منصور الدين فريدي/نيودلهي

يعمل المسؤولون والضباط من ست وزارات حكومية على الأقل ولجنة الحج الهندية على مدار الساعة ولا يدخرون وسعًا لجعل رحلة الحج للمسلمين الهنود تجربة لا تنسى. ومن المثير للاهتمام أن المسؤولين والضباط والمتطوعين الذين ينشغلون بهذه المهمة يشملون الهندوس والمسلمين والسيخ والمسيحيين، مما يعكس جوهر البلاد الأكثر تنوعًا في العالم، هذا ما قاله الرئيس التنفيذي للجنة الحج الهندية الدكتور لياقت علي آفاقي.

وتحدثًا مع "آواز دي وايس" لفت الدكتور لياقت علي آفاقي إلى أن وجود المسؤولين من جميع الديانات الرئيسة في الهند هو أجمل جانب في بعثة الحج لأنه يعكس حضارة البلاد وثقافتها وقيمها ويصف أيضًا التسامح الديني والانسجام المتأصل فيه.

وأضاف الدكتور آفاقي "أود أن أذكر أولاً في هذا الصدد سمريتي إيراني (الوزيرة السابقة لشؤون الأقليات) التي أذهلتني معرفتها بشؤون الحج. وبصراحة، لا أستطيع أن أدعي بأنني أعرف أكثر عن هذه الفريضة الدينية منها. كما أثبتت تعليمات إيراني لربط بعثة الحج برمتها بالتكنولوجيا أنها مفيدة للغاية".

 "وسأذكر أيضًا في هذا الصدد سكرتير وزارة شؤون الأقليات كاتيثالا سرينيفاس والسكرتير المشترك (الحج) سي بي إس باكشي. وسرينيفاس لديه الكثير من المعلومات عن الحج. متى ذهب أي وفد إلى المملكة العربية السعودية ومتى كانت هناك أي تغييرات في شؤون الحج، إنه يحفظ كل هذه الأمور  بدقة.

وتابع قائلا: "إذا تحدثتُ عن باكشي فسوف تتفاجأون عندما تعلمون أن الفضل في التنسيق بين الوزارات المختلفة يعود إلى باكشي. وإذا عرضت عليه أي مشكلة فإنه يحلها في لمح البصر".

وعلاوة على ذلك، إن لورانس جيمس، وهو مسيحي، عضو في لجنة الحج الهندية. ويؤدي هؤلاء المسؤولون دورًا مهمًا في إنجاح بعثة الحج ولكن لا يعرف الكثيرُ عنهم.

كاتيثالا سرينيفاسوسي بي إس باكشي

وأشار إلى أن بعثة الحج هذه هي نتيجة العمل الشاق الذي تضطلع به ست وزارات وهي الداخلية والخارجية والطيران المدني والمالية والصحة وأهمها وزارة شؤون الأقليات.

ويوجد حاليًا 600 موظف من وزارة شؤون الأقليات في المملكة العربية السعودية للإشراف على الترتيبات الخاصة بالحجاج الهنود.

وصرّح لياقت علي آفاقي بأن سمريتي إيراني قامت بعمل عظيم لبعثة الحج بصفتها وزيرة لشؤون الأقليات. وتصدرت زيارتُها إلى السعودية عناوين الأخبار، ولكن اهتمامها بإنجاح بعثة الحج أمر غير مسبوق. "من خلال العمل معها، اندهشت من أنها تعرف كل شيء عن شؤون الحج وتفهم كل التفاصيل. وأصدرت تعليمات بأن الأشخاص الذين يسافرون  لأداء مناسك الحج لا ينبغي أن يعانون من أي مشكلة لأنهم أقرب إلى الله، وهم ضيوف الرحمن. ومعظم الحجاج الهنود هم من المناطق الريفية، لذا فإن توفير وسائل الراحة الأساسية لهم أمر مهم وضروري للغاية".

وأردف لياقت علي آفاق قائلا: "إن كل رحلة حج تختلف عن سابقتها. وهذا العام، أدى الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا إلى تغيير شكل رحلة الحج بالنسبة للحجاج. وهذه المرة، أصبح مفتاح جميع المرافق بين أيديهم في شكل تطبيق الهاتف المحمول".

ولقد سهلت التكنولوجيا للحجاج تقديم شكوى أو العثور على الشخص المفقود. وفي هذا الصدد، أحدث تطبيق "Suvidha" للهاتف المحمول تغييرًا ثوريًا. ويتم استخدام هذا التطبيق من قبل كل حاج/ة. "لقد صنعت التكنولوجيا نظامًا بحيث إذا قمتم بمسح الباركود الخاص ببضائعكم باستخدام هذا التطبيق، حتى لو فقدتم بضائعكم، فبإمكاننا العثور عليها وتتبعها من خلال التطبيق.

وذكر آفاقي أن الشكوى الثانية الأكثر شيوعًا خلال رحلة الحج كانت حول ضلال الحجاج طريقهم. وإذا لم يتمكن حاج من العثور على طريقه، يمكنه الضغط على زر استغاثة (SOS) وبالتالي سيتلقى مركزنا مكالمة طوارئ، ومن ثم سنقوم بتتبع موقعه، ونقدم له المساعدة التي يحتاجها.

اقرأ أيضًا: خلال 34 يومًا، 1,39,962 حاجًا/ة من الهند وصلوا إلى السعودية على متن 471 رحلة

وأوضح لياقت علي آفاقي أن العلاقات الودية بين الهند والمملكة العربية السعودية لها تأثير إيجابي للغاية في نجاح بعثة الحج وتقديم تسهيلات أفضل للحجاج. "ونتيجة لعلاقاتنا الجيدة، وصلت حصة الهند من الحجاج إلى 175 ألف شخص".

وأضاف لياقت علي آفاقي أنه نظرًا للعلاقات الطيبة بين البلدين، فإن الحجاج الهنود يقيمون هذه المرة في المنطقة المركزية بالمدينة المنورة وهي المنطقة المتاخمة للمسجد النبوي. "في السابق لم يكن ذلك ممكنًا، حصل 70% من الحجاج فقط على فرصة الإقامة في المنطقة المركزية، ولكن هذه المرة بفضل وزيرتنا، تمكن 100% من الحجاج الهنود من الإقامة في المنطقة المركزية بالمدينة المنورة".

اقرأ أيضًا: الحج السنوي للمسلمين: تاريخه وأهميته

واستطرد قائلاً: إن سفر الحجاج الهنود بقطار الحرمين السريع من مطار جدة إلى مكة المكرمة هو خطوة ثورية، ولقد جعل الحج سهلاً وتجربة لا تنسى للحجاج. "وهذه هي المرة الأولى التي سافر فيها 35 ألف حاج من الهند بقطار الحرمين السريع من مطار جدة إلى مكة المكرمة. وفي وقت سابق كانوا يسافرون بالحافلة من جدة، والتي كانت تستغرق 5-6 ساعات. والآن يستغرق الوصول نصف ساعة فقط. وهذه نتيجة للجهود التي تبذلها الحكومة.

وقال لياقت علي آفاقي إن رحلة الحج هذا العام يمكن وصفها بالمثالية لأننا نجحنا في تسهيل رحلة الحج.