منصور الدين فريدي ومحمد شميم حسين/كولكاتا

غسيل الكلى بتكلفة 100 روبية فقط – يبدو الأمر لا يصدق! لقد أنقذت هذه الخدمة التي يقدِّمها طبيب في كولكاتا مئات الأرواح وأعطت الأمل لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج الباهظة اليوم.

ويعود الفضل في ذلك إلى الطبيب البارز فؤاد حليم من كولكاتا. والدكتور فؤاد حليم هو وريث السياسي الشيوعي وأمل المحتاجين في كولكاتا. إنه يقوم بهذه الخدمة بصمت مع أصدقائه ومساعديه ذوي التفكير المماثل. وهذه مبادرة فريدة من نوعها في عصر زيادة رسوم الخدمات الطبية كل يوم، حيث تم تخفيض الرسوم لغسيل الكلى لجلسة واحدة، والتي بدأت من 600 روبية هندية، إلى 100 روبية هندية الآن.

وقال الطبيب فؤاد حليم (54 عامًا) لـ"آواز دي وايس": إن الفكرة الوحيدة وراء مهمته هي دعم الأسر المحتاجة والفقيرة وشغفه بحماية المرضى من مواجهة التعذيب باسم العلاج.

والطبيب فؤاد حليم هو عضو في الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي). ومواقفه الاجتماعية ومعتقداته السياسية موروثة، حيث كان والده هاشم عبد الحليم زعيمًا يساريًا، وشغل منصب رئيس الجمعية التشريعية بولاية غرب البنغال لأكثر من عقدين من الزمن.

ومن المثير للاهتمام أن زوجته سايرة شاه حليم، خاضت الانتخابات العامة لعام 2024م كمرشحة عن الحزب الشيوعي الهندي، ولكنها لم تتمكن من تسجيل فوزها.

كما خاض الدكتور فؤاد حليم انتخابات الجمعية التشريعية بغرب البنغال لعام 2021م، والانتخابات العامة لعام 2019م، ولكن خلال حملته الانتخابية لم يكن الأمر يتعلق بالسياسة أبدًا؛ واستمر في مخاطبة الفقراء وما كان يقدمه لهم.

وُلد فؤاد حليم عام 1970م في كولكاتا، وأكمل تعليمه الابتدائي في مدرسة سانت أنتوني، وبعد ذلك انتقل إلى كلية سانت جوزيف، ثم حصل على شهادة بكالوريوس الطب والجراحة من كلية نيل راتان ساركار الطبية في كولكاتا. وحصل لاحقًا على زمالة ضمن مجموعة أبولو من الكلية الملكية بحيدر آباد، وحصل على شهادات  مختلفة من مؤسسات أخرى.

ويقول فؤاد حليم إنه لم يتمكن من إطلاق هذه المبادرة والحفاظ عليها إلا بفضل أصدقائه ومساعديه ذوي التفكير المماثل والذين، كما يقول، هم حجر الأساس لعمله من أجل الفقراء، مؤكدًا "بدون مساعدتهم ودعمهم، لم يكن هذا العمل ممكنًا على الإطلاق".

وتحدثًا عن مهمة غسيل الكلى أثناء جائحة كوفيد أشار إلى أنه أجرى حوالي 24 ألف عملية غسيل كلى مقابل رسوم رمزية قدرها 50 روبية. وفي ذلك الوقت، تم إغلاق المستشفيات أمام المرضى العاديين بسبب العدد الهائل للمصابين بكوفيد وانخفض دخل الناس بشكل كبير.

ويضيف "أنه تبلغ رسوم غسيل الكلى لدينا حاليًا 100 روبية فقط لجلسة واحدة، وسوف تتفاجأون أنه عندما بدأنا هذه المهمة كانت الرسوم 600 روبية لكل جلسة من غسيل الكلى. وفي عام 2009م، انخفضت إلى 500 روبية. ثم بعد السنتين التاليتين أصبحت 450 روبية. وقبل كوفيد، كنا نقوم بغسيل الكلى بقيمة 300 روبية، وأثناء كوفيد قمنا بتخفيض الرسوم إلى 50 روبية في شهر ديسمبر".

اليوم يتم غسيل الكلى بقيمة 100 روبية لجلسة واحدة.

وإذا كان هناك حاجة إلى شيء آخر أثناء عملية غسيل الكلى، فهناك بعض الرسوم المنفصلة ولكنها رمزية. ولديه أيضًا مركز رعاية للأشخاص الذين يخضعون لغسيل الكلى. وله حجرة في نفس المركز، وإنه يفحص المرضى هناك ورسوم الاستشارة هي 50 روبية فقط.

وبدأ الدكتور فؤاد حليم بمهمة مساعدة الأشخاص على إزالة إعتام عدسة العين من أعينهم مقابل رسوم رمزية. ويقول "في عام 2004م، أجرينا 3000 عملية إعتام عدسة العين، وأعقب ذلك حملة للتبرع بالدم".

وذكر "في هذا الصدد، حازت "منظمة كولكاتا سواستيا سانكالب" التي كان الدكتور حليم مرتبطًا بها، على جائزة وطنية من قبل الحكومة المركزية في عام 2009م. وبعد ذلك بدأنا مهمة غسيل الكلى وبدأناها بكل إخلاص. واليوم يستفيد مئات المرضى من مرافق غسيل الكلى لدينا".

وانطلقت مهمة غسيل الكلى للدكتور فؤاد حليم بالتعاون مع منظمة "لجنة إغاثة الشعب" وهي منظمة تعمل منذ 82 عامًا. ويقول "بصفتي رئيسًا لها، أشرف على جميع مهمتها المتمثلة في توفير اختبارات الفحص والعلاج منخفضة التكلفة، حيث يتم توفير العلاج منخفض التكلفة للناس".

وتابع الدكتور حليم "أنه لا يوجد في حياتي وجهان؛ أنا أمارس السياسة بنفس الفكر الذي أصبحت به طبيبًا، أي بروح خدمة الناس".

اقرأ أيضًا: متبرع هندي بالقلب يعطي فرصة ثانية في الحياة لفتاة باكستانية

ويقول إنه لإنقاذ حياة مريض يعاني من مرض في الكلى، من المهم إجراء غسيل الكلى الصحيح للفترة المناسبة. وإذا خضع شخص لغسيل الكلى النصفي فإن نوعية حياته لن تكون جيدة؛ حياته لن تتحسن، مشيرًا إلى "أن المشكلة الأكبر هي أن الناس لا يستطيعون تحمل نفقات العلاج. لذا فإن فكرتنا الرئيسة هي أننا سنخفض تكلفة غسيل الكلى. ولهذا السبب استخدمنا أساليب مختلفة لتقليل تكلفة غسيل الكلى، حيث تقوم التبرعات أيضًا بدور رئيس في هذه المهمة.

ويقول الدكتور فؤاد حليم "إن حياتي السياسية لا تختلف عن الممارسة الطبية. وفي الواقع، أنا نفس الشخص وأفكاري هي نفسها أيضًا. وخدمتي وسياساتي لهما نفس الأساس، وإن علاج الناس هو نتيجة لفكر ثوري، لأن فكرنا هو أن الناس يجب أن يكون لهم الحق في الصحة. وبما أن الناس يواجهون مشاكل صحية، فأنا أحاول أن أزيل مشاكلهم الصحية قدر الإمكان، واسمحوا لي أن أخبركم أن رجلاً واحدًا لا يمكنه تغيير العالم، لذا فإن أولئك الذين هم أصدقاؤنا في المدرسة موجودون معنا. وإنهم قوتي وشجاعتي. ولا يمكن القيام بمثل هذه الجهود إلا بشكل جماعي، فأنا أتلقى دعمًا هائلاً ومساندةً كبيرةً من الجميع".