مهرجان ماهاكومبه: قصص مؤثرة عن الأخوّة والمحبة والانسجام بين الطوائف المختلفة

01-02-2025  آخر تحديث   | 01-02-2025 نشر في   |  M Alam      بواسطة | آواز دي وايس 
مهرجان ماهاكومبه: قصص مؤثرة عن الأخوّة والمحبة والانسجام بين الطوائف المختلفة
مهرجان ماهاكومبه: قصص مؤثرة عن الأخوّة والمحبة والانسجام بين الطوائف المختلفة

 

ملك أصغر هاشمي/نيودلهي

إن مهرجان ماهاكومبه 2025م، الذي يُعتبر أكبر حدث ديني لدى الهندوس في الهند، يُعرف من جهة بأهميته الروحية العميقة، ومن جهة أخرى، يشهد هذا المهرجان العديد من القصص المُلهمة والمؤثرة التي تعكس التعايشَ السلمي بين الهندوس والمسلمين، وتجسد روح "گنگا-جمني تهذيب" الوئام بين الأديان والأخوة والانسجام بين الطوائف المختلفة.

وقبل بدء هذا الحدث الهندوسي، ظهرت العديد من القصص المثيرة للجدل حول العلاقات بين الهندوس والمسلمين، ولكن مع اقتراب مهرجان ماهاكومبه من مراحله الأخيرة، أصبح يجسد أبعادًا جديدة من الوحدة والمحبة والانسجام.

وخلال مهرجان ماهاكومبه، تتجلى العديد من المشاهد التي تُثبت أن القيم الإنسانية تتجاوز الفروقات الدينية والعرقية، حيث تندمج القلوب في أواصر المحبة والتآخي. وقد ظهرت العديد من القصص المؤثرة التي تعكس عمق التعايش والئام بين مختلف الطوائف، مقدمةً صورة نابضة بالحياة لـ"گنگا-جمني تهذيب".

وفي هذا الحدث العظيم، لا تقتصر المشاهد على الطقوس الدينية فقط، بل تمتد إلى مواقف يومية يتعاون فيها الهندوس والمسلمون جنبًا إلى جنب، مما يعكس روح التلاحم والتعايش المشترك. سواء كان ذلك في تقديم الخدمات للحجاج/المصلين، أو في تنظيم الفعاليات المختلفة، أو حتى في تبادل المساعدات الإنسانية، فإن ماهاكومبه هذا العام يقدّم درسًا عمليًا في الوحدة، ويجسد أسمى معاني التسامح بين الأديان.

قصة رام شانكار وفرحان عالم: مساعدة أنقذت الحياة

خلال مهرجان ماهاكومبه، تعرض أحد الحجاج، رام شانكار، لوعكة صحية شديدة وأصيب بنوبة قلبية أفقدته الوعي داخل منطقة ماهاكومبه. وفي تلك اللحظة، سارع فرحان عالم، وهو شاب مسلم، إلى مساعدته وقدّم له الإنعاش القلبي الرئوي مما أدى إلى إنقاذ حياته.

وأصبحت هذه الحادثة مثالًا رائعًا للحجاج الموجودين في ماهاكومبه، حيث أكدت أن الإنسانية تعلو عن الأديان. ولقد أثبتت مساعدة فرحان أن الأخوّة ليست مجرد كلمات، بل يجب أن تنعكس في أفعالنا وسلوكاتنا.

وقد سلّطت منصة "آواز دي وايس" الضوء على هذه الواقعة باعتبارها نموذجًا يُحتذى به، حيث تتجاوز الحدود الدينية وتُشير إلى أن الإنسانية هي الرابط الأسمى الذي يجمع البشر.

اقرأ أيضًا: مهرجان ماها كومبه: فرحان عالَمْ يضرب مثالاً رائعًا للإنسانية من خلال مساعدته في إنقاذ حياة رام شانكار

قصة شاركها كفيل الرحمن

خلال ماهاكومبه، شارك كفيل الرحمن قصة مؤثرة أخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في مقطع الفيديو، يظهر رجل مسلم بلحية ويرتدي قلنسوة، وهو يوزّع الطعام والمشروبات على الحجاج الجائعين في المهرجان، مجسدًا بذلك روح الإنسانية والتآخي التي تتجاوز الحدود الدينية.

وشارك كفيل الرحمن هذا الفيديو على الفيسبوك وكتب: "هذا الفيديو من منطقة رُوشَنْ بَاغ في براياغ راج، حيث أدت كثافة الحشود إلى اضطرار العديد من الحجاج إلى التوقف والراحة في أي مكان يجدونه متاحًا".

وخلال هذا الوقت الصعب، كان السكان المحليون يقدّمون لهم المساعدة بكل إخلاص. وهذا هو جوهر "گنگا-جمني تهذيب" الوئام والانسجام بين الأديان.

ويُبرز هذا الفيديو بوضوح أن ماهاكومبه ليس مجرد تجمع ديني، بل هو أيضًا منصة يتجسد فيها التعايش والتآخي، حيث لا يقتصر الأمر على تبادل المشاعر الدينية، بل يتعداه إلى تقديم العون والدعم، مما يبعث برسالة قوية عن الأخوة والتلاحم الاجتماعي.

قصة شاركها رضا عباس زيدي هي نموذج للأخوّة والتآخي

شارك رضا عباس زيدي عبر وسائل التواصل الاجتماعي قصة أخرى تعكس روح الأخوّة والوئام، حيث نشر مجموعة من الصور التي تم التقاطها في "كلية يادگارِ حسيني" في براياغ راج. وتُظهر هذه الصورُ العديدَ من الغرف داخل الكلية، حيث كان الحجاج يستريحون فيها، في مشهد يعكس أسمى معاني الإنسانية والتعايش.

وشارك رضا عباس زيدي هذه الصور موضحًا أن ترتيبات الإقامة قد تم توفيرها للحجاج خلال ماهاكومبه، حتى يتمكنوا من إتمام رحلتهم الدينية في سلام وراحة.

وأكّدت هذه الصور كيف يتكاتف السكان المحليون، متجاوزين أي خلافات دينية، للعمل معًا ودعم بعضهم البعض خلال هذا الحدث الكبير. وكان هذا مثالًا رائعًا على "گنگا-جمني تهذيب"، الذي ينشر رسالة تعزز الأخوّة والتلاحم في جميع أنحاء البلاد.

وإن مهرجان ماهاكومبه حيث يتوافد الملايين من الحجاج للتطهير الروحي والتعبّد، لا يقتصر على كونه حدثًا دينيًا فحسب، بل يجسد روح الوئام بين الأديان ويؤكد على قوة الأخوة والتلاحم في البلاد. 

وإن قصص الأخوّة بين الهندوس والمسلمين لا تزيد فقط من جمال "ماهاكومبه" بل تسلّط الضوء على أهمية الوحدة والتلاحم المجتمعي، مما يعزز رسالة التعايش والسلام في المجتمع.

اقرأ أيضًا: المدونة الإماراتية سالي العزب تبدي انبهارها بتنسيق "ماهاكومبه ميلا"

وفي مهرجان ماهاكومبه، تتلاشى الحدود بين الدين والثقافة والمجتمع، ليُذكّرنا بأننا جميعًا مرتبطون بأساسٍ واحد، وهو الإنسانية. ومن خلال هذه القصص، يتم توجيه رسالة قوية مفادها أننا جميعًا أسرة واحدة، بغض النظر عن اختلاف معتقداتنا الدينية وخلفياتنا.