ولي داد خان: بطل منسي لحرب الاستقلال لعام 1857م

14-08-2024  آخر تحديث   | 14-08-2024 نشر في   |  M Alam      بواسطة | Saquib Salim 
الطابع البريدي على حرب 1857م
الطابع البريدي على حرب 1857م

 

ثاقب سليم

"في هذا الوقت (الأسبوع الثاني أو الثالث من مايو 1857م) عاد ولي داد من دلهي إلى مالاجاره (في بُلند شهر) عن طريق دادْرِي وسِكندر آباد. اجتمع ذلك المتمرد (ولي داد خان) وأعضاء طبقة غُوْجَار في دادري، وبيشان سينغ وباجوانت سينغ، وأمراو سينغ وغيرهم، وتآمروا على تدمير الحكومة...".

تم تسجيل هذا التصريح من قِبَل وكيل شِيفبانز رايْ في بُلَنْدْ شَهَرْ  (أوترا براديش)، في عام 1858م أثناء محاكمة الثوار الهنود لرفعهم علم النضال من أجل الحرية ضد الحكم الأجنبي.

لم يتم الاعتراف ببلند شهر حتى الآن كأحد المراكز المهمة في حرب الاستقلال الوطنية الأولى في عام 1857م حيث قاد ولي داد خان النضال من أجل الحرية بمساعدة قادة غُوجار في المنطقة.

كان ولي داد الذي بينه وبين بهادُر شاه ظفر قرابة من  بعيد، في دلهي عندما رفع الثوار علم الثورة ضد البريطانيين في 11 مايو 1857م. وتم تكليفه بمسؤولية منطقة بلند شهر، التي كانت تضم مساحة كبيرة بما فيها علي كراه.

وصل على الفور إلى حصنه في مالاجاره (حصن طيني في منطقة بلند شهر حيث حكم من هناك) وانضم إلى قادة غوجار مثل أُمراو سينغ. وفي غضون أسابيع قليلة، أصبحت المنطقة بأكملها تحت سيطرته.

وأبلغ ضابطُ الجيش الإنجليزي كولفين العميدَ هافلوك في يوليو 1857م قائلاً: "من البنجاب والهند العليا إلى ميروت والتلال، يسود الهدوء في كل هذه الأجزاء، ولكن أسفل ميروت مباشرة استولى نواب متمرد يُدعى ولي داد خان على البلاد لبعض المسافة وقطع الاتصالات".

كما أبلغ ويليام موير، من كانبور، هافلوك في السادس من أغسطس 1857م، "يبدو أن العديد من اتصالاتنا في ميروت قد انقطعت بسبب هذا المتمرد (ولي داد) ومبعوثيه، الذين سيطروا الآن على علي كراه. وقد تقدم ولي داد خان بالبنادق إلى جولوثي بين مالاجاره وميروت... يقول ويليام إننا لا نستطيع مهاجمة مالاجاره بأمان حتى يتم كسر جسر الهندون أو يامونا، وبالتالي اعتراض الهجوم من دلهي.إنه يعتقد بأننا لا نستطيع الاحتفاظ بها، وأن تأثير التخلي عنها سيكون أسوأ من عدم مهاجمتها. وقد ألح على العميد في دلهي بضرورة كسر جسر الهندون. وبعد فترة وجيزة من كسره بواسطة قواته، قام المتمردون بإصلاحه لصالح لواء بريلي".

كما أبلغ كولفين الحاكمَ العام "لقد تم الاستيلاء على بلند شهر من قبل نواب (ولي داد) المجاور، وهو قريب من عائلة دلهي، واللواء هيويت، القائد في ميروت، لا يرى أن لديه القوة الكافية لطرد حزب نواب وإعادة احتلال المكان".

كان ولي داد مسؤولاً عن جبهة مهمة في الحرب. وقامت بلند شهر بسد طريق أمام التعزيزات الإنجليزية المتجهة إلى دلهي. ولهذا السبب قام نانا صاحِب ولواء جانسي بالتنسيق معه. واجتاحت قواته بريلي، وعلي كراه، وإيتاواه، وآغرا، والمناطق المجاورة.

وطلب ولي داد مزيدا من القوات من بهادُر شاه ظفر لتعزيز مكانه ضد البريطانيين. وكتب: "على الرغم من أنني قمت باجتياح الفرنجيين (الأوروبيين) المتمركزين في بلند شهر ولم أترك لهم أي أثر في المنطقة، إلا أنه من غير الممكن استئصالهم ومواصلة إدارة الإيرادات بدون الجيش الملكي". فأمر بهادر شاه ظفر جُولاب سينغ ورام شاندرا ودانبات راو بالتحرك مع جنودهم لمساعدة ولي داد في جهوده الحربية.

وكان ولي داد أحد أكبر التهديدات للقوات الإنجليزية في المنطقة المحيطة بدلهي. وأبلغ كولفين، ويليام موير في أغسطس 1857م "من المهم أن تعلم أن ولي داد خان من مالاجاره أرسل أحد أقاربه للاستيلاء على علي كراه؛ بهدف إنشاء حكومة منتظمة وجمع الإيرادات لإرسالها إلى دلهي.

وفي الأول من أكتوبر 1857م، تمكنت القوات البريطانية من الاستيلاء على مالاجاره وقصفها. وفي هذه العملية، قُتل الملازم هوم، الذي مُنح وسام الصليب الفيكتوري لقصفه بوابة كشمير في دلهي قبل بضعة أيام. ولكن لم يكن من الممكن قتل ولي داد أو أسره.

اقرأ أيضًا: البروفيسور عبد الباري جعل العمال جزءًا من حركة استقلال الهند

ولم يكن من الممكن الاستيلاء على مالاجاره قبل سقوط دلهي. بل إن وحدات الجيش التي استُخدِمَت للاستيلاء على دلهي أُرسِلَت في وقت لاحق لهزيمة ولي داد خان ورفاقه من غوجار. ووجد ولي داد خان وزوجته هيسيا بيجوم ونهار سينغ وماساهوب غوجار وغيرهم من القادة أن ممتلكاتهم قد صُودرت على الرغم من أن العديد منهم أفلتوا من القبض عليهم.