محميات الطيور في دلهي – أفضل الوجهات لعشاق الطبيعة

12-02-2025  آخر تحديث   | 11-02-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | رضوان الرحمن 
محميات الطيور في دلهي – أفضل الوجهات لعشاق الطبيعة
محميات الطيور في دلهي – أفضل الوجهات لعشاق الطبيعة

 

رضوان الرحمن

دلهي هي عاصمة الهند ومركزها السياسي، وهي ليست مجرد مدينة تزخر بالآثار التاريخية والأسواق النابضة بالحياة، بل تعد أيضًا ملاذًا لعشاق الطبيعة. وتضم دلهي العديد من محميات الطيور، التي يمكن أن يقوم الزوار باستكشافها أثناء رحلتهم إليها. وتقع دلهي في منطقة فيها سهول ومرتفعات وتلال وغابات كثيفة وحدائق ومنتزهات وأصبحت ملاذا للطيور المحلية والأجنبية.

وتشتهر دلهي بمعالمها التاريخية، ومراكزها المتميزة للتعليم والبحوث، وأكلاتها اللذيذة، إلى جانب طبيعتها الفريدة ومنتزهاتها الواسعة وحدائقها الجميلة، التي تجذب مختلف أنواع الطيور من داخل الهند وخارجها. ويرجع الفضل في ذلك إلى البحيرات الكبيرة والصغيرة، والمستنقعات، والغابات التي تقع ضمن حدودها، مما يجعلها واحدة من أفضل الوجهات لمحبي الطبيعة في بعض شهور السنة. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت دلهي موطنًا لمجموعة متنوعة من الطيور، مثل "الرفراف أبيض الحلق". وسنغطي في هذه المقالة، قائمة بمحميات الطيور في دلهي التي يمكن استكشافها بالنسبة إلى محبي الطبيعة.

توجد في دلهي خمس محميات للطيور:

- سانجاي فان (غابة سانجاي)

- كاملا نهرو ريدح بارك (حديقة مرتفعات كاملا نهرو)

- أوخلا برد سينكتشوري (محمية أوخلا للطيور)

- يامونا بيوديفرسيتي بارك (حديقة يامونا للتنوع الحيوي)

- أسولا بهاتي وايلدلايف سينكتشوري (محمية أسولا بهاتي للحياة البرية)

تقع "غابة سانجاي فان" أي سانجاي فان في منطقة قرب منارة قطب على شارع أرونا آصف علي. وهي عبارة عن منطقة خضراء تؤدي دورًا حيويا في التوازن البيئي للمدينة. وتغطي هذه الغابة حوالي ثلاثة كيلومترات مربعة، وهي من أكبر وأهم المناطق الخضراء في دلهي. كما تصف علماء البيئة بأنها "رئة خضراء" أساسية للمدينة. وتعتبر غابة سانجاي أو سانجاي فان من الأماكن التي يمكن اللجوء إليها هربًا من صخب المدينة وضجيجها. وتعد هذه الغابة من بين أفضل محميات الطيور في دلهي، وتعتبر من الأماكن المفضلة لدى علماء الطبيعة بسبب كونها موطنًا للحياة البرية الغنية. وبالإضافة إلى الطيور المحلية والأجنبية، تضم الغابة أيضًا الذئاب والثعابين وبقرات الوحش، إلى جانب العديد من أنواع الفراشات. وتتميز غابة سانجاي بغطائها الشجري الكثيف وتضاريسها المتنوعة، مما يجعلها وجهة مفضلة لعشاق مراقبة الطيور. ويتوافد إليها عدد كبير من لمراقبي الطيور المحلية والمهاجرة، بما في ذلك الببغاء الهندي والهدهد العادي وغيرها من الطيور المغردة والطيور الجارحة. وتوفر النباتات المتنوعة والمساحات المفتوحة داخل غابة سانجاي بيئة مثالية لمشاهدة الطيور.

وتُعد سانجاي فان أيضًا وجهة شهيرة لراكبي الدراجات وعشاق الطبيعة، حيث تتميز بمسارات وممرات مجهزة جيدًا لركوب الدراجات، والركض، والمشي، مما يجعلها مكانًا مثاليًا لممارسة التمارين الصباحية والأنشطة الترفيهية في أجواء هادئة وسط الطبيعة.

كامالا نهرو ريدج بارك

تقع "حديقة كامالا نهرو ريدج" في الجزء الشمالي من دلهي، بجوار حرم جامعة دلهي وتمتد على طول طريق ريدج. وهي موطن لأكثر من 70 نوعًا من الطيور المحلية. كما تجذب الطيور المهاجرة خلال فصل الشتاء، مما يجعلها واحدة من أفضل محميات الطيور في دلهي. وتوفر حديقة كامالا نهرو ريدج ملاذًا هادئًا من صخب المدينة وضجيجها، مما يجعلها وجهة شهيرة للاسترخاء. وتعد هذه المنطقة، بما فيها "حديقة كامالا نهرو ريدج" من بين المساحات الخضراء المتبقية في دلهي، حيث تؤدي دورًا مهمًا كحاجز طبيعي ضد تأثير ظاهرة جزيرة الحرارة.

كما تُعد ريدج معلمًا تاريخيًا، فهي جزء من سلسلة أرافالي القديمة، التي يعود تاريخها إلى ملايين السنين. وتتميز الحديقة بمساحاتها الخضراء الوفيرة، ومروجها المفتوحة، وتنوع نباتاتها وأشجارها المحلية. كما تجذب أنواعًا مختلفة من الطيور، من بينها الببغاء الهندي، والصفارية سوداء العنق، والبلبل أحمر الفم. وإلى جانب كونها محمية طبيعية، تُستخدم الحديقة أيضًا للأنشطة الثقافية والترفيهية، بما في ذلك البرامج التعليمية حول الطبيعة والحفاظ عليها. كما تعد موقعًا مهمًا لاستضافة الفعاليات والتجمعات الاجتماعية المحلية

وتؤدي حديقة كامالا نهرو ريدج اليوم دورًا حيويًا في الحفاظ على البيئة الطبيعية في دلهي، إذ تسهم في تحقيق التوازن البيئي، وتوفر ملاذًا أخضر لسكان المدينة وسط مناظرها الحضرية.

محمية أوخلا للطيور

تُعد محمية أوخلا للطيور واحدة من أفضل محميات الطيور في دلهي، حيث تمتد على مساحة تقارب تسعة كيلومترات مربعة. وتقع المحمية على طول نهر يامونا، عند الحدود الفاصلة بين دلهي وأوترابراديش، مما يجعلها موطنًا مهمًا للحياة البرية. وتضم المحمية أكثر من 400 نوع من الطيور المحلية، بالإضافة إلى نحو 100,000 طائر مهاجر، مما يجعلها وجهة شهيرة لعشاق مراقبة الطيور والاستمتاع بالطبيعة. وتشمل المناظر الطبيعية المتنوعة لهذه المحمية الأراضي الرطبة، والأراضي العشبية، والمناطق الشجرية، مما يخلق بيئة غنية تدعم مجموعة واسعة من أنواع الطيور. وتُعد الأراضي الرطبة في المحمية ضرورية للطيور المهاجرة والمقيمة، حيث توفر مناطق تغذية وراحة أساسية.

وتجذب هذه المناطق أنواعًا مثل طائر أبو منجل وطائر الرفراف، كما توفر المراعي بيئة مثالية للطيور والحشرات التي تعشش على الأرض، مما يدعم أنواعًا مثل طائر الحوام المستنقعي والبط البري الأوراسي. كما توفر المناطق الشجرية المأوى ومواقع التكاثر لمجموعة متنوعة من الطيور، بما في ذلك طائر البلشون الليلي ذو التاج الأسود وطائر القصب الهندي. وبفضل تنوعها البيئي، تستقطب المحمية عددًا كبيرًا من عشاق الطبيعة، الذين يقصدونها لمراقبة الطيور، والاستمتاع بالجولات البيئية، والتصوير الفوتوغرافي.

حديقة يامونا للتنوع البيولوجي

تقع حديقة يامونا للتنوع البيولوجي على طول نهر يامونا، بالقرب من منطقة وزيرآباد، وهي واحدة من أفضل محميات الطيور في دلهي. وتتميز الحديقة بتنوع بيئي يشمل الأراضي الرطبة، والغابات، والمراعي، مما يجعلها بيئة مثالية لدعم الحياة البرية، وخاصة الطيور. وتبذل إدارة الحديقة قصارى جهدها للحفاظ على التنوع البيولوجي، لجعلها موردًا قيمًا لعشاق الطيور ومحبي الطبيعة. وتتميز الحديقة بوجود مجموعة متنوعة من النظم البيئية، بما في ذلك الأراضي الرطبة، والغابة، والمراعي، التي توفر موائل مثالية لمختلف أنواع الطيور. ويدعم هذا التنوع مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات، مع التركيز على الأنواع المحلية. وتعد الحديقة موطنًا لأكثر من 150 نوعًا من الطيور، بما في ذلك الطيور المحلية والمهاجرة، ومن الأنواع البارزة: طائر الرول الهندي وبلشون الليل ذو التاج الأسود ودجاجة الماء العام. وتُعد هذه المحمية وجهة مهمة لعشاق الطبيعة، حيث تؤدي دورًا بارزًا في التوعية البيئية والحفاظ على التنوع البيولوجي. كما تنظم ورش عمل، وجولات إرشادية، وبرامج تعليمية تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية حماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي.

محمية أسولا بهاتي للحياة البرية

تقع "محمية أسولا بهاتي للحياة البرية" على الجانب الشمالي من سلسلة تلال أرافالي، وتُعد ملاذًا هادئًا بعيدًا عن صخب المدينة. كما تُعد واحدة من أبرز محميات الطيور في دلهي. وتمتد المحمية على مساحة تقارب 32.71 كيلومترًا مربعًا، وتتميز بتنوع بيئي يشمل الغابات، والأراضي العشبية، والتضاريس الصخرية، مما يسهم في أهميتها البيئية ويوفر موائل طبيعية غنية للحياة البرية

وتضم المحمية خمس بحيرات، مما يجعلها وجهة مثالية للتنزه خلال فصل الصيف. كما تُعد "محمية أسولا بهاتي للحياة البرية" واحدة من أبرز المناطق الخضراء في دلهي، إذ تشتهر بتنوعها البيئي الغني ووفرة الطيور التي تعيش فيها، مما يجعلها موطنًا مهمًا للحياة البرية ومقصدًا لعشاق الطبيعة.

وتتميز المحمية بمجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية مثل الغابة والمراعي ومناطق الأعشاب. وتشكل المناطق الشجرية موطنًا لأنواع مثل الثعلب الهندي، وقط الغابة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الطيور. كما تدعم مراعي هذه المناطق المفتوحة حيوانات آكلة الأعشاب وهي مثالية لرصد الطيور مثل الببغاء الهندي والثرثار ذي العيون الصفراء. وأما المناظر الطبيعية الوعرة، فهي توفر موائل مناسبة للعديد من الزواحف. وتُعد المحمية أيضًا موطنًا لأنواع من الصقر الأوراسي، والبومة النسرية الهندية، والدراج الرمادي،

وتؤدي هذه المحمية دورًا حيويًا في الحفاظ على البيئة الطبيعية، حيث توفر ملاذًا آمنًا للحياة البرية وسط مدينة دلهي. كما تساهم في إعادة شحن المياه الجوفية والتخفيف من تلوث الهواء في المنطقة.

اقرأ أيضًا: حديقة كازيرانغا الوطنية–أحد مواقع التراث العالمي في الهند

فإن هذه المحميات الخمس للطيور والحياة البرية توفّر ملاذًا طبيعيًا لسكان دلهي، خاصة لعشاق الطبيعة ومراقبي الطيور. وتُعرف أيضًا بأنها "الرئة الخضراء" التي تساهم في تنقية هواء دلهي الملوث. وبفضل بيئتها الفريدة، تجذب أعدادًا كبيرة من الزوار يوميًا للتنزه والاستمتاع بالطبيعة، فيما يتوافد إليها عشاق الحياة البرية بشكل خاص خلال فصول الخريف، والربيع، والشتاء.

أ.د. رضوان الرحمن هو أستاذ بمركز الدراسات العربية والإفريقية ورئيسه سابقًا، جامعة جواهر لال نهرو، نيودلهي