مفتي مصر الدكتور علام يشيد بالهند للتعايش والانسجام الطائفي

15-03-2024  آخر تحديث   | 15-03-2024 نشر في   |  M Alam      بواسطة | آواز دي وايس 
الدكتور شوقي إبراهيم عبد الكريم علاّم في جامعة علي جراه الإسلامية بولاية أترابراديش (أرشيفية)
الدكتور شوقي إبراهيم عبد الكريم علاّم في جامعة علي جراه الإسلامية بولاية أترابراديش (أرشيفية)

 

آواز دي وايس: نيو دلهي

تشترك الهند ومصر في تاريخ طويل من الروابط الثقافية التي ازدهرت على مر القرون. ويمكن إرجاع جذور هذه العلاقة إلى العصور القديمة عندما سهلت طرق التجارة بين المنطقتين تبادل الأفكار والفنون والمعرفة. وإن كلا البلدين موطن لحضارات عظيمة ساهمت بشكل كبير في التراث الثقافي العالمي. وحتى في العصر المعاصر، تستمر العلاقات الثقافية بين الهند ومصر في الازدهار.

ويتم الاحتفال بالمهرجانات الثقافية والموسيقى والرقص والسينما من كلا البلدين وتقديرها من قبل شعب كل منهما. وعلاوة على ذلك، أدى التعاون في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا إلى تعزيز الروابط بين البلدين.

وفي هذا السياق، كان مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي إبراهيم علام قام بزيارة رسمية استغرقت 6 أيام إلى الهند وذلك في الأسبوع الأول من شهر مايو عام 2023م، وبدأت زيارته الرسمية بوصوله إلى نيودلهي، حيث قام بزيارة الجامعة الملية الإسلامية في نيو دلهي في الأول من مايو 2023م.

وأشاد الدكتور علام بالهند للتعايش والانسجام الطائفي وتوفير حقوق متساوية لأشخاص من ديانات مختلفة. وشارك الدكتور علاّم، الذي زار عدة أماكن في الهند خلال زيارته التي استمرت ستة أيام، تجربته في مقابلة حصرية مع وكالة "إيه إين آي" للأنباء قائلاً "إن الهند هي الدولة التي تمنح حقوقًا متساوية لكل فرد من مواطنيها بغض النظر عن خلفياتهم اللغوية أو الدينية أو العرقية. ويتمتع كل فرد بالمواطنة الكاملة وهم مندمجون جيدًا في نسيج الثقافة والحضارة الهندية".

وأوضح أنه أثناء إقامته في الهند، قام بزيارة العديد من الجامعات الإسلامية وشعر أن هذه الجامعات مفتوحة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس من الأديان الأخرى.

وقد أظهر هذا، حسب قوله، القواسم المشتركة بين الثقافة الهندية والمصرية حيث الجميع متساوون أمام القانون ويتمتع كل مواطن بحقوق مواطنة متساوية. وأضاف الدكتور علاّم "سوف أشارك في الوطن حول النسيج القوي للمجتمع الهندي".

وأكد المفتي علاّم أن زيارات رجال الدين بين مصر والهند شائعة جدًا، مشيرًا إلى أنهم يستقبلون أيضًا العديد من الباحثين الهنود وتبادل الطلاب في مصر.

كما أعرب الدكتور علام عن أمله في أن يزداد هذا التبادل للباحثين والطلاب في المستقبل. كما أنه يأمل في أن يقوم  الطلاب المصريون القادمون إلى الهند بمواصلة دراستهم هنا.

وردا على سؤال عن دور رجال الدين في تعزيز العلاقات الهندية المصرية، أجاب المفتي العام: "يؤدي رجال الدين من الجانبين دورًا حاسمًا في تعزيز العلاقات الثنائية بين الهند والعالم الإسلامي بشكل عام ومصر بشكل خاص.

كما قال علاّم إنه سيكرر ويتبادل هذه الخبرات التي تمتع بها خلال زيارته إلى الهند في الوطن- الخبرات التي حصل عليها حول النسيج القوي للمجتمع الهندي والثقافة الهندية.

وتعليقًا على مسؤولية مجتمع متعدد الأديان في العالم لمنع وتقليل النزاعات الدولية الجارية، قال الدكتور علام: "جاءت جميع أديان العالم لإحلال السلام في المجتمع ولإحلال السلام في العالم. ويجب على رجال الدين والمجتمعات متعددة الأديان القيام بعمل استباقي ليس فقط في حل النزاعات الدولية ولكن أيضًا في منع النزاعات قبل اندلاعها.

وكان ألقى المفتي علام خطبةَ الجمعة في جامع الفتوح بولاية كيرالا، ووجَّه خلال خطبة الجمعة، عدة رسائل مهمة للمسلمين في الهند، حثَّهم فيها على ضرورة الاندماج الإيجابي في مجتمعهم مع الحفاظ على هُويتهم وثوابتهم الدينية، مشددًا على أن الإسلام قد أرسى قواعد وأسسًا للتعايش مع الآخر في جميع الأحوال والأزمان والأماكن، بحيث يحيا المسلمون في تناسق واندماج مع العالم الذي يعيشون فيه، بما يضمن تفاعلهم مع الآخر وتواصلهم معه دون تفريط في الثوابت الإسلامية.

وأوضح المفتي علام أنه على نهج تلك الأسس ووفق هذه الثوابت يمضي المسلمون قدمًا في رسم الحضارة الإنسانية ومعايشة المستجدات التي تطرأ عبر التاريخ، وقد ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنا نماذج للتعايش مع الآخر داخل الدولة الإسلامية وخارجها.

وشدّد الدكتور علام على مبدأ المسؤولية المشتركة التي تحتِّم على الجميع مسلمين وغير مسلمين التعاون على البر والتقوى، ومواجهة التحديات ونزع فتيل الأزمات وبناء جسور السلام والمحبة بين كافة أطياف المجتمع.