دَيارام فاشيشت/فريد آباد
إن الأساور المصممة يدويًا من قبل أفسانه تشودري، البالغة من العمر 42 عامًا، من قرية سلاي في منطقة هابور بولاية أوترا براديش، تحظى بشهرة واسعة حتى بين الناس في مختلف أنحاء العالم.
وبدأت أفسانه عملها التجاري بحجم صغير، ولكنها نجحت في عرض فن صناعة الأساور في 19 دولة حتى الآن. وقد تطور عملها التجاري بشكل كبير لدرجة أنها قامت بتعيين ابن شقيقها لإدارة المبيعات.
وإن رحلة أفسانه تشودري من تركها المدرسة إلى تحقيق شهرة عالمية، تُعد قصة مُلهمة تعكس التركيز والعمل الجاد. وكان والدها مفتشًا في لجنة السوق الزراعي، وكان يؤمن بأهمية تعليم بناته، فأرسل أفسانه وأختها إلى مدرسة في هابور. ومع ذلك، في ذلك الوقت، كانت القيود الاجتماعية على تعليم الفتيات صارمة، مما جعل مسيرتها أكثر تحديًا. فاضطرت أفسانه إلى ترك دراستها رغم أنها لم تكن ترغب في ذلك.
وفي عام 2000م، قدّمت منظمة "أكشن إنديا"، وهي منظمة غير حكومية مقرها في دلهي، تدريبًا للنساء على صناعة الأساور المصممة، وذلك ضمن حملتها لتمكين النساء الريفيات من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وشاركت نحو 50 امرأة في هذه الدورة التدريبية التي استمرت ثلاثة أشهر، وتمكنت أفسانه من إتقان هذا الفن. وأحبت هذا المجال سريعًا، وسرعان ما رسّخت نفسها كحرفية ماهرة في الصناعة اليدوية.
وفي عام 2001م، أقامت أفسانه كشكًا لعرض أساورها المصنوعة يدويًا في معرض الحرف اليدوية في دلهي هات. وكانت هذه هي المرة الأولى التي خرجت فيها من منزلها من أجل العمل.
وحظيت أساورها المصنوعة يدويًا بإعجاب كبير وحقّقت مبيعات مميزة، مما عزّز ثقتها بنفسها. عندها، قررت أن تجعل من فنها مشروعًا تجاريًا بدوام كامل.
فواصلت أفسانه العمل بجد لرفع فنها إلى المستوى العالمي. وفي عام 2014م، شاركت في معرض للحرف اليدوية في الصين، وكانت هذه رحلتها الجويةَ الأولى. وقد وصفت شعورها حينها بقولها إن "سعادتها لم تكن لها حدود".
وكانت تجربة الإقامة في فندق خمسة نجوم في الصين تجربة لا تُنسى بالنسبة إلى أفسانه، حيث لاقت أعمالها الفنية تقديرًا كبيرًا هناك.
وفي عام 2015م، شاركت في معرض دولي آخر، والذي أقيم في كولومبو بسريلانكا. ومرة أخرى، لاقت أساورها المصنوعة يدويًا رواجًا واسعًا، وحقّقت مبيعات كبيرة.
وبعد عامين، وسّعت أفسانه عملها التجاري، فبدأت أيضًا في صناعة القلائد والأقراط وسلاسل النظارات والأساور والخلاخيل والأحزمة وعصيّ الزهور وغيرها من الإكسسوارات المصممة بشكل فني.
ولم تلجأ أفسانه أبدًا إلى اقتراض المال من عائلتها لبدء مشروعها التجاري. فكلما احتاجت إلى أموال لشراء المواد الخام، كانت تقترض من المنظمة غير الحكومية وتسدده في الوقت المحدد. وسرعان ما وصل حجم مبيعاتها إلى مئات الآلاف من الروبيات.
وتزوجت أفسانه تشودري في عام 1997م ولديها ابنتان. وحصلت ابنتها الكبرى على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، وتعمل حاليًا في منصب رفيع بإحدى الشركات في غوروغرام بولاية هريانا.
اقرأ أيضًا: ثانيهْ زهرة "ملكة العسل" في كشمير
ومع توسع أعمالها التجارية، قامت بإشراك ابن شقيقها، سافاج علي، في إدارة العمل، بهدف توسيع نطاق مشروعها التجاري بشكل أكبر.
وتحلم أفسانه تشودري بتمكين كل امرأة من تحقيق الاستقلالية المالية. وتسعى إلى تدريب النساء في مجال التصميم ومساعدتهن على إطلاق مشاريعهن الخاصة.