آواز دي وايس/نيودلهي
قال مولانا أصغر علي إمام مهدي السلفي، أمير جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند، وهو يلقي كلمة رئاسية له في المؤتمر الـ35 الذي تعقده جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند بعنوان "دور الأديان العالمية في صيانة كرامة الإنسانية" يومي 9 و10 نوفمبر، 2024م في نيودلهي: إن الإنسانية تواجه اليوم تحديات متنوعة. ويميل الإنسان نحو المادية والدنيوية ويبتعد عن خوف المحاسبة في الآخرة، بينما قدّم الإسلام للبشرية وصفة عظيمة لجعل حياتهم مطمئنة، ودعا إلى تجنب إهانة أي دين أو كتاب ديني دون تمييز، وأمر بالتسامح الاجتماعي.
وأكّد مولانا أصغر السلفي أن الحوار بين الأديان ضرورة دينية واجتماعية. ولقد شارك النبي (صلى الله عليه وسلم) بنفسه في حلف الفضول وتحدث مع نصارى نجران ليعطينا رسالة مفادها أننا يجب أن نحاول فهم بعضنا البعض وطرح آرائنا أمام الآخرين. ومن خلال ذلك، يتم التعريف بالدين وإزالة سوء الفهم، داعيًا إلى تعزيز الوحدة الوطنية والأخوة، وإنهاء الخلافات الطائفية، وتجنب إثارة الكراهية، والابتعاد عن العنف والتحلي باللطف والرفق، قائلاً إننا يجب أن نكون كالأخوة ونقف مع بعضنا البعض في الأفراح والأحزان. فالحرب والنزاع هما الأكثر شؤمًا وضررًا للإنسانية. وقد ورد في القرآن والسنة، بأساليب متعددة، الدعوة إلى تجنب النزاع والفساد بين الأديان.
وتابع أن حماية قانون الأحوال الشخصية للمسلمين، وحماية المدارس والمساجد، وحماية حقوق المرأة هي أولاً مسؤولية المسلمين، ثم الحكومة مسؤولة عن حماية الدستور. وتحدث عن الدمار والخراب الذي يشهده قطاع غزة في فلسطين، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يتخذ خطوات جادة لإنهاء الحرب في جميع أنحاء العالم.
ولفت، في ضوء وثيقة المدينة، إلى أنه تم توفير حماية لحقوق الأقليات المختلفة إلى جانب المواطنين المسلمين، وبموجب هذه الوثيقة، فإن جميع الأطراف المشاركة مُلزَمة باحترام حقوق وواجبات المواطنين الآخرين. كما تنص الوثيقة على أن الأقليات لها الحق في العيش وفق شعائرها الدينية، وحرية التعبير، والتمتع بالأمن والسلام.
ويشهد هذا المؤتمر مشاركة ضيوف من الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب جميع المسؤولين من الوحدات الإقليمية التابعة لجمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند، بالإضافة إلى الأعضاء الكرام في مجلس الشورى واللجنة التنفيذية للجمعية.
ونوّه فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور عبد الله بن عبدالرحمن البعيجان بما تبذله المملكة العربية السعودية ممثلة في قيادتها الرشيدة من جهود في سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار وحفظ كرامة الإنسان في أصقاع الأرض.
وأشار في كلمته التي ألقاها خلال مشاركته في المؤتمر، وذلك ضمن برنامج زيارته الحالية للهند، الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إلى أن الله جعل دينه رحمة ونجاة ووحدة واجتماع.
ولفت النظر إلى أن الله نهى عباده عن الاختلاف والتفرق والصراع.
وأشاد بجهود جمعية أهل الحديث المركزية بالهند، ودعوتها إلى العقيدة الصحيحة ومنهج أهل السنة والجماعة، والدعوة إلى كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفهمها على ضوء فهم السلف الصالح.
وأكد مساعد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزيد أن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى، أرسلني إليكم حاملاً رسالة سلام ومودة ومحبة. ويكمن جمال الهند في تنوعها وتعدد ثقافاتها. ومن المتوقع أن يترك هذ المؤتمر المهم بعنوان "دور الأديان العالمية في صيانة كرامة الإنسانية"، تأثيرات بعيدة المدى على الصعيدين المحلي والدولي، وأن يعزز قيمة الإنسانية.
وقال الدكتور حسن المرزوقي من دولة الإمارات العربية المتحدة: إن الهند بلد عظيم يقطنه ملايين من الناس. ولغاتهم مختلفة، وطرق عباداتهم متنوعة، وعاداتهم وطقوسهم متنوعة، وعلى الرغم من ذلك، يعيش الجميع في مجتمع مشترك بسلام ووئام، وهذا أمر يستحق الثناء والتقدير.
وقال رئيس لجنة الترجيب، الدكتور عبد العزيز الرحماني المباركفوري، في كلمة الترحيب، إن الإسلام دين عالمي، وتعاليمه ومبادئه وقوانينه شاملة، ودعوته لا تقتصر على منطقة معينة أو إقليم معين. وإن احترام الإنسانية، والمحبة، والأخوة هي جزء من طبيعة الإسلام وأتباعه. وهناك حاجة إلى نشر هذه التعاليم الإسلامية الصادقة، والقيم الأخلاقية، والإرشادات النبيلة والطاهرة في جميع أنحاء العالم، مضيفًا أن الإسلام يُولي اهتمامًا كاملاً بتعزيز العلاقات الإنسانية، ويشجع على مساعدة المحتاجين في المجتمع، ودعم الفقراء، وعيادة المرضى والاستفسار عن أحوالهم. وهذه التعاليم الإسلامية لا تقتصر على فئة معينة؛ بل تشمل جميع الناس من كافة الطوائف والشرائح، فإن المحتاجين من كل فئة يستحقون الدعم والمساعدة.
وأنثى رئيس جمعيّة علماء الهند مولانا أرشد مدني بأمير جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند مولانا أصغر علي إمام مهدي السلفي على اختيار موضوع "دور الأديان العالمية في صيانة كرامة الإنسانية" لهذا المؤتمر إذ يحمل أهمية كبيرة في الوقت الحاضر. وأكد أن النبي إبراهيم عليه السلام علمنا التضحية والإيثار، وأن رسلنا وأنبياءنا عليهم السلام أوصونا بالدعاء من أجل السلام والوئام، ويجب على المسلمين أن يُظهروا قدوتهم العملية أينما كانوا.
ولفت أمير جمعية أهل الحديث بولاية آندھرا براديش، مولانا فضل الرحمن العمري إلى أن اختيار جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند، موضوع المؤتمر يتماشى بشكل كبير مع الأوضاع العالمية الحالية، وهو موضوع مهم للغاية. وقد أوصت جميعُ الأديان بحماية النفس وحفظ المال والشرف والكرامة في المجتمعات، وهناك حاجة إلى تبني هذه التعاليم من قبل الجميع.
وأعرب أمير جمعية أهل الحديث بولاية جهارخاند، المقرئ محمد يوسف، عن سعادته بانعقاد المؤتمر، وقال إنه يجب إزالة الضغائن من القلوب وإشاعة روح احترام الإنسانية بين الجميع. ومن خلال ذلك، سيتحقق السلام والوئام والأخوة والتعاون المتبادل في المجتمعات.
وأشار مولانا صلاح الدين مقبول إلى أن الإسلام قد شدّد كثيرًا على احترام الإنسانية. وتظهر قيمة احترام الإنسانية في الإسلام من خلال النهي عن إهانة حتى الكلب. فإذا كان الإسلام يحث على حسن المعاملة مع الحيوان، فإن الإنسان، كونه أشرف المخلوقات، يستحق احترامًا أعظم.