الإمارات تقوم بتسمية شارع باسم طبيب من أصل هندي تقديرًا لمساهمته في الرعاية الصحية على مدار 60 عامًا

Story by  ANI | Posted by  M Alam | Date 19-07-2024
الإمارات تقوم بتسمية شارع باسم طبيب من أصل هندي تقديرًا لمساهمته في الرعاية الصحية على مدار 60 عامًا
الإمارات تقوم بتسمية شارع باسم طبيب من أصل هندي تقديرًا لمساهمته في الرعاية الصحية على مدار 60 عامًا

 

أبوظبي

قامت دولة الإمارات بتسمية شارع في أبوظبي باسم أحد أعضاء الجالية الهندية، مما أثار إعجاب أعضاء الجالية الهندية في دولة الإمارات. تمت تسمية الشارع في أبوظبي باسم الدكتور جورج ماثيو وهو مواطن إماراتي من أصل هندي، وذلك تقديرًا لإسهاماته الرائعة في قطاع الرعاية الصحية في الإمارة على مدار ما يقرب من 60 عامًا، حسبما ذكرت صحيفة "خليج تايمز".

وصل الدكتور ماثيو، الذي يبلغ من العمر الآن 84 عامًا، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة في عام 1967م عندما كان يبلغ من العمر 26 عامًا، وذلك قبل فترة طويلة من توحيد الإمارات العربية المتحدة. وقد لعب على مدى العقود الستة الماضية دورًا محوريًا في تشكيل نظام الرعاية الصحية في أبوظبي، حيث شهد تحولاً في المشهد الطبي في البلاد.

والجدير بالذكر أنه كان أول طبيب يعمل في مستشفى حكومي في العين، مما ترك أثرًا دائمًا على المشهد الطبي في البلاد.

وتقديرًا لمساهماته الرائدة، تم تسمية الطريق بالقرب من مدينة الشيخ شخبوط الطبية في منطقة المفرق بشارع جورج ماثيو.

وتأتي هذه اللفتة ضمن مشروع "تكريم أصحاب الرؤى في الإمارات: شوارع تذكارية" الذي تنفذه دائرة البلديات والنقل، والذي يهدف إلى إظهار التقدير للأفراد الذين قدّموا مساهمات كبيرة في تنمية الدولة.

وعندما وصل الدكتور جورج ماثيو لأول مرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1967م، كانت البلاد لا تزال في المراحل الأولى من التنمية. وفي ذلك الوقت، لم تكن هناك طرق أو مرافق طبية مناسبة. وعلى الرغم من هذه التحديات، استلهاما من المغفور له الشيخ زايد، مؤسس الدولة، كرس نفسه لمساعدة الناس وتحسين نظام الرعاية الصحية.

وفي بيان صدر مؤخرًا، تحدث الدكتور ماثيو عن رحلته إلى دولة الإمارات قائلاً: "كانت البنية التحتية لا تزال قيد التطوير آنذاك. واستلهامًا من المغفور له الوالد الشيخ زايد، كرست نفسي لمساعدة الناس. وأنا ممتن للغاية لتقدير جهودي".

ولكن الإمارات لم تكن خياره الأول، بل كان يخطّط للانتقال إلى الولايات المتحدة. إلا أنه تأثر بوصف أحد الأصدقاء الذي كان ضمن بعثة عن جمال مدينة العين. وقد نجح بطلبه للحصول على منصب أول طبيب حكومي في العين، مما أدى إلى افتتاح أول عيادة برعاية الشيخ زايد.

ويتمتع الدكتور ماثيو، المعروف لدى السكان المحليين باسم "ماتيوس"، بمسيرة مهنية متميزة في قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة. إنه بدأ عمله كطبيب عام، ثم شغل العديد من المناصب المرموقة، بما في ذلك منصب المدير الطبي لمنطقة العين في عام 1972م ومستشار هيئة الصحة في عام 2001م.

ينتمي الدكتور ماثيو إلى ولاية كيرالا بجنوب الهند، وتخرج من كلية الطب في تريفاندروم وانتقل إلى الإمارات العربية المتحدة مع زوجته فالسا بعد زواجهم، وتعمل ابنتهما مريم (بريا) في القطاع الحكومي.

الدكتور ماثيو وعائلته مع رئيس دولة الإمارات

وتتوازى تجارب الدكتور ماثيو مع تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ أول لقاء له مع الشيخ زايد وحتى علاج الإصابات في ظروف صعبة. ويتذكر حادثة لا تنسى من عام 1969م، ويقول: "في إحدى الليالي أصيب أحد السكان المحليين الذين يحضرون المجلس في العين. عالجته بالمواد التي كانت متاحة لدي آنذاك، وشفي. وشارك هذه التجربة مع الشيخ زايد. وبعد التحقق من إصابته، قال الشيخ زايد: "إنه طبيب جيد"، وقد ألهمتني كلماته كثيرًا".

وقد تعززت مسيرة الدكتور ماثيو المهنية بشكل كبير بفضل دعم الشيخ زايد، مما دفعه إلى السفر إلى إنجلترا للتخصص في إدارة أمراض المناطق الاستوائية، ثم إلى جامعة هارفارد لإجراء دراسات متقدمة في إدارة المستشفيات.

واشتهر الدكتور ماثيو بتفانيه وخبرته، وكان مصدرًا قيمًا للمعرفة الطبية لمجتمع العين، حيث قدّم التوجيه الطبي وأدّى دورًا مهمًا في تثقيف وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية. كما خدم العائلة المالكة، بمن فيهم المغفور له الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة العين.

وتقديرًا لتفانيه وعمله الجاد، منحت دولة الإمارات الدكتور ماثيو وعائلته الجنسية في عام 2004م. كما فاز بجائزة أبوظبي في عام 2018م.

اقرأ أيضًا: الإمام بارات والشعائر الحسينية في لكناؤ

اقرأ أيضًا: لوحات مادهوباني: شكل فني رائع من منطقة ميثيلا

ويواصل الدكتور ماثيو حاليًا العمل في الإدارة الصحية الخاصة التابعة لشؤون الرئاسة جنبًا إلى جنب مع خبراء مثل الدكتور عبد الرحيم جعفر، وهو خبير بارز آخر في البلاد.

وقال الدكتور ماثيو: "أنا مستعد للقيام بكل ما بوسعي من أجل البلاد ومواطنيها ما دمت على قيد الحياة. وأدعو الله أن يمنحني المزيد من الوقت لتقديم الخدمة".

وقدّم الدكتور ماثيو نصيحته للعاملين في دولة الإمارات العربية المتحدة قائلاً: "اعملوا بإخلاص تام وستنجحون".