السفير فيبول: زيارة أمير قطر إلى الهند تمثّل علامة فارقة في مسيرة العلاقات بين البلدين

17-02-2025  آخر تحديث   | 17-02-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
السفير فيبول: زيارة أمير قطر إلى الهند تمثّل علامة فارقة في مسيرة العلاقات بين البلدين
السفير فيبول: زيارة أمير قطر إلى الهند تمثّل علامة فارقة في مسيرة العلاقات بين البلدين

 

الدوحة

أكّد السيد فيبول سفير الهند لدى دولة قطر أن زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى الهند، تمثّل علامة فارقة في مسيرة العلاقات الهندية القطرية، مشددًا على أن الوقت قد حان لكلا البلدين للبناء على علاقاتهما الودية والارتقاء بها إلى مستوى جديد.

وأضاف السفير فيبول في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا": "نتطلع بفارغ الصبر لزيارة سمو الأمير إلى الهند، فمن المؤكد أن علاقتنا سترتفع إلى آفاق جديدة في السنوات القادمة، بل وستكون قطر واحدة من أبرز الشركاء للهند في سعيها إلى التنمية وتصبح الهند المتقدمة بحلول عام 2047".

وتابع "تتشرف الهند باستقبال سمو الأمير، حيث ستكون هذه الزيارة هي الثانية لسمو الأمير، حيث كانت الأولى عام 2015م، فمنذ الزيارة الأولى لسموه تغير الكثير في المنطقة والعالم، حيث نشهد ثورة تكنولوجية ضخمة جلبها الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات، هذا إلى جانب اشتداد الصراعات الإقليمية".

وأضاف أن دولة قطر لعبت دورًا دبلوماسيًا مهمًا لحل العديد من الصراعات آخرها وساطتها للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، وهذا الدور موضع تقدير دولي كبير، ولطالما دعت الهند إلى الحوار والدبلوماسية لحل القضايا.

وأشاد السفير فيبول بدور قطر المحوري في تسوية النزاعات عبر الوساطة وفي المجال الإنساني. وقال "برزت قطر كصوت دبلوماسي مهم لحل مختلف النزاعات إلى جانب دورها في العمل الإنساني".

ولفت إلى أن البلدين وبالرغم من المتغيرات الإقليمية والدولية ظلا صامدين في نموهما الاقتصادي وتعميق العلاقات التاريخية، منوهًا في هذا الإطار بتنامي العلاقات التجارية والاستثمارية منها الشراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة التي تجددت لسنوات أخرى.

وأشار إلى أن العلاقات السياسية، ظلت قوية، وتعزّزت بالزيارات المتبادلة ومنها زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي للدوحة في عامي 2016م و2024م، إلى جانب اللقاءات التي عُقدت على هامش الاجتماعات الدولية، والاجتماعات الوزارية المكثفة التي مكّنت الجانبين من تبادل وجهات النظر حول المضي قدمًا في العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية المهمة.

واعتبر السفير فيبول المبادلات التجارية ركيزةً قويةً للعلاقات بين البلدين، وتشمل مجموعة متنوعة من السلع الغذائية، ومواد البناء، والإلكترونيات والطاقة، والخدمات وغيرها، مؤكدًا وجود فرص كبيرة لتعزيز التعاون والشراكة في هذا المجال.

وتطرّق إلى جهود الهند في تطوير التشريعات لتسهيل ممارسة الأعمال التجارية من خلال فتح جميع القطاعات تقريبا للاستثمارات الأجنبية، وهو ما مكّن من زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في الهند، حيث وصل إلى مستوى تريليون دولار، فيما وصلت الاستثمارات القطرية المباشرة إلى حوالي 1.5 مليار دولار وتغطي قطاعات مثل التجزئة، والطاقة، والتعليم، وتكنولوجيا المعلومات، والصحة، والإسكان.

وأفاد السفير فيبول بوجود الكثير من الفرص الاستثمارية المربحة بالهند في ضوء النمو المتواصل الذي تراوحت نسبته بين 6 و7 بالمئة مدعومًا بقطاعات مثل البنية التحتية، والغاز، والخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة، والمركبات الكهربائية، وأشباه الموصلات، والأدوية.

وعن الاستثمارات الهندية في قطر، أشار السفير إلى تسجيل أكثر من 20 ألف شركة هندية صغيرة ومتوسطة تعمل في مجالات متنوعة.

وأشار في سياق حديثه لـ"قنا" إلى تجديد شراكة الطاقة بين الهند وقطر في فبراير 2024م عندما وقّع البلدان عقدًا لاستمرار توريد 7.5 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال من قطر إلى الهند لمدة 20 سنة ابتداءً من عام 2028م عندما تنتهي الصفقة الحالية، مبينًا أن قيمة العقد تقدر بـ 78 مليار دولار، مشددًا على أن البلدين يتمتعان بقدر كبير من التآزر لتعزيز التعاون في مجال الطاقة.

وأكد أن الفرصة مواتية لتعزيز الشراكة الاقتصادية في ظل التوقعات بتسجيل البلدين نموًا اقتصاديًا جيدًا في السنوات المقبلة، مشيرًا إلى أهمية التركيز على القطاعات ذات الأولوية مثل التكنولوجيا، والابتكار، والاستدامة.

ولفت في هذا الإطار إلى أن الهند تمتلك واحدة من أكبر النظم البيئية للشركات الناشئة في العالم التي تستخدم التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة مثل الصحة، والعلوم البيولوجية، والتمويل، والفضاء، والزراعة، والخدمات اللوجستية، والنقل، والترفيه والتعليم.

كما لفت إلى أن بعض الشركات الهندية الناشئة هي جزء من قمة الويب في قطر، حيث يمكن الاستفادة من الفرص التي توفرها.

وتحدث السفير فيبول عن العلاقات الشعبية والثقافية، مؤكدًا أنها تعزّز التواصل بين الهند وقطر، لافتًا إلى وجود جالية هندية كبيرة في قطر، تقدر القيادة والمجتمع القطري مساهمتها بشكل كبير.

اقرأ أيضًا: السفير القطري لدى الهند: زيارة صاحب السمو تميم بن حمد آل ثاني إلى الهند فرصة لفتح آفاق جديدة من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات

وأضاف "أصبحت قطر مركزًا للثقافة، والتعليم، والبحث والرياضة، وينبغي أن يتعزز التعاون بين البلدين في هذه المجالات فضلاً عن السفر والسياحة"، مشددًا على أهمية تطويرهما بشكل أكبر.

واختتم السفير الهندي لدى دولة قطر، تصريحه بالتأكيد على أن زيارة سمو الأمير المفدى للهند توفّر فرصةً قيمةً لكلا الجانبين لمناقشة شتى مجالات التعاون واستعراض القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك. (قنا)