د. محمد أبو تراب/نيودلهي

نظّم قسم اللغة العربية بجامعة دلهي بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي (الهند) ندوة وطنية ليومين في الفترة من 21 إلى 22 أغسطس 2024م، حول موضوع "مساهمة المرأة الهندية في الدراسات العربية". وهدفت الندوة إلى تسليط الضوء على الدور البارز الذي قامت به المرأة الهندية في نشر الدراسات العربية والإسلامية في الهند، وإبراز إسهاماتها في إثراء الدراسات العربية على المستويين الوطني والدولي.

رحّب الأستاذ السيد حسنين أختر، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة دلهي بالضيوف من مجمع الفقه الإسلامي (الهند) والأساتذة والمشاركين والمشاركات من مختلف الجامعات الهندية في الندوة. وتحدثًا عن أهمية موضوع الندوة قال الأستاذ أختر "إن اختيار هذا الموضوع من قبل المجمع لهذه الندوة ستبرز الدور التاريخي والمعاصر للمرأة الهندية في الدراسات العربية".

وألقت الأستاذة تسنيم كوثر من جامعة علي كراه الإسلامية الخطاب الرئيس، حيث تناولت بإسهاب خدمات نساء الإمبراطورية المغولية في العلوم العربية والإسلامية، وأكدت على الدور الفريد للنساء الهنديات في تذوق الأدب العربي وتأسيس المؤسسات الدينية.

وتحدث الأستاذ بالارام باني، عميد شؤون الكليات بجامعة دلهي، عن الدور الحيوي للمرأة في بناء الأسرة والمجتمع، مشددًا على أنها القلب النابض في تربية الأجيال وتوجيههم نحو بناء الوطن، معتبرًا أن الوقت قد حان لإبراز هذا الدور المتجذر في حضارتنا.

ومن جانبه، ألقى الشيخ عتيق أحمد البستوي، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي (الهند)، خطابًا أبرز فيه الأهمية التاريخية للمرأة الهندية في مجالي اللغة العربية والدراسات الإسلامية، مشيرًا إلى أن هذه الندوة ستفتح آفاقًا جديدة للبحث والتحقيق، مُثْنيًا على جهود جامعة دلهي وتميزها في المجال العلمي والأكاديمي، وجهود المجمع في مجال الدراسات العربية والإسلامية.

ومن جهتها، تطرقت السيدة بائل ماغو، مديرة مدرسة التعليم المفتوح إلى الثقافة الهندية والقيم المشتركة بين الهندوس والمسلمين وأهمية التعايش السلمي. وأشادت بجهود قسم اللغة العربية في تعزيز الروابط الثقافية، معلنة عن إطلاق دورة جديدة لتعليم اللغة العربية على مستوى الشهادة.

وتحدثت الأستاذة نيرا أغني مترا، رئيسة لجنة العلاقات الدولية بجامعة دلهي عن دور المرأة المسلمة عبر العصور في العلوم والأدب، مؤكدة على الحاجة إلى تعريف المجتمع الأكاديمي بهذه المساهمات.

وبدورها قدّمت الأستاذة عائشة كمال، عميدة كلية الآداب ورئيسة قسم اللغة العربية بجامعة بركة الله في بوفال، كلمة رئاسية  تناولت فيها اهتمام ملكات بوفال بتطوير الدراسات العربية، وأشادت بمشروعاتهن التي استهدفت تعليم الفتيات وتزويدهن بالعلوم الإسلامية والفنون الأدبية.

وتضمنت الندوة ست جلسات أكاديمية ترأسها كل من الأستاذ نعمان خان رئيس قسم اللغة العربية سابقًا بجامعة دلهي، والشيخ عتيق أحمد البستوي، والأستاذ زبير أحمد الفاروقي رئيس قسم اللغة العربية سابقًا بالجامعة الملية الإسلامية، والأستاذ عبد الماجد القاضي رئيس قسم اللغة العربية سابقًا بالجامعة الملية الإسلامية، والأستاذ محسن العثماني رئيس قسم اللغة العربية سابقًا بجامعة الإنجليزية واللغات الأجنبية بحيدر آباد. وقُدمت فيها حوالي أربعين مقالة ناقشت محاور عديدة مهمة ومن أهمها؛ التأملات في براعة الوصف وقوة التأثير في كتابات عطية بنت خليل من مدينة بوفال، وخدمات الدكتورة عصمت مهدي في ترويج اللغة العربية في الهند، وإسهامات خريجات جامعات دلهي في نشر اللغة العربية، وتمكين المستقبل: التحديات والفرص في تعليم الفتيات المسلمات في الهند، وتمكين المستقبل: التحديات والفرص في تعليم الفتيات المسلمات في الهند، والسيدة أمة الله تسنيم: شاعرة ومترجمة قديرة، ودراسة لكتاب: نازك الملائكة وآثارها الأدبية والشعرية لفرحانة صديقي، ومساهمة المرأة في خدمة الدراسات العربية قبل الاستقلال، وجهود المرأة في إثراء الأدب العربي في الهند-الدكتورة مه جبين أختر وأعمالها نموذجا،  والسيدة مهر النساء ومساهمتها في الدراسات العربية والإسلامية، ومساهمة  أمة الله تسنيم في الترجمة من العربية إلى الأردية.

اقرأ أيضًا: الهند وأوكرانيا تصدران بيانا مشتركا بشأن زيارة رئيس وزراء الهند إلى أوكرانيا

وفي ختام الندوة، تم تقديم تقرير شامل عن فعاليات الندوة، وعبّر المشاركون والمشاركات من مختلف الجامعات في الهند عن انطباعاتهم إزاء النجاح الباهر الذي حققته الندوة، كما دعوا إلى استمرار تنظيم مثل هذه الندوات لفتح آفاق جديدة أمام الباحثين وضرورة تكثيف الجهود لإبراز إسهامات المرأة الهندية على الساحة العلمية.