نيودلهي
من المقرر أن تشهد زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى المملكة العربية السعودية لمدة يومين الأسبوع المقبل، توسيع التعاون بين الجانبين في مجموعة من المجالات الحيوية، مثل الطاقة والدفاع والتجارة، إلى جانب تسريع خطة الرياض للاستثمار في الهند بقيمة 100 مليار دولار أمريكي.
سيقوم رئيس الوزراء مودي بزيارة تستغرق يومين إلى المملكة العربية السعودية بدءًا من يوم الثلاثاء، لإجراء محادثات واسعة النطاق مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية الشاملة، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الملحة، بما في ذلك الوضع العام في منطقة الشرق الأوسط.
وقال وكيل وزارة الشؤون الخارجية، فيكرام ميسري، في مؤتمر صحفي عُقد يوم السبت، إنه من المتوقع أن يوقِّع الجانبان عدة مذكرات تفاهم، بما في ذلك مذكرة تفاهم بشأن الهيدروجين الأخضر، في أعقاب المحادثات بين رئيس الوزراء مودي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأشار ميسري إلى أنه ستكون هناك محاولة لإضفاء بُعد "استراتيجي" على التعاون في مجال الطاقة بين الهند والمملكة العربية السعودية، دون أن يُفصح عن مزيد من التفاصيل، مضيفًا أن زيارة رئيس الوزراء مودي ستُوفّر فرصة للبناء على الشراكة الاستراتيجية القوية القائمة بالفعل بين الهند والمملكة.
كما أشار ميسري إلى أنه قد يتم إجراء مناقشات حول كيفية اتخاذ خطوات لتسهيل خطة المملكة للاستثمار بقيمة 100 مليار دولار في الهند.
وكانت المملكة قد أعلنت، خلال زيارة ولي العهد إلى الهند في عام 2019م، عن خطتها للاستثمار بقيمة 100 مليار دولار أمريكي في قطاع الطاقة وبعض القطاعات الأخرى.
وقال ميسري: "هناك بعض القضايا التي أثارها الجانب السعودي، وقد عملنا عليها بشكل بنّاء. وقد تم إنشاء "فريق العمل رفيع المستوى المعني بالاستثمارات" في أكتوبر 2023م، وعقد اجتماعه الأول في أغسطس 2024م، ومنذ ذلك الحين عُقدت عدة اجتماعات له". يُذكر أن فريق العمل رفيع المستوى المعني بالاستثمارات تم إنشاؤه بهدف تسريع تنفيذ الاستثمارات المقترحة.
وتابع وكيل الخارجية ميسري أن الهند تعاملت مع القضايا التي أثارها الجانب السعودي بـ"عقلية منفتحة للغاية"، وقدمت تأكيدات بشأن معالجة "مخاوفه".
وأشار إلى أن تنفيذ مشروع الممر الاقتصادي الطموح بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEEC) قد يكون من بين الموضوعات التي ستُناقش خلال المحادثات بين مودي ومحمد بن سلمان.
ومن المتوقع أن تشمل المحادثات أيضًا مناقشة الصراع بين إسرائيل وحماس، بالإضافة إلى الوضع في أوكرانيا.
وقال وكيل وزارة الخارجية إن الهند والمملكة العربية السعودية من المنتظر أن تعزِّزا أيضًا تعاونهما الدفاعي، وقد يشمل ذلك وضع إطار لزيادة التدريبات العسكرية والمشاركات رفيعة المستوى بين الجانبين.
وقال: "نسعى إلى إعطاء أهمية أكبر للشراكة. ويُعدّ فتح مجال المشتريات الدفاعية أحد المجالات الرئيسة"، مضيفًا "لكن إرساء هيكلية تتفاعل من خلالها أو على أساسها الدولتان على مستوى القيادة، وكذلك على المستوى المهني والتشغيلي، سيكون مجالًا يحظى بالاهتمام في الأشهر والسنوات المقبلة".
ولقد شهدت العلاقات الدفاعية بين الجانبين تطورًا ملحوظًا خلال السنوات القليلة الماضية. وأبرمت الهند أول عقد دفاعي لها مع المملكة العربية السعودية في فبراير 2024م.
ووقّعت شركة الذخائر الهندية المحدودة (MIL) الحكومية صفقة بقيمة 225 مليون دولار أمريكي مع السلطات السعودية لتوريد ذخائر مدفعية. وتبعتها صفقة أخرى بقيمة 80 مليون دولار أمريكي لتوريد ذخائر مدفعية العام الماضي.
وتستضيف المملكة العربية السعودية 2.7 مليون هندي، ومن المتوقع أن تطرح العلاقات بين الشعبين في المحادثات بين رئيس الوزراء مودي وولي العهد محمد بن سلمان.
وستكون هذه الزيارة الثالثة لمودي إلى السعودية بصفته رئيسًا للوزراء.
وبحسب بيان صحفي صادر عن وزارة الشؤون الخارجية، تتمتع الهند والمملكة العربية السعودية بعلاقات وثيقة وودية، تعود إلى تاريخ طويل من الروابط الاجتماعية والثقافية والتجارية. وبصفتهما شريكين استراتيجيين، تربط البلدين علاقات ثنائية قوية تشمل مجالات متعددة، بما في ذلك السياسة، والدفاع، والأمن، والتجارة، والاستثمار، والطاقة، والتكنولوجيا، والصحة، والتعليم، والثقافة بالإضافة إلى العلاقات بين الشعبين. وقد تطورت علاقات الهند مع المملكة خلال العقد الماضي إلى شراكة أقوى ودائمة، وتوسعت لتشمل العديد من المجالات الاستراتيجية، مع تزايد الالتزامات الاستثمارية، وتوسيع نطاق التعاون الدفاعي، والتبادلات المكثفة رفيعة المستوى عبر مختلف القطاعات.
اقرأ أيضًا: رئيس الوزراء مودي يقوم بزيارة إلى السعودية في الفترة 22-23 أبريل
وتعكس زيارة رئيس الوزراء مودي الأهميةَ التي توليها الهند لعلاقتها الثنائية مع المملكة العربية السعودية. وستوفّر هذه الزيارة فرصة لتعميق وتعزيز الشراكة المتعددة الأوجه بين البلدين، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفقا للبيان الصحفي الرسمي.