"آواز دي وايس" تدخل عامها الخامس؛ نحو صحافة شاملة تعزز الحوار والتفاهم بين المجتمعات الهندية

23-01-2025  آخر تحديث   | 23-01-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
"آواز دي وايس" تدخل عامها الخامس؛ نحو صحافة شاملة تعزز الحوار والتفاهم بين المجتمعات الهندية

 

قراؤنا الأعزاء!

إننا ممتنون لدعمكم المستمر، فبفضلكم استطعنا تحقيق قاعدة قرّاء واسعة في داخل الهند وخارجها. 

بينما نحتفل بمرور أربع سنوات على انطلاقتنا، نتأمل في التحديات التي نواجهها في تعزيز الصحافة الشاملة، لا سيما في عصر أصبحت فيه حتى أبسط الحوارات بين الأديان تُعتبر من المحرمات.

فإن القرّاء الذين يتابعون "آواز دي وايس" بانتظام يدركون أن نهجنا لا يعتمد على ردود الفعل السريعة، بل نؤمن بصحافة قائمة على التفكير العميق والبحث المستفيض.

وإن تزايد عدد قرائنا وحقيقة أن أفرادًا من مختلف المجتمعات يتواصلون معنا لمشاركة وجهات نظرهم حول القضايا الحساسة، يدل بوضوح على أننا نسير في الاتجاه الصحيح. 

awaz

ولقد استوعب محتوى موقعنا تطلعات المجتمع الهندوسي الذي يشكل الأغلبية والتحديات التي يواجهها المسلمون الهنود، من خلال تناول قضايا مثل الإسلاموفوبيا والشعور بالضحية الذي قد يواجهه البعض.

وفي وقت تنطوي فيه المجتمعات على نفسها بشكل متزايد ويسود مناخ من عدم الثقة والتشكك، خلقت منصة "آواز دي وايس" مساحة لحوار هادف حول التعايش السلمي بين الهنود، وهذا هو أكبر إنجاز لنا.

وإن محتوانا المحفِّز للتفكير، الذي يعزز الحوار والشمولية، ويدعم النهوض بشباب المسلمين وتمكين المرأة في الهند، يحقق تأثيرًا ملموسًا.

كما اجتذبت صحافتنا انتباه مؤسسات إعلامية أخرى، حيث إنها بدأت أيضًا في إعداد تقارير عن هذا النوع من القصص التي نتطرق إليها منذ بدايتنا.

ولقد أصبحنا مستودعًا غنيًا للمعلومات حول المجتمع الإسلامي في الهند، حيث يمكن أن يكون ذا فائدة كبيرة للباحثين في مختلف المجالات.

ولم نتردد يومًا في قول الحقيقة كما هي، وقد أكسبنا هذا النهج الصارم سمعة مؤسسة إعلامية تتمتع بالمصداقية والاحترام، مما مكننا من ترسيخ مكانتنا بسرعة وبشكل فريد.

وإن الموضوعية هي حجر الأساس في عملنا. وكصحفيين، فإن سعينا الدائم هو التعامل مع المناخ السياسي والاجتماعي الراهن بطريقة محايدة وعملية.

وإحدى السمات المميزة لـ "آواز دي وايس" هي التزامنا بتسليط الضوء على قادة الفكر الإيجابي والمفكرين من مختلف المجتمعات، الذين يقدّمون وجهات نظر ورؤى متنوعة حول تاريخنا المشترك ويساهمون في تعزيز الفهم الديني بشكل أفضل.

ولقد لقي إخلاصنا وجهدنا صدى لدى جميع شرائح المجتمعَين المسلم والهندوسي في الهند، وكسبنا ثقتهم من خلال صحافتنا الإيجابية. 

وإلى جانب تنظيم برامج تهدف إلى تعزيز الحوار الهادف بين المسلمين والهندوس، فقد خصصنا أيضًا مساحة كافية لأصحاب الديانات الأخرى ضمن إطار الشمولية والتنوع.

ولقد تواصلنا مع المؤسسات الإسلامية الكبرى في الهند، في مجال تدريس الدراسات الإسلامية والتعليم الحديث، ويشارك العديد من الطلاب من هذه المؤسسات في برامج تدريبية في "آواز دي وايس" لاكتساب الخبرة وتنمية المهارة في مجال الصحافة.

وجهة نظرنا واضحة: فإن صعود الهندوتفا واقع لا يمكن إنكاره، كما أن وجود أكثر من 20 كرور مسلم هندي هو حقيقة ثابتة. فيجب احترام هاتين الحقيقتين والسعي لدمجهما في إطار حوار يعزّز التعايش السلمي. فلا ينبغي أن تقع مسؤولية تحسين العلاقات بين الهندوس والمسلمين على عاتق طرف واحد فقط.

ومن الضروري إدراك أن التجارب السابقة في مجال "العلمانية" لم تمنح المسلمين الهنود أي امتيازات خاصة؛ بل إن العلمانية بالنسبة إلى العديد منهم تمثل ببساطة وسيلة للعيش بسلام وكرامة. وقد تم تسييس فكرة استرضاء المسلمين، وكثيرًا ما فشلت هذه الفكرة في عكس الواقع.

ولقد ترسخ الاعتقاد بأن للهندوس "الحق الأول" في الهند، ومن المرجح أن يستمر هذا الاعتقاد بغض النظر عن الحزب السياسي الذي يتولى السلطة.

ومع تغير الحقائق السياسية وتغير المزاج الوطني، يصبح التوصل إلى تفاهم جديد بين الهندوس والمسلمين في الهند ضرورة ملحة. وهناك حاجة ماسة إلى خلق بيئة من الحوار يمكن من خلالها إيجاد حلول للقضايا الخلافية.

والخبر السار هو أن هذا الحوار قد بدأ بالفعل، خاصة داخل المجتمع المسلم، الذي بات يشعر بخيبة أمل تجاه الخطاب "العلماني". 

ومن الجدير بالذكر أن المسلمين الهنود لم يطالبوا بدولة علمانية صريحة وقت الاستقلال، كما أن الغالبية العظمى منهم لم تؤيد تقسيم الهند أو إنشاء باكستان على أسس دينية.

وإن رغبة أقلية صغيرة من المسلمين في إنشاء دولة منفصلة لا ينبغي أن تُفسَّر على أنها استفتاء جماعي للمسلمين. ولقد بقي المسلمون الهنود في الهند لأنها كانت أرض أجدادهم، ولأنهم أرادوا الاستمرار في العيش فيها.

وحتى قبل إدراج كلمة "العلمانية" في الدستور الهندي، كان هناك تاريخ طويل من التعايش المتناغم بين الهندوس والمسلمين. فإن الأساس القوي لهذا التعايش يمنح الأمل لأولئك الذين قد يشعرون بخيبة أمل بسبب الوضع الحالي.

ومن أجل فهم الواقع الجديد للهند بشكل أفضل والتكيف معه، يجب على المجتمع المسلم إعطاء الأولوية للإصلاحات في مجالات التعليم والتوظيف وتمكين المرأة.

وتقليديًا، اعتاد المسلمون الهنود على متابعة وسائل الإعلام التي ركّزت في الغالب على السياسة المتعلقة بالمجتمع المسلم، متجاهلة للأسف الجوانبَ الأخرى المهمة من حياة المسلمين في الهند، بما في ذلك قصص النجاح وقضايا الحياة اليومية.

ولقد قدّمت منصة "آواز دي وايس" محتوى من منظور مختلف يهدف إلى تحسين أوضاع المسلمين وتعزيز اندماجهم في التيار الرئيس. 

وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، أجرينا العديد من المناقشات مع الخبراء وأفراد المجتمع لزيادة الوعي بحقوق المسلمين الهنود وواجباتهم. 

فإن تركيزنا ينصب على الإصلاحات الاجتماعية، إلى جانب التوعية بفرص التوظيف وريادة الأعمال.

وإننا في طليعة الداعين إلى الإصلاحات داخل المجتمع المسلم في الهند، مقترحين مسارات لفهم أعمق لجوهر الإسلام الحقيقي، وواضعين رؤية لمستقبل أكثر إشراقًا لبلدنا.

ويمكن تحسين وضع المجتمع المسلم في الهند من خلال جهود أبنائه أنفسهم. فإذا أردنا التخلص من الشعور بالضحية، فلا بد أن يصبح المجتمع المسلم معتمدًا على ذاته وتقدميًا، على غرار المسلمين في دول أخرى حول العالم.

وبصفتنا مؤسسة إعلامية، نواصل التزامنا بإنتاج محتوى هادف يعزّز الحوار بين الهندوس والمسلمين، ويساهم في النهوض بالمجتمع المسلم في الهند. ونؤمن بأن النقاشات غير المستنيرة ونهج التهرب من الواقع لن يعودا علينا بأي فائدة.

فإننا بحاجة إلى حوار هادف، سواء داخل المجتمع المسلم أو مع الإخوة والأخوات الهندوس، من أجل المضي قدمًا بشكل بنّاء.

وإن ردود الفعل الإيجابية التي تلقيناها من قرائنا ومشاهدينا عبر الرسائل الإلكترونية والتعليقات هي مشجعة للغاية، وهي ما يحفز فرق عملنا على الاستمرار في تقديم العمل الجيد.

وإن بلادنا تقف على أعتاب تحول كبير، وهي في طريقها لأن تصبح قوة عالمية. ولتحقيق ذلك، يجب على جميع المجتمعات الهندية أن تساهم في تعزيز خطاب السلام والتعايش، مما يضمن مستقبلاً أكثر إشراقًا لوطننا العظيم.