رقمنة 7000 وثيقة تاريخية للمغتربين الهنود في عُمان

Story by  آواز دي وايس | Posted by  M Alam | Date 31-05-2024
رقمنة 7000 وثيقة تاريخية للمغتربين الهنود في عُمان
رقمنة 7000 وثيقة تاريخية للمغتربين الهنود في عُمان

 

آواز دي وايس/مسقط

نجحت السفارة الهندية في سلطنة عمان بالتعاون مع الأرشيف الوطني الهندي في تنفيذ مبادرة فريدة ورائدة لأرشفة ورقمنة الوثائق التاريخية للمغتربين الهنود في عمان.

تم إجراء مشروع خاص للرقمنة والتاريخ الشفهي بعنوان "مجموعة عمان - التراث الأرشيفي للجالية الهندية في عمان" في مقر سفارة الهند في مسقط في الفترة من 19 إلى 27 مايو.

وقالت السفارة الهندية في مسقط في بيان لها إن المعرض شهد مشاركة حماسية من 32 عائلة هندية بارزة معظمها من ولاية غوجارات، والتي تعود جذورها في عمان إلى أكثر من 250 عاما.

ويمثّل هذا أول مشروع خارجي للأرشيف الوطني الهندي لرقمنة وأرشفة وثائق المغتربين، مما يمثل خطوة مهمة في الحفاظ على تاريخ الجالية الهندية وتراثها في الخارج.

حاليًا، سلطنة عمان هي موطن لحوالي 700 ألف هندي. ويشترك كلا البلدين في نسيج غني من الروابط التاريخية والثقافية التي يعود تاريخها إلى 5000 عام.

وفي الآونة الأخيرة، تقيم العديد من العائلات التجارية بشكل رئيس من ماندفي وسورات وأجزاء أخرى من ولاية غوجارات في صور ومطرح ومسقط منذ أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. وإنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع العماني. وكما أصبح العديد منهم مواطنين عمانيين الآن، لكنهم يحتفظون أيضًا بعلاقات قوية مع الوطن الأم الهند.

وخلال عملية التجميع، تم مسح أكثر من 7000 وثيقة باللغات الإنجليزية والعربية والغوجاراتية والهندية من المجموعات الخاصة بالعائلات التجارية الهندية القديمة ورقمنتها في إطار هذا المشروع.

ويعود تاريخ أقدم وثيقة رقمية إلى عام 1838م، في حين أن الغالبية العظمى منها تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

وتضمنت المجموعة المتنوعة من الوثائق التي تمت رقمنتها، المذكرات الشخصية، ودفاتر الحسابات، والبرقيات، والفواتير التجارية، وجوازات السفر، والرسائل والمراسلات، والصور الفوتوغرافية، وغيرها الكثير، التي تسلط الضوء على حياة ومساهمات الجالية الهندية في سلطنة عمان.

وقالت السفارة الهندية في بيان لها "تشكل هذه الوثائق مجتمعة رواية حية لتاريخ أفراد الجالية الهندية في عمان، بما في ذلك ممارساتهم الثقافية وأنشطتهم الاجتماعية وتجارتهم، فضلا عن مساهماتهم في المجتمع العماني واندماجهم فيه، والحفاظ على التقاليد الهندية في الخارج".

وسيتم أرشفة هذه الوثائق الرقمية وتحميلها على "Abhilekh Patal"، البوابة الرقمية للأرشيف الوطني الهندي، من أجل جعل هذه الوثائق متاحة للباحثين والجمهور على نطاق أوسع.

وبالإضافة إلى ذلك، تضمن المشروع أيضًا تسجيل التاريخ الشفهي لكبار السن من أفراد المجتمع الهندي، وهو أول مشروع من نوعه للتاريخ الشفهي من قبل الأرشيف الوطني الهندي.

وشملت هذه الحكاياتِ الشخصية، وتجارب الهجرة، وتطور المجتمع الهندي في عمان على مر العقود، وسوف تثري الوثائق الأرشيفية.

وأشار أرون سينغال، المدير العام للأرشيف الوطني الهندي، إلى الأهمية الفريدة لهذا المشروع، مؤكدًا أن هذا يمثل علامة فارقة تاريخية للأرشيف الوطني الهندي.

وأضاف سينغال "هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بجمع ورقمنة الأرشيف الخاص لوثائق المغتربين من الخارج. ويمثل هذا علامة فارقة تاريخية للأرشيف الوطني الهندي وخطوة مهمة نحو الحفاظ على التراث الغني وروايات الجالية الهندية المتنوعة في الخارج".

وأكّد أميت نارانج، سفير الهند لدى سلطنة عمان أن "هذا المشروع يتماشى مع رؤية رئيس الوزراء ناريندرا مودي لتعزيز العلاقات مع الجالية الهندية في جميع أنحاء العالم. ومن خلال توثيق تاريخ الجالية الهندية والحفاظ عليه في عمان، فإننا نعيد إحياء جزء حيوي من تراثنا المشترك ونعزز مشاركة أعمق مع مغتربينا".

ومن جانبه، أعرب الشيخ أنيل كيمجي، رئيس الجالية الهندية في عمان، عن تقديره للمشروع.

وقال: "نشكر رئيس الوزراء ناريندرا مودي ووزير الشؤون الخارجية الدكتور إس. جايشانكار على رؤيتهما في التعامل والتواصل مع الجالية الهندية. وإن حفظ الوثائق التاريخية للمغتربين الهنود من قبل سفارة الهند سوف يقطع شوطا طويلا في الحفاظ على تاريخهم، وبذلك يعرض أيضًا روابط الصداقة التي اجتازت اختبار الزمن بين الهند وسلطنة عمان.

اقرأ أيضًا: الثقافة الهندية والعمانية بين التأثير والتأثر

وقد حظيت هذه المبادرة بدعم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في سلطنة عمان، والتي قدمت الدعم اللوجستي وغيره من أشكال الدعم، مما ضمن التنفيذَ السلس للمشروع.

وبالإضافة إلى الحفاظ على الوثائق التاريخية، يسعى مشروع الرقمنة إلى تعزيز مشاركة أكثر تركيزًا مع أفراد الجالية الهندية في عمان، ومن خلال القيام بذلك سيتم تعزيز تقدير أفضل للصداقة طويلة الأمد بين جمهورية الهند وسلطنة عمان. وسيسهل المشروع إجراء أبحاث أفضل حول تطور الجالية الهندية ومساهماتها، وسيكون بمثابة مصدر قيّم للأجيال القادمة.