ابنة سائق سيارة أجرة تنجح في امتحانات الخدمة المدنية بولاية مادهيا براديش

30-01-2025  آخر تحديث   | 30-01-2025 نشر في   |  M Alam      بواسطة | آواز دي وايس 
ابنة سائق سيارة أجرة تنجح في امتحانات الخدمة المدنية بولاية مادهيا براديش
ابنة سائق سيارة أجرة تنجح في امتحانات الخدمة المدنية بولاية مادهيا براديش

 

عبد الوسيم أنصاري/مادهيا براديش

تحقق حلم مسلم أنصاري البالغ من العمر خمسة وأربعين عامًا. قبل بضع سنوات، عندما كان يقود التوك توك عبر حي المسؤولين، كان ينظر إلى منازلهم الفاخرة ويقول لنفسه متى سيعيش أحد أفراد أسرته في مثل هذا القصر. واليوم، أصبح كفاح مسلم أنصاري، الذي كان يحمل مثل هذه الأحلام سيتحقق الآن، حيث ستتولى ابنته منصب نائب قاضي المقاطعة.

في النتائج النهائية لامتحانات لجنة الخدمة العامة لولاية مادهيا براديش التي أُعلن عنها مؤخرًا، حصلت عائشة أنصاري من منطقة ريوا على المرتبة الثانية عشرة على مستوى الولاية. وتم اختيارها لمنصب نائب قاضي المقاطعة. ولا يعد هذا الإنجاز فخرًا لعائلتها فحسب، بل أصبحت عائشة مصدر إلهام لكل أبناء منطقة ريوا. وعلى الرغم من أنها لم تحصل بعد على خطاب تعيين رسمي، فإن هذا الإنجاز الذي حققته جلب  أمجادًا لوالديها ولمنطقتها بأكملها.

وُلدت عائشة أنصاري في أسرة مسلمة من الطبقة المتوسطة. ويعمل والدها، مسلم أنصاري، كسائق التوك توك، وقد بذل كل جهوده لتحقيق حلم ابنته. وكانت نتيجة كفاح والدها وعمله الجاد أن تمكنت عائشة من تحقيق المرتبة الثانية عشرة في امتحانات لجنة الخدمة العامة لولاية مادهيا براديش، والآن أصبحت نائب قاضي المقاطعة.

وتنسب عائشة فضل نجاحها إلى والديها بعد الله عز وجل، حيث تقول إن والدها كان يمر يوميًا أثناء نزهته الصباحية عبر حي الشرطة، حيث توجد العديد من الفيلات الفاخرة للمسؤولين الحكوميين. وكانت الأسماء المكتوبة على لوحات تلك الفيلات بمثابة مصدر إلهام لوالدها، مما دفعه إلى بذل قصارى جهده لتحقيق حلم ابنته.

وتقول عائشة إن والدها كان يقول في كثير من الأحيان: "أتمنى لو كان هناك شخص في عائلتنا يملك منزلًا كبيرًا. فاستلهمت عائشة من هذا الحلم وركّزت بشكل كامل على دراستها، وعاهدت نفسها على تحقيق حلم والدها وجعل طموحاته حقيقة واقعة.

وحققت عائشة أنصاري هذا النجاح من خلال عملها الجاد وجهودها المستمرة. وإنها تؤمن بأن الجهد والإخلاص في العمل أو في أي أمر هما المفتاح لتحقيق النجاح.

ومن اللافت للانتباه أنها لم تعتمد أبدًا على أي دروس خصوصية أو مراكز تدريب، بل اعتمدت على دراستها الذاتية للوصول إلى هدفها.

وخلال فترة دراستها، قامت عائشة أنصاري بإعداد غرفة دراسة ذاتية لها، وكانت لا تستخدم الهاتف المحمول إلا للحصول على المواد الدراسية. وإن تفانيها واتباعها نهج العمل الجاد رغم التحديات والصعوبات هو ما أوصلها إلى هذا الإنجاز الكبير.

وإن قصة عائشة هي مثال حي على أنه عندما يكون هناك دعم الأسرة والثقة بالنفس، يمكن التغلب على أي صعوبة. ولقد كرّس والدها، مسلم أنصاري، حياته بالكامل لتحقيق حلم ابنته، ولم يدخر وسعًا في سبيل ذلك.

ويقول والد عائشة: "لم تكن لدينا أي معرفة بامتحانات الخدمة المدنية، ولكن كان لدينا حلم أن تصل ابنتنا إلى منصب مرموق".

ويضيف: "على الرغم من مرضي، عملت ليلًا ونهارًا لتلبية جميع احتياجات ابنتي ودعمها في كل خطوة". والآن بعد أن حققت ابنته النجاح، يشعر بفرحة وسعادة غامرة.

ولم يكن الوضع الاقتصادي لوالدي عائشة أنصاري جيدًا، ورغم ذلك قدّما لها كل الدعم الممكن لتحقيق أحلامها.

ويقول والدها إنه حتى في أوقات مرضه، استمر في قيادة التوك توك لضمان عدم تأثر دراستها بأي شكل من الأشكال. وإن جهود عائشة المستمرة وتفانيها هما السبب وراء نجاحها، واليوم أصبحت نائب قاضي المقاطعة، محققة حلمها وحلم والديها.

وأدى نجاح عائشة أنصاري إلى جلب أجواء من الفرح والسعادة لعائلتها ولحيّها، حيث يتوافد المهنئون إلى منزلها باستمرار لتقديم التهاني والتبريكات إليها وأسرتها.

وتعتقد عائشة بأن على الشباب ألا يدخروا أي جهد في عملهم، وأن يستمروا في السعي لتحقيق أحلامهم دون توقف. وتؤكد على أهمية الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي والتشتت، مع التركيز الكامل على الأهداف، لأن النجاح يأتي حتمًا لمن يثابر ويجتهد باستمرار.

ويقول والد عائشة إنه لم يكن يتخيل أبدًا أن تصل ابنته إلى هذا المستوى، ولكن الآن بعد أن تحقق هذا الحلم، يشعر بفخر كبير.

وأضاف قائلاً: "كانت حياتنا مليئة بالصعوبات، لكننا اليوم نستطيع أن نقول بكل فخر إن ابنتنا حققت هذا الإنجاز بفضل جهدها وإخلاصها".

وتجسد رحلة عائشة أنصاري مثالًا حيًا على أن الصعوبات مهما كانت لا يمكنها الوقوف أمام الثقة بالنفس والعمل الجاد والدؤوب، فمن خلال العزيمة والمثابرة يمكن تحقيق أي هدف.

اقرأ أيضًا: ابنة عالِم ديني تحقّق نجاحًا كبيرًا في امتحانات الخدمة المدنية من خلال الدراسة الذاتية

فإن النجاح الذي حققته عائشة ليس فخرًا لعائلتها فقط، بل أصبح مصدر إلهام للمنطقة بأكملها، حيث أثبتت أن السعي الدؤوب هو المفتاح لتحقيق الأحلام.