باسط زرغار/ سريناغار
لم يعد صحيحًا أن النساء في كشمير لا يمكنهن العمل أو إدارة الأعمال. مع تغيّر الظروف، تتطور عقليات الناس أيضًا. وفي الوقت الحاضر، لا يوجد فرق في كيفية النظر إلى ريادة الأعمال بين الرجال والنساء؛ فهن يعملن جنبًا إلى جنب مع الرجال ويتنافسن على قدم المساواة.
ولقد كسرت النساء الكشميريات الحواجز وشقن طريقهن في الأعمال التجارية، ويتألقن بألوان نابضة بالحياة. ومن الأمثلة الملهمة الأخرى على ذلك ثانيهْ زهرة، وهي فتاة تبلغ من العمر 20 عامًا وتعيش في بَلهاما بإقليم جامو وكشمير الاتحادي، والتي أصبحت رائدة في تربية النحل.
وإنها ليست العمودَ الفقري لأعمال عائلتها المستمرة منذ زمن طويل فحسب، بل هي مثال مشرق لمجتمعها بأكمله. وقالت ثانيه إن تربية النحل كانت تجارة جدها التي ورثها والدها، وهي الآن تعمل في هذا المجال كجيل ثالث.
وأضافت "في البداية، كنت أساعد والدي، ولكنني كنت أشعر بالملل في كثير من الأحيان وأحاول فقط تمرير الوقت. ولم أكن أعتقد أبدًا بأنني سأصبح مهتمة بهذا العمل، ولكن اليوم أنا شغوفة جدًا به لدرجة أنني أتولى كل شيء بنفسي، من تربية النحل إلى التسويق".
وذكرت ثانيهْ أن الأرباح من عملها مكنتها من تحقيق المزيد من النمو، كما أنها تشارك في أنشطة الاستيراد والتصدير. وتحدثت عن سبب اختيارها لتربية النحل رغم وجود العديد من الأعمال الأخرى قائلة: "تربية النحل مذكورة في القرآن؛ فهي تحمل بركة عظيمة من الله. لا يهم أنني فتاة؛ المهم هو القدرة على العمل. وأؤمن بأن تربية النحل مهنة محترمة ولها خصائص علاجية أيضًا".
وأقرت ثانيهْ بأن أي رحلة ليست سهلة، خاصة في كشمير وللنساء. وقالت: "واجهت الكثير من الانتقادات في البداية، حتى من الأقارب، ولكن الحمد لله لم أفقد الأمل أبدًا. وكنت دائمًا أحاول بذل قصارى جهدي للتركيز على عملي، واليوم أنا راضية حقًا".
وأوضحت ثانيه أنها لا تجني دخلاً جيدا فحسب، بل إن عملها في تربية النحل مكّنها أيضًا من التوسع في مشاريع أخرى. وقالت: "أنتج المنتجات التجميلية، والشمع، وحتى حبوب اللقاح الخضراء من تربية النحل"، مشيرةً إلى أن الحكومة تقدم الدعم لهذا العمل، وأن أي شخص مهتم بهذا يمكنه التواصل مع الإدارة المعنية للحصول على المعلومات الكاملة حول هذه المشاريع.
وقالت في رسالتها: "لا توجد وظيفة صغيرة. بل ينبغي للمرء أن يعمل بإخلاص وأمانة، وسوف يبارك الله حتى في أصغر الجهود".
اقرأ أيضًا: وزير التسامح والتعايش الإماراتي يكرم عددًا من أبناء الجالية الهندية خلال احتفالية "ديوالي" في دبي
ويتزايد اتجاه النساء في الأعمال التجارية في كشمير بشكل ملحوظ. وعلى مدى قرون، كانت النساء يكافحن ضد الصورة النمطية التي تفرض عليهن البقاء في المنزل للطهي والتنظيف ورعاية الأسرة. ومع ذلك، فإن جيلًا جديدًا من رائدات الأعمال الشابات يتغلب على جميع التحديات. ووفقًا للأرقام، تم إنشاء 14,943 مشروعًا من قبل النساء خلال السنوات الثلاث الماضية ضمن برنامج (PMEGP). وقد أدّت هذه المبادرة دورًا حيويًا في تعزيز مشاركة النساء في القوى العاملة.