مستشار الأمن القومي دوفال: التفكير الذاتي ضروري لتطور المجتمع

03-02-2025  آخر تحديث   | 03-02-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
مستشار الأمن القومي دوفال: التفكير الذاتي ضروري لتطور المجتمع
مستشار الأمن القومي دوفال: التفكير الذاتي ضروري لتطور المجتمع

 

نيودلهي

شدّد مستشار الأمن القومي أجيت دوفال، يوم الأحد (2 فبراير 2025م) على ضرورة التركيز على حل النزاعات، قائلاً: "ما زال التفكير الذاتي من قبل الدول والمجتمعات أمرًا مهمًا".

وجاءت تصريحات مستشار الأمن القومي دوفال في سياق الصراع بين الدولة والدين خلال حفل تدشين النسخة الهندية لكتاب الباحث والمؤلف التركي-الأمريكي أحمد تي. كورو بعنوان "الإسلام والسلطوية والتأخر: مقارنة عالمية وتاريخية"، الذي نشرته مؤسسة خسرو التي تتخذ من دلهي مقرًا لها، وذلك في معرض نيودلهي الدولي للكتاب الذي يقام في باراغاتي ميدان بنيودلهي في الفترة من 1 فبراير إلى 9 فبراير الجاري.

وفي سياق أوسع، قال أجيت دوفال: "يجب ألا يتم المساس بالولاء للدين أو الدولة. ولا ينبغي لنا أن نسمح لعقولنا بأن تُسجن. فعندما يُهدر الوقت، تتأخر مسيرة التقدم والتغيير".

وأكد دوفال في خطابه أن الصراع بين الدين والدولة أمر لا مفر منه لأن جميع الأيديولوجيات تنافسية بطبيعتها. وقال إنه إذا لم تتنافس الأيديولوجيات، فإنها ستصبح جامدة وفي نهاية المطاف ستندثر. وأشار -على سبيل المثال- إلى الهندوسية، حيث تم حل الصراعات من خلال "شاسترارث" والحوار، موضحًا أن التنافس بين الأفكار والأديان يُعد جزءًا من تطور المجتمع.

وتابع قائلاً إن الصراع بين الدين والدولة سيستمر، ويجب توجيهه نحو الحل الصحيح. وأكد أن "ظاهرة الصراع بين الدولة والدين ليست مقتصرة على الإسلام فقط، بل يمكننا رؤيتها عبر التاريخ. ولكن هذا الصراع لا يمكن حله إلا عندما نقوم بالتأمل الذاتي في أفكارنا ووجهات نظرنا. وإذا لم نقم بالتأمل الذاتي، فسوف نفقد الوقت والاتجاه. ولقد شهد التاريخ على أن الأجيال التي فشلت في تبني الأفكار الجديدة قد أصابها الجمود وفي نهاية المطاف انهارت".

واستشهادًا بالتاريخ، قال دوفال: "يُعد رفض تبني المطبعة مثالًا على المقاومة التي جاءت من رجال الدين. فقد اعتقدوا بأنه مع ظهور المطبعة فإن معنى الإسلام الذي اعتبروه حقيقيًا لن يتم تفسيره بشكل صحيح".

ومن جانبه، قال إم. جيه. أكبر، الوزير السابق والمؤلف والصحفي البارز: إن المسلمين بحاجة إلى العودة إلى مجتمع قائم على المعرفة أكثر من الديمقراطية، كما كان الحال خلال الفترة المجيدة للحكم الإسلامي. وأوضح أن سقوط الإمبراطوريات الإسلامية حدث لأنها توقفت عن تبادل المعرفة.

وفي سياق الحديث عن الإسلام، قال أكبر إن التصوف يعد نهجًا عمليا لأنه يعلمنا إقامة علاقة غير عدائية.

ووجّه أكبر رسالةً قوية إلى المجتمع المسلم قائلاً إن مشكلتهم الحقيقية تكمن في عدم قدرتهم على قبول الحداثة وفهم مفهوم الدولة القومية. كما اقترح على الدكتور كورو أن يركز على باكستان، التي تُعد مثالًا كلاسيكيًا على كيفية استخدام الدين لتقسيم دولة وخلق صراع مؤسسي وجيلي.

وبدوره، قال مؤلف الكتاب الدكتور أحمد تي. كورو إن على المسلمين قبول مواطنتهم والعمل على أداء حقوقهم وواجباتهم للتغلب على تخلفهم. وأضاف أن حل تخلف المسلمين يمكن إيجاده في الديمقراطية، حيث يجب على كل من الأغلبية والأقلية في أي دولة احترام المواطنة. وينبغي منح الجميع حقوقًا متساوية وأن يكونوا على دراية بواجباتهم تجاه بلدهم أيضًا.

وذكر أن المسلمين حقّقوا نجاحًا عندما آمنوا بالتعايش وكانوا منفتحين ومتقبلين للتنوع.

وأشار الدكتور حفيظ الرحمن، منسق مؤسسة خسرو، إلى أن المؤسسة ستواصل التصدي للروايات الزائفة المرتبطة بالإسلام من خلال إصداراتها، مضيفًا أن المؤسسة تعمل على إصدار سلسلة من الكتب الموجهة إلى الأطفال لنشر المعرفة الصحيحة وتعزيز قيم التسامح والتنوع.

اقرأ أيضًا: تدشين النسخة الهندية لكتاب "الإسلام والسلطوية والتأخر: مقارنة عالمية وتاريخية" في معرض نيودلهي الدولي للكتاب

فإن هذا الحدث لم يكن مجرد مناسبة لتدشين الكتاب، بل كان أيضًا جزءًا من حوار مهم ناقش سبل حل الصراع بين الدين والدولة. وقد أوضحت آراء أجيت دوفال وإم. جي. أكبر والدكتور كورو أن أي مجتمع إذا لم يقم بالتفكير الذاتي في أفكاره ولم يتغير مع مرور الوقت، فإنه سيتخلف عن الركب. وسيظل الصراع بين الدين والدولة وتنافس الأفكار تحديًا دائمًا، ولكن حله يكمن في الحوار والانفتاح وقبول التنوع.