فينود كومار
يبشّر الاجتماع الثاني عشر للجنة التعاون الدفاعي المشتركة الذي عُقد يوم 9 يوليو في أبوظبي بالخير للعلاقات الدفاعية بين الهند والإمارات العربية المتحدة. ويمثّل الحوار رفيع المستوى، الذي ترأسه كبار مسؤولي الدفاع من كلا البلدين، خطوةً مهمة أخرى في الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين نيودلهي وأبوظبي.
ولكي نفهم أهمية هذا الاجتماع، علينا أن ننظر إلى السياق التاريخي. تم وضع أسس العلاقات الدفاعية بين الهند والإمارات العربية المتحدة في عام 2003م مع زيارة رئيس الأركان الإماراتي إلى الهند. ومنذ ذلك الحين، توسعت العلاقة بشكل مطرد، لتشمل تبادلات منتظمة رفيعة المستوى، وتدريبات عسكرية مشتركة، وإقامة حوار دفاعي سنوي.
ولقد أصبحت لجنة التعاون الدفاعي المشتركة نفسها، والتي تأسست في عام 2006م، منصة حاسمة لتعزيز العلاقات الدفاعية الثنائية. وغطى اجتماع لجنة التعاون الدفاعي المشتركة هذا العام مجموعة واسعة من المواضيع التي تهدف إلى تعزيز التعاون الدفاعي والأمني الثنائي. وشملت مجالات التركيز الرئيسة التعاونَ في مجال التدريب، والتدريبات العسكرية المشتركة، والشراكات الصناعية الدفاعية، ومبادرات البحث والتطوير. وناقش المندوبون أيضًا تبادل الخبراء المتخصصين، وهي خطوة يمكن أن تعزز بشكل كبير تبادل المعرفة وبناء القدرات لكلا الجانبين.
ويُعد الأمن البحري أحد مجالات التركيز الرئيسة الأخرى، مما يعكس المصالح المشتركة لكلا البلدين في ضمان الممرات البحرية الآمنة والمفتوحة في المحيط الهندي والخليج العربي. وهذا أمر بالغ الأهمية بشكل خاص نظرًا للأهمية الاستراتيجية لهذه الممرات المائية للتجارة العالمية وأمن الطاقة. وشهدت الفترة بين 2014م و2024م خطوات كبيرة في العلاقات الدفاعية بين الهند والإمارات العربية المتحدة.
وفي أعقاب زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى دولة الإمارات في عام 2014م، كان هناك تأكيد متجدد على تعزيز التعاون الدفاعي، بما في ذلك تصنيع المعدات الدفاعية في الهند. وفي عام 2017م، تم الارتقاء بالعلاقة إلى "شراكة استراتيجية شاملة"، وإنشاء "حوار أمني استراتيجي".
ولقد أكّدت مشاركة دولة الإمارات في التدريبات متعددة الأطراف مثل سلسلة "علم الصحراء"، حيث ظهرت LCA Tejasللهند لأول مرة دوليًا في عام 2023م، على العلاقات العسكرية المتنامية. وبالإضافة إلى ذلك، اكتسب اهتمام الإمارات بمنتجات الدفاع الهندية مثل صواريخ براهموس وأنظمة الدفاع الجوي"أكاش" والطائرة المقاتلة تيجاس زخمًا خلال هذه الفترة.
وأحد أبرز جوانب العلاقة الدفاعية المتطورة بين الهند والإمارات هو طبيعتها متعددة الأوجه. ولا يقتصر الأمر على التدريبات فحسب، بل يشمل نطاقًا واسعًا من التعاون. وعلى سبيل المثال، برزت مكافحة الإرهاب كمجال بالغ الأهمية للتعاون. وخلال زيارة رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الهند في يناير 2024م، أكّد البلدان التزامهما بمكافحة التطرف والإرهاب، بما في ذلك الإرهاب عبر الحدود وتمويل الإرهاب. ويلتزم البلدان بمواصلة تعاونهما في مجال مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، مشيدَين بجهودهما خلال فترة عملهما في مجلس الأمن الدولي. وتضمنت أبرز إنجازات الولايةِ الرئاسةَ الناجحة للجنة مكافحة الإرهاب من قبل الهند في عام 2022م والإمارات العربية المتحدة في عام 2023م، والاعتماد بالإجماع لـ"إعلان دلهي بشأن مكافحة استخدام التقنيات الجديدة والناشئة لأغراض إرهابية" في عام 2022م، و"مبادئ أبوظبي التوجيهية" بشأن التهديدات التي تشكلها أنظمة الطائرات بدون طيار في عام 2023م.
وبالنظر إلى الصورة الأوسع، فإن التعاون الدفاعي المعزز هو انعكاس للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الهند والإمارات. إنها شراكة تمتد إلى ما هو أبعد من الدفاع لتشمل العلاقات الاقتصادية والتعاون في مجال الطاقة والاتصالات بين شعبي البلدين. وينبغي النظر إلى العلاقة الدفاعية كجزء من هذا التوافق الاستراتيجي الأكبر بين لاعبَين رئيسَين في المشهد الجيوسياسي الآسيوي.
اقرأ أيضًا: أبعاد جديدة للشراكة الاستراتيجية بين الهند والإمارات
وبينما تسعى كل من الهند والإمارات العربية المتحدة إلى توسيع نفوذهما العالمي؛ من الممكن أن تؤدي شراكتهما دورًا حاسمًا في تشكيل البنية الأمنية المستقبلية لمنطقة المحيط الهندي الأوسع.
اقرأ أيضًا: صناعة الحرير في بهاجالبور: الأهمية الاقتصادية والثقافية
وتأسست لجنة التعاون الدفاعي المشتركة بين الهند والإمارات في عام 2006م. ومنذ ذلك الحين، تم عقد 11 جولة. وأتاح الاجتماع الثاني عشر فرصة لتعزيز العلاقات الدفاعية والأمنية بين الهند والإمارات، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، حسبما ورد في بيان صحفي أصدرته وزارة الدفاع.