محبوب عالم/نيودلهي
الجامعة الملية الإسلامية ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي تاريخ وحركة وثقافة تمتد لأكثر من مئة عام. ولهذا، تقع على عاتقي مسؤولية كبيرة. وبدعائكم ودعمكم، سأبذل قصارى جهدي في أداء هذه المسؤولية العظيمة بنجاح، وسأعمل بجد وإخلاص للارتقاء بالجامعة الملية الإسلامية على مستويات مختلفة بإذن الله.
صرّح بذلك الأستاذ الدكتور مظهر آصف، شيخ الجامعة المليّة الإسلامية الجديد. وتجدر الإشارة إلى أن الجامعة حصلت على مديرها بعد انتظار دام حوالي مرور عام. وهذه هي المرة الأولى التي يتقلد فيها أكاديمي متخرج في جامعة جواهر لال نهرو هذا المنصب الرفيع في الجامعة المليّة الإسلامية.
وتعبيرًا عن مشاعر السرور والاغتباط، نظّم "منتدى المثقفين المسلمين"، الأربعاء، حفل تهنئة على شرف الأستاذ الدكتور مظهر آصف بمناسبة تنصيبه مديرا للجامعة الملية الإسلامية الشهيرة، في مدرسة دراسات اللغة والأدب والثقافة بجامعة جواهر لال نهرو بنيودلهي.
وأكّد شيخ الجامعة، خلال إلقاء كلمة له أمام الحضور، أن الجامعة المليّة الإسلامية هي ثمرة جهود وتضحيات العديد من الأشخاص، فهي تتجلى في حكمة الحكيم أجمل، وذكاء الدكتور ذاكر حسين، وجمال فكر مولانا حسين المدني. ولهذا، يجب علينا أن نحافظ على هذا الإرث ونمضي به قُدمًا.
وقد استهلّ شيخ الجامعة، كلمته بتلاوة جزء من الآية الكريمة: "وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير"، لافتًا إلى "أن هذا الشرف الذي أُعطي هو من عند الله، وأنا أشكر الله على ما أنعم به علي من فضل ونعمة. ومع هذه النعمة تعود مسؤولية عظيمة على عاتقي يجب أن أتحملها بجدية وبكل إخلاص".
كما أشار إلى أنه يؤدي مسؤولياته بصدق وأمانة، ولا يلجأ إلى النفاق أبدًا في حياته. واعترافًا بهذه الميزة، قال الأستاذ الدكتور أشفاق أحمد: "إن علاقتي معه تستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود، ولكنني لم أرَ قط أي تناقض بين أقواله وأفعاله"، مؤكدًا أن هذا إنجاز عظيم وجدير بالتقدير أن أحد أصدقائنا قد وصل إلى منصب مدير مؤسسة مرموقة.
وألقى منسق البرنامج، الأستاذ الدكتور رضوان الرحمن، نظرة عامة على الإنجازات التعليمية والأكاديمية والإدارية التي حقّقها شيخ الجامعة، وسلّط الضوء على صفاته كمعلم وباحث وعميد لكلية دراسات اللغة والأدب والثقافة، مشيرًا إلى أن من أبرز صفاته هو كونه دائما متاحًا للجميع، حيث يمكن أن يقابله أي شخص بسهولة. كما ذكر أنه التقى فور توليه منصبه بأساتذة الجامعة وطلابها وموظفيها، في محاولة للتعرف عن كثب على مشكلاتهم وحلها، وهذه تعتبر من أهم صفات مدير ناجح لأي جامعة.
وأضاف أن الأستاذ الدكتور مظهر آصف، خلال فترة عمادته لكلية دراسات اللغة والأدب والثقافة، كان دائم الدعم والمساعدة للطلاب والأساتذة وغيرهم، فلم يتردد يومًا في تقديم المساعدة بكل ما يستطيع، وكان دائمًا متاحًا لهم، لافتًا إلى أنه أولى اهتمامًا خاصًا بحملة النظافة في الكلية، مما يعكس التزامه وجهوده المخلصة. وقال إن هذا التفاني والاجتهاد هو ما أوصله إلى هذا المنصب الرفيع اليوم. ونحن على ثقة تامة بأن الجامعة المليّة الإسلامية ستستفيد كثيرًا من خبراته وتجاربه الغنية.
كما أعرب الأستاذ الدكتور مجيب الرحمن عن ثقته "بأن الجامعة ستصل إلى مستويات أعلى وآفاق جديدة بفضل قيادتك (شيخ الجامعة) الرشيدة. ويعلق الجميع آمالاً كبيرة عليك، فنحن نرى فيك القائد القادر على إحداث تغيير إيجابي ومستدام. وستقدم للجامعة كل ما تستحقه حقًا، فتحصل على المكانة التي تستحقها وتواصل دورها البارز في التعليم والبحث وخدمة الدولة والمجتمع.
ولفت الأستاذ الدكتور أخلاق آهن انتباه شيخ الجامعة إلى "مكتبة جامعة"، بالقول إنها مؤسسة كبيرة تشكل جزءًا مهمًا من حركة اللغة الأردية في أنحاء الهند، فنحن واثقون من أنك ستولي اهتمامًا خاصًا بهذا الجانب المهم لإنعاشها.
كما عبّر الأساتذة الآخرون المشاركون في هذا البرنامج، عن مشاعر الفرح، وقدّموا أخلص التهاني من أعماق قلوبهم وتمنوا له (شيخ الجامعة) التوفيق في المستقبل، معربين عن أملهم في أن يقود شيخ الجامعة الجديد الجامعة المليّة الإسلامية نحو آفاق عالية.
وشهد الحفل حضور الأساتذة والطلبة من جامعة جواهر لال نهرو والجامعة الملية الإسلامية ومنهم: البروفيسور خواجه إكرام الدين، والبروفيسور مظهر مهدي، والبروفيسور محمد مہتاب عالم رضوي، والبروفيسور قطب الدين، والبروفيسور موسى جمال، والبروفيسور عبيد الرحمن، والدكتور خورشيد إمام، والدكتور محسن علي، والدكتور شہباز عامل، والدكتور عبد القدوس، والدكتور أختر عالم، والدكتورة زرنغار، والدكتور كوشال كومار، والدكتور محمد أجمل، والدكتورة سنديشا، والدكتور أكرم نواز، والدكتور عظمت الله، والدكتور معراج عالم، وصدام ودانش إقبال وغيرهم.
وتجدر الإشارة إلى أن الأستاذ مظهر آصِفْ تولى منصب شيخ الجامعة الملیة الإسلامیة كمديرها السادس عشر، يوم 25 أكتوبر 2024م.
ولقد اتخذ شيخ الجامعة بعد توليه المسؤولية الجديدة خطوات نادرة أثارت حماسة جديدة وبعثت آمالا متجددة في نفوس طلاب الجامعة وأساتذتها وموظفيها وكل من ينتمي إليها بأي شكل من الأشكال، إذ قام، فور توليه المسؤولية الجديدة، بزيارة ضريح البرِيجاديِر عثمان الذي اُستشهد خلال الحرب الدائرة بين الهند وباكستان لعام 1947-1948م، وقدّم له تحية إجلال وتقدير. فيُعد البروفيسور مظهر آصف أول مدير للجامعة الملية الإسلامية قام بزيارة الضريح فور توليه منصبه.
كما قدّم شيخ الجامعة إكليلًا من الزهور تكريمًا لرئيس الهند السابق الدكتور ذاكر حسين، والدكتور إم. إيه. أنصاري، عند ضريحيهما الواقعين في الحرم الجامعي.
وفي اليوم الأول من انضمامه إلى الجامعة كمدير لها، اجتمع أيضًا مع عمداء الكليات، والمسجل بالوكالة، وغيرهم من المسؤولين في الجامعة. وقام بجولة في مختلف المكاتب الواقعة في المبنى الإداري والتقى بالموظفين غير الأكاديميين.
كما التقى شيخ الجامعة، في اليوم الثاني من توليه منصبه، بعمال النظافة في الجامعة، بمكتبه وتفاعل معهم بهدف إظهار احترامه وامتنانه لهم لحفاظهم على نظافة الجامعة، وكذلك فهم قضاياهم، حيث أكد لهم أن من أولوياته حل مشكلاتهم، إن وُجدت، في أقرب وقت ممكن.
وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ الجامعة الملية الإسلامية التي يلتقي فيها شيخ الجامعة بعمال النظافة في بداية ولايته ليجعلهم يدركون مدى أهميتهم للجامعة.
اقرأ أيضًا: من هو الأستاذ مظهر آصف الذي عُيِّن شيخَ الجامعة الملية الإسلامية المرموقة؟
وبمناسبة يوم تأسيس الجامعة الـ104 الذي يصادف 29 أكتوبر، قام شيخ الجامعة بجولة في مكتبة ذاكر حسين وتفاعل مع العاملين فيها وتحدث إلى الطلبة من أجل الاطلاع على المشاكل التي تواجههم طلابا وعمالا، لكي يحل تلك المشاكل فتتوفر لهم بيئة سلمية ملائمة للدراسة والبحث والتحقيق.