اجتماع الدورة الـ13 لفريق التشاور الاستراتيجي بين الهند وعُمان يُعقد في نيودلهي

04-12-2024  آخر تحديث   | 04-12-2024 نشر في   |  M Alam      بواسطة | آواز دي وايس 
اجتماع الدورة الـ13 لفريق التشاور الاستراتيجي بين الهند وعُمان يُعقد في نيودلهي
اجتماع الدورة الـ13 لفريق التشاور الاستراتيجي بين الهند وعُمان يُعقد في نيودلهي

 

آواز دي وايس/نيودلهي

عُقد اجتماع الدورة الـ13 لفريق التشاور الاستراتيجي بين الهند وسلطنة عمان، في 3 ديسمبر 2024م في نيودلهي. ترأس الجانب الهندي أرون كومار تشاترجي، وكيل الشؤون القنصلية بوزارة الشؤون الخارجية الهندية، بينما ترأس الجانب العماني الشيخ خليفة بن علي بن عيسى الحارثي، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية بسلطنة عمان.

واستعرض الجانبان، خلال الاجتماع، النطاق الكامل للعلاقات الثنائية، بما فيها التعاون السياسي والاستراتيجي، والتجارة والاستثمار، والطاقة، والشراكة البحرية والدفاعية، والتعاون الرقمي، والتبادل الثقافي، والعلاقات بين الشعبين. كما تبادلا وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتم بحث ترتيبات الاحتفال خلال عام 2025م بمرور 70 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وكذلك تنظيم مؤتمر المحيط الهندي في مسقط في فبراير القادم. 

واتفق الطرفان أيضًا على عقد الجولة القادمة من اجتماع فريق التشاور الاستراتيجي بين الهند وسلطنة عمان في مسقط، في موعد مناسب للطرفين.

وعلى هامش المشاورات، التقى الشيخ خليفة بن على بن عيسى الحارثي بنظيره الهندي الدكتور إس. جايشانكار، حيث تم تبادل وجهات النظر حول آفاق التعاون المستقبلي والتطورات الإقليمية والدولية.

وأعرب الدكتور جايشانكار في منشور على منصة "إكس" عن سعادته بلقاء الشيخ خليفة الحارثي، مشيرًا إلى التعاون الواسع بين البلدين والفرص الجديدة في مجالات التجارة، والاستثمارات، والتكنولوجيا، والفضاء.

كما  تحدث الشيخ خليفة الحارثي في جلسة حوار في مقر  مؤسسة الهند البحثية، عن  العلاقات العمانية–الهندية، مشيدًا بالشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، ومؤكدًا أهمية تعزيز التعاون في مجالات الابتكار والتنمية المستدامة بما يخدم المصالح المشتركة، كما تم التطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية وموقف سلطنة عمان منها.

حضر الاجتماع واللقاءات السفير الشيخ أحمد بن هاشل المسكري، رئيس دائرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجوار الاقليمي، وعيسى بن صالح الشيباني سفير سلطنة عُمان لدى الهند، وعدد من المسؤولين من كلا الجانبين.

وتُعد سلطنة عمان شريكًا استراتيجيًا رئيسًا للهند في منطقة الخليج، ومُحاورًا مهمًا ضمن المنظمات الإقليمية مثل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، ورابطة حافة المحيط الهندي. وتستند العلاقات الثنائية إلى روابط تاريخية وثقافية وجغرافية عميقة.

ويعود تاريخ العلاقات بين الشعبين إلى 5000 عام، في حين بدأت العلاقات الدبلوماسية الرسمية في عام 1955م. وقد تم الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في عام 2008م، مما يعكس العمق المتزايد للمشاركة السياسية والاقتصادية بين البلدين.

وتحتل سلطنة عمان مكانة مهمة في سياسة الهند تجاه غرب آسيا باعتبارها أقدم شريك استراتيجي إقليمي لها. وقد تطورت هذه العلاقة، المتجذرة في التاريخ، لتشمل مناقشات في القطاعات المتقدمة مثل الفضاء والمعادن الأرضية النادرة والأمن السيبراني.

وفي بادرة تعكس حسن النية والتعاون الاستراتيجي، دُعيت سلطنة عمان للمشاركة كدولة ضيف خلال رئاسة الهند لمجموعة العشرين في عام 2023م. وقد عززت التبادلات رفيعة المستوى هذه الشراكة، من خلال زيارات قام بها القادة الهنود مثل رئيس الوزراء ناريندرا مودي في فبراير 2018م ومستشار الأمن القومي أجيت دوفال في يونيو 2023م.

وقد أدت الجالية الهندية النابضة بالحياة في عُمان، والتي يبلغ تعدادها حوالي 6,84,771 فردًا، دورًا حاسمًا في تعزيز العلاقات الثنائية. ويضم هذا المجتمع مهنيين مثل الأطباء والمهندسين والمعلمين، بالإضافة إلى عائلات تعيش في عمان منذ أجيال.

وتعكس وجود 21 مدرسة هندية تخدم أكثر من 40,000 طالب، إلى جانب المنشآت الدينية مثل المعابد والكنائس والغوردوارات، الأثر الثقافي القوي للمجتمع الهندي في سلطنة عمان. وتعترف السلطات العمانية بشكل متكرر بمساهمات الوافدين الهنود في تنمية البلاد. كما تقوم المنظمات الاجتماعية والأجنحة اللغوية التابعة للأندية الاجتماعية الهندية في مدن مثل مسقط وصلالة بدور نشط في دعم رفاهية المجتمع الهندي.

اقرأ أيضًا: الهند تشارك في مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة

وإن التعاون الدائم بين الهند وسلطنة عمان، والذي تعززه القيم المشتركة والفرص المتنامية في القطاعات الناشئة، يؤكد أهمية هذه الشراكة طويلة الأمد.

ولقد عزز اجتماع الدورة الـ13 لفريق التشاور الاستراتيجي بين الهند وسلطنة عمان العلاقة بين البلدين، حيث أتاح فرصة لاستعراض وتوسيع التعاون الثنائي في مجالات جديدة لتحقيق المنفعة المتبادلة.