أبوظبي
اختتمت فعاليات المؤتمر الدولي "دور الطب التقليدي والتكميلي في آفاق الرعاية الصحية المستقبلية" والذي عُقد خلال الفترة من 10 حتى 12 دسيمبر 2024م، بمشاركة خليجية وعربية ودولية ومواكبة لاحتفالات الدولة بعيد الاتحاد الـ53 وضمن فعاليات عام الاستدامة الإماراتي 2024، ونظمته جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي، في فندق شاطئ روتانا بأبوظبي.
من الواضح أن الطب التقليدي يمثل ثروة إنسانية زاخرة بالحكمة والخبرات، حيث اعتمدت الشعوب عبر العصور على النباتات الطبيعية والتقنيات التقليدية في علاج الأمراض وتعزيز الصحة. وفي ظل تزايد التحديات الصحية العالمية، مثل الأمراض المزمنة والأوبئة المتكررة، أصبح التكامل بين الطب التقليدي والحديث خطوة مهمة نحو تحقيق رعاية صحية مستدامة.
اليوم، يؤدي الطب التقليدي والتكميلي دورًا محوريًا في الجهود العالمية لتحسين جودة الحياة والوقاية من الأمراض، إذ تظهر الإحصائيات أن أكثر من 80% من سكان العالم يعتمدون على العلاجات التقليدية كجزء أساسي من نظمهم الصحية، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى خدمات الرعاية الصحية الحديثة. ويتميز هذا الطب بتوفيره حلولاً منخفضة التكلفة، مما يجعله خيارًا مهمًا في الدول النامية والدول ذات الموارد المحدودة. وهذا يؤكد دوره البارز في سد الفجوات التي قد تعجز الأنظمة الصحية الحديثة عن ملئها، خصوصًا مع ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية.
وعن المؤتمر، أشارت رئيسة المؤتمر الأستاذة أمينة الهيدان إلى أن "هذا المؤتمر يُعد منصة عالمية تجمع بين الباحثين والخبراء والممارسين من صناع القرار لتبادل المعرفة واستكشاف سبل جديدة لتطوير هذا المجال الحيوي، وسيتم فيه استعراض أبرز الدراسات العلمية والابتكارات وأحدث التطورات في مجالات الطب التقليدي والتكميلي (TCAM)، مع التركيز على تعزيز الاستدامة والابتكار في العلاجات الصحية. كما سيتناول المؤتمر أهمية دمج الطب الحديث مع الطب التقليدي والتكميلي لتحقيق رفاهية الإنسان وتحسين جودة الحياة وتحقيق الرعاية الصحية الشاملة".
وأضافت أن الطب التقليدي والتكميلي يمثل حلقة وصل بين العلاجات الحديثة والمعرفة القديمة، ما يتيح فرصًا واسعة لتحسين الرعاية الصحية.
وشارك في المؤتمر عدد كبير من العلماء والباحثين من جميع دول العالم من كندا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وأستراليا والصين والهند وباكستان واليونان وجنوب شرق آسيا بالإضافة إلى دول الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي، والذين ناقشوا خلال فعاليات المؤتمر مختلف فروع الطب التقليدي التكميلي مثل: طب الأعشاب - الطب الصيني التقليدي - الطب الطبيعي - الطب النبوي – الطب التجانسي – الطب التقليدي الهندي - الطب اليوناني - طب الكاريوبراكتيك والاستيوباثيي – طب العلاج الطبيعي.
وأوصى المؤتمر باستشارة وزارة آيوش في حكومة الهند التي تدعم برنامج التعاون الدولي. كما دعا المؤتمر إلى الاستفادة من نموذج الهند لريادتها العالمية في مجالات الطب التقليدي والتكميلي، وفق ما ذكرته صحيفة "الخليج".
وتضمن المؤتمر في يومه الختامي، تكريم الفائزين في الدورة الثالثة لجائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات، تهدف جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي، إلى تحفيز الإبداع في الطب التكميلي والتقليدي وتكريم العلماء والباحثين والأطباء على إسهاماتهم وإنجازاتهم المتميزة.
كما تأتي هذه الجائزة لتواكب المسيرة التنموية المتسارعة التي تشهدها العاصمة أبوظبي؛ حيث التطور في كل مضمار من الاقتصاد والصناعة والتعليم والطب والعلوم والزراعة والسياحة وصولاً إلى علوم الفضاء، وذلك في ظل القيادة الرشيدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتشمل الجائزة خمس فئات وتسع تخصصات هي؛ جائزة الشيخ زايد العالمية في الطب الصيني والإبر الصينية، وجائزة الشيخ زايد العالمية في الطب الهندي "الأيورفيدا"، وجائزة الشيخ زايد العالمية في الطب النبوي، وجائزة الشيخ زايد العالمية في الطب اليوناني، إضافة إلى جائزة الشيخ زايد العالمية في الطب التجانسي "الهميوباتي"، وجائزة الشيخ زايد العالمية في الطب الطبيعي، وجائزة الشيخ زايد العالمية في الطب الأستيوباثي، وجائزة الشيخ زايد العالمية في طب الأعشاب التقليدي، وجائزة الشيخ زايد العالمية في طب الكايروبراكتك.
اقرأ أيضًا: العلاج بالأيورفيدا: ثقة الناس به تتزايد مرة أخرى
وبلغ عدد المكرمين بالجائزة في دورتيها الأولى والثانية 35 فائزًا، منهم 9 فائزين بالدورة الأولى عام 2020م من الإمارات وأمريكا والهند والصين، فيما بلغ عدد الفائزين بالدورة الثانية عام 2022م عدد 26 فائزًا من السعودية ومصر وأمريكا والهند والصين وكندا والنمسا وأوكرانيا وقبرص.