافة والاقتصاد – الحاضر والمستقبل
وفي ختام تصريحاته لـ"قنا" أكد سعادة السيد محمد بن حسن الجابر سفير دولة قطر لدى الهند أن زيارة صاحب السمو أمير البلاد المفدى فرصة لفتح آفاق جديدة من التعاون بين قطر والهند في مختلف المجالات، ما يعزّز ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار لكلا البلدين. (قنا)