باسط زرغار/ سريناغار
مثل باقي أنحاء العالم، يشهد شهر رمضان المبارك أوج نشاطه في كشمير، حيث تتوافد حشود المصلين بشكل كبير إلى المساجد خلال هذا الشهر المبارك، وتصبح الأجواء تمتزج بروحانية خاصة تعكس عمق الإيمان والتقوى. ويسعى الجميع إلى التفرغ للعبادة وكسب أكبر قدر من البركات خلال الشهر الفضيل، بالصلاة وقراءة القرآن والذكر وأعمال الخير...وفي هذا الشهر، تمتلئ المساجد بالأنوار وتُزين الشوارع بالفوانيس واللافتات الترحيبية، حيث يحرص أهل كشمير على إحياء الطقوس الرمضانية بكل تفاصيلها.
ورمضان هو الشهر التاسع في التقويم الإسلامي، وهو ذو أهمية خاصة للمسلمين، إذ يمثل فترة للصيام والعبادة والتقرب إلى الله، وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار. وخلال هذا الشهر، يتضرع المسلمون إلى الله بطلب المغفرة والرحمة، ويحرصون على تعزيز القيم الروحية والتكافل الاجتماعي.
تأثير رمضان في الحياة اليومية في كشمير
في سريناغار، تبقى جميع المطاعم، بما في ذلك الفنادق، والمقاهي، وأكشاك الشاي مغلقة في أوقات الصبح، وتشهد الأسواق والشوارع حركة مرور أقل من المعتاد.
وأما أكثر الفواكه طلبًا في الأسواق فهو التمر، الذي يصل إلى المنطقة من مختلف أنحاء الهند ومنطقة الشرق الأوسط، نظرًا لأهميته في مائدة الإفطار وكونه سنة نبوية.
تزايد الطلب على المنتجات الغذائية خلال رمضان
نتيجة لازدهار الطبقة المتوسطة، وهي ظاهرة حديثة نسبيًا في كشمير، بدأ العديد من الناس شراء التمر المستورد من المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى العصائر والمربات من الشركات متعددة الجنسيات وحتى العلامات التجارية المستوردة.وفي الأسواق الشعبية، يشهد بيع المشروبات التقليدية مثل "روح أفزا" رواجًا كبيرًا، حيث تُعتبر هذه المشروبات من العناصر الأساسية على موائد الإفطار، لما تمنحه من انتعاش بعد ساعات طويلة من الصيام.
وقال أحد المتسوقين في أحد المتاجر الكبرى الراقية في سريناغار: "اشتريتُ مربى التوت الأسود، والتمر السعودي، وبعض عصائر الفاكهة، وكريمة الحليب للعائلة. فهذه الأشياء ضرورية في وقت الإفطار لتعويض فقدان الطاقة خلال ساعات الصيام الطويلة".
وحتى الأسر الأقل حظًا في كشمير تنفق أكثر من المعتاد خلال شهر رمضان لضمان توفير الغذاء الكافي لعائلاتها. وقال عمران بهت البالغ من العمر 35 عامًا، أحد سكان سريناغار: "ينبغي للناس أن ينفقوا أكثر قليلاً خلال هذا الشهر على شراء الفواكه والعصائر والمواد الغذائية. فبعد كل شيء، لا بد من التأكد من أن الطعام صحي ولذيذ ليمنح الطاقة الكافية لتحمل ساعات الصيام الطويلة".
التغيرات في الأسواق والتجارة خلال رمضان
يشهد المشهد التجاري في كشمير تغيرًا ملحوظًا خلال الشهر الفضيل، حيث يرى التجار أن الطلب على المواد الغذائية والمشروبات يزداد بشكل كبير. وتحديدًا، تسجل التمور، والفواكه، والعصائر، والحليب، والحلويات، وغيرها من السلع المستوردة ارتفاعًا ملحوظًا في المبيعات.
ومع بداية شهر رمضان هذا العام، شهدت الأسواق زيادة كبيرة في الطلب على هذه المنتجات، مما جعله فرصة جيدة للتجار، حيث ينفق الناس المزيد من المال لشراء المواد الأساسية التي يحتاجون إليها خلال الشهر الفضيل. وهذا يعكس أهمية شهر رمضان ليس فقط كفترة دينية، ولكن أيضًا كموسم اقتصادي مزدهر في المنطقة.
اقرأ أيضًا: رمضان كريم في الهند: فرح، وتقوى، وتقاليد فريدة
ومن اللافت للنظر أيضًا، تزايد الإقبال على شراء الملابس الجديدة استعدادًا لعيد الفطر، حيث تُفضل النساء الكشميريات ارتداء الملابس المطرزة يدويًا التي تعكس التراث الكشميري العريق، مثل "فيران" و"بشمن"، وهي أزياء تقليدية تظل جزءًا من الهوية الثقافية للمنطقة.