البروفيسور عبد الباري جعل العمال جزءًا من حركة استقلال الهند

Story by  آواز دي وايس | Posted by  M Alam | Date 13-08-2024
البروفيسور عبد الباري جعل العمال جزءًا من حركة استقلال الهند
البروفيسور عبد الباري جعل العمال جزءًا من حركة استقلال الهند

 

محفوظ عالم/باتنا

كان البروفيسور عبد الباري من المناضلين العظماء من أجل حرية بلاد الهند، والذي جمع عمال بيهار والبنغال وأوديشا تحت راية حركة الحرية. وكان يحلم بتحرير البلاد من العبودية منذ طفولته. وكان البروفيسور عبد الباري قلقًا بشكل خاص بشأن الظلم الذي يتعرض له المظلومون والفقراء والعمال حيث اعتبر آلامهم آلامه. وأراد البروفيسور عبد الباري، رائد الوحدة بين المسلمين والهندوس، أن يجعل العمال جزءًا من التيار الوطني الرئيس- وكان يناضل باستمرار في هذا الصدد. ولقد عرف أنه طالما ظلت البلاد في أغلال العبودية، فإن حلمه لن يتحقق. ولقد أراد إنهاء الحكم الإنجليزي بأي ثمن وكان يقف مع كل صوت يؤيد حرية البلاد، وأراد تحقيق أحلامه بتوحيد البلاد.

إنه وقف ضد أصوات سعت لإقامة أي نوع من الجدار بين المسلمين والهندوس. وكان يعلم أنه بدون الوحدة لا يمكن أن تحصل الهند على الحرية، ولا يمكن أن يحصل المضطهدون والفقراء والعمال على العدالة. واعتبر البروفيسور عبد الباري أن التعليم هو الحاجة الملحة لتحقيق هذا الهدف، فأراد أن يضيء مصباح السعادة في حياة العمال من خلال نشر الوعي التربوي. ولقد كان يبذل كل ما في وسعه لتحسين حياة العمال وحمايتهم من استغلال الحكومة البريطانية. وكان يحلم بتسهيل حياة العمال من خلال إضاءة شمعة العلم فيهم إلى جانب جعلهم ينالون الأُجَر المناسبة مقابل عملهم. وأصبح مؤسس اتحاد العمال في الهند بسبب ارتباطه بالعمال.

وُلد البروفيسور عبد الباري في قرية "شاه آباد" في مديرية جهان آباد بولاية بيهار. دَرَس في جامعة باتنا وحصل على شهادة الماجستير في عام 1920م. وانضم إلى كلية بيهار الوطنية كأستاذ بعد مقاطعة المهاتما غاندي للتعليم الحكومي الإنجليزي. وتجدر الإشارة إلى أن كلية بيهار الوطنية بدأت في ظل "حركة سواديشي" بقيادة المهاتما غاندي. وكان البروفيسور عبد الباري يؤمن بالمساواة بين الناس منذ بداية حياته وأراد تحقيق المساواة والإصلاحات الاجتماعية. وكان يعارض بشدة مشكلة العمال واضطهادهم.

اجتماع البروفيسور عبد الباري مع المهاتما غاندي

التقى البروفيسور عبد الباري لأول مرة بالمهاتما غاندي في عام 1917م عندما زار المهاتما غاندي ولاية بيهار. وكان المهاتما غاندي معجبًا جدًا بعمل البروفيسور عبد الباري وشغفه. واصل البروفيسور عبد الباري اتباع تعاليم المهاتما غاندي ومثله العليا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. وشارك بشكل كامل في حركة الحرية ونجح في انضمام حشد كبير من العمال إلى حركة الحرية. وفي أعوام 1920م و1922م و1942م، أدّى البروفيسور عبد الباري دورًا فعالًا في جعل العمال جزءًا كاملاً من النضال من أجل الحرية في مختلف الحركات.

وقد أدى دورًا مهمًا للغاية في "حركة عدم التعاون" التي قام بها المهاتما غاندي. وقاد البروفيسور عبد الباري هذه الحركة مع قادة بارزين مثل الدكتور راجندرا براساد والدكتور سري كريشنا سينغ. ولقد كان قائدًا قويًا لنقابة العمال وكان دائمًا في الطليعة من أجل حقوق العمال وتحسين حياتهم. وكان البروفيسور عبد الباري قائدًا للعمال، وبفضله كان عمال بيهار والبنغال وأوديشا يشكلون ركيزة قوية لكل حركة نضال من أجل الحرية. ومن خلال جعل العمال والفقراء جزءًا من حركة الحرية، لم يقترب البروفيسور عبد الباري من المهاتما غاندي فحسب، بل أصبح قائدا بارزًا في النضال من أجل الحرية. وناضل من أجل حقوق العمال والفقراء والمضطهدين حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

رائد الوحدة بين المسلمين والهندوس

كان البروفيسور عبد الباري مناضلاً من أجل الحرية ضحى بحياته كلها من أجل حرية الهند. ولقد بذل قصارى جهده للحفاظ على وحدة الهند. وكان يؤمن بأن الهندوس والمسلمين والسيخ والمسيحيين والبارسيين والجاينيين والبوذيين كلهم أمة واحدة. وهذا هو سبب معارضة البروفيسور عبد الباري بشدة لـ "هِندو ماها سَابها" والرابطة الإسلامية. ولم يكن يريد أبدًا التمييز باسم الدين وكان يعارض بشدة من يقوم بأي تمييز على أساس الدين. وكانت استراتيجيته الواضحة هي أن البلاد لن تكون مستقلة ولن تتطور في المستقبل إلا من خلال الوحدة بين الهندوس والمسلمين. وتمسك بهذه النظرية حتى آخر أيام حياته.

ولقد عارض سلوكه أولئك الذين كانوا ضد هذه النظرية. ونتيجة لذلك، في 28 مارس 1947م، قبل أشهر قليلة من الاستقلال، أطلق شخص النار عليه فأرداه قتيلاً، أثناء عودته من راتشي إلى باتنا. وعاش عبد الباري حياته في فقر ولم ير قط أنه من المناسب الحصول على أي نوع من المنفعة. ولقد ضحّى بكل ما يملك من أجل حرية الوطن. وفي الواقع، كان قائدًا شجاعًا وجريئًا وكان لديه القدرة على التعبير عن رأيه بقوة.

استشهاد البروفيسور عبد الباري وزيارة المهاتما غاندي لمنزله

بعد استشهاد البروفيسور عبد الباري، عندما ذهب المهاتما غاندي إلى منزله، فوجئ برؤية فقر منزله. وقال المهاتما غاندي لاحقًا إنه عندما دخل منزل البروفيسور عبد الباري، تفاجأ برؤية بساطة منزله.

فعاش البروفيسور عبد الباري حياة الفقر في أحد شوارع باتنا الضيقة. وكانت هناك مناسبات عديدة في حياته كان بإمكانه فيها أن يفعل الكثير لنفسه، لكنه لم يترك الصدق والنزاهة ولم يستخدم أبدًا الموارد العامة على عائلته. وبعد وفاة الأستاذ عبد الباري، واجهت بناته الكثير من الصعوبات ولم تتمكن ابنتان حتى من الزواج. ولسنوات عديدة، احتفظت بناته بملابسه الملطخة بالدماء. وكانت بنات البروفيسور عبد الباري عشن في منزله شبه المتهدم في باتنا.

اقرأ أيضًا: القاضي أحمد حسين: بطل مجهول في النضال من أجل حرية الهند

كان البروفيسور عبد الباري أحد أهم قادة الكونغرس في ولاية بيهار. وفي انتخابات المجلس التشريعي لعام 1936م، تم انتخاب البروفيسور عبد الباري عضوًا في المجلس التشريعي. وتم انتخابه كعضو من شامباران عن حزب الكونغرس. وفي يوليو 1937م، تم تعيين البروفيسور عبد الباري نائبًا لرئيس المجلس التشريعي في أول حكومة ديمقراطية في ولاية بيهار. وترأس هذه الحكومة أول رئيس وزراء للمجلس التشريعي في بيهار المحامي محمد يونس. وتم تعيين البروفيسور عبد الباري نائبًا لرئيس "لجنة التحقيقات العمالية في بيهار". وقرّر البروفيسور عبد الباري أيضًا قيادة "جمعية عمال جَمْشِيدبور" بناءً على طلب شوبهاس تشاندرا بوس. وكان البروفيسور عبد الباري رئيسًا لـ"نقابة عمال تاتا" من عام 1936م إلى عام 1947م. وفي حركة "غادروا الهند" عام 1942م، شارك البروفيسور عبد الباري مشاركة فعالة وحشد عددًا كبيرًا من العمال لحركة الحرية. وفي عام 1946م تم انتخاب البروفيسور عبد الباري رئيسًا للجنة الكونغرس في بيهار. وفي عام 1947م، حدثت أعمال شغب طائفية في باتنا، وفي ذلك الوقت أمره المهاتما غاندي بالقدوم إلى باتنا من جمشيدبور، وبينما كان قادمًا إلى باتنا، أطلق شخص النار على المحب للوطن والمناضل العظيم من أجل الحرية وقَتَلَه. وهكذا حُرمت بِيهار إلى الأبد من وجود زعيم حقيقي وصادق ومن صوت العمال والفقراء. ودُفن البروفيسور عبد الباري في مقبرة بِير مُوهاني في باتنا.