محمد محبوب عالم/نيودلهي

قام مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بتنظيم "برنامج شهر اللغة العربية" في الهند، بدءًا من غرة يوليو إلى 27 يوليو الجاري في نيودلهي وكيرالا، بالتعاون مع اتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند، ومراكز اللغة العربية بجامعة جواهر لال نهرو وجامعة دلهي والجامعة الملية الإسلامية في دلهي، وجامعة كيرالا في كيرالا.

ويهدف هذا البرنامج إلى تطوير مناهج تعليم اللغة العربية، وتحسين أداء معلّميها، وتعزيز وجودها، وبناء صورة إيجابية عنها، إلى جانب إبراز ما تبذله المملكة العربية السعودية من جهود جبارة في هذا المجال وذلك بما يتماشى مع أهداف برنامج تنمية القدرات البشرية أحد برامج تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

حفل تدشين فعاليات البرنامج

وانطلق حفل تدشين فعاليات البرنامج في دلهي يوم 15 يوليو في جامعة جواهر لال نهرو واستمرت فعالياته وأنشطته العديدة حتى 28 يوليو في المؤسسات العربية المختلفة في مدينة دلهي.

وشهد حفل التدشين مشاركة أعضاء وفد مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية من الأمين العام للمجمع الدكتور عبد الله صالح الوشمي وأ.د. سعد القحطاني وأ.د. ناصر بن غالي وأ.د. ياسر بابطين والدكتور عبد الودود بحّاري والدكتورة سارة القحطاني، ونائب السفير السعودي لدى الهندجادي نايف الرقاص، وكبار المسؤولين بإدارة جامعة جواهر لال نهرو، وأساتذة مختلف الجامعات الهندية وطلابها.

وبهذه المناسبة، أكّد الأمين العام للمجمع الدكتور صالح الوشمي أن شهر اللغة العربية في الهند هو الشهر الثاني الذي نقيمه في الهند بعد شهور عديدة في البرازيل وأزبكستان وإندونيسيا والصين ومجموعة متنوعة من دول العالم، مضيفًا "عدنا مرة ثانية إلى الهند إيمانًا بقيمة هذه الدولة، ونرجو من الله تعالى ومنكم أن تستمر الصلة، وأن يكون هذا الشهر فاتحة للشهور الأخرى ولبرامج عديدة، وأن تجدوا في جميع برامج المجمع وأنشطته فرصة للاستفادة منها".

وسلّط الدكتور الوشمي الضوء على أهداف المجمع وما تبذله المملكة العربية السعودية في تعزيز حضور اللغة العربية ونشرها عالميًا، معربًا عن أمله في أن يشترك مع المجمع الباحثون والعلماء من عموم الهند في مؤلفاته وكتبه وأبحاثه والمشاركة في مجلاته العلمية المحكمة.

وترحيبًا بالضيوف الكرام في الحفل ألقى أ.د. مجيب الرحمن رئيس مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو الضوء على جهود المملكة العربية السعودية في مجال تعزيز مكانة اللغة العربية على الساحة العالمية، لافتًا إلى أن المملكة قد ركّزت دائمًا على أهمية اللغة العربية باعتبارها مكونا أساسيا في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ولذلك وضعت تعزيز اللغة العربية على كافة المستويات المحلية والعالمية في مقدمة اهتماماتها.

المسابقة الخطابية

ومن الجدير بالذكر أن المسابقة الخطابية أيضًا أُجريت ضمن أعمال برنامج شهر اللغة العربية، والتي ساهم فيها عدد كبير من متعلمي اللغة العربية في مختلف الجامعات في أرجاء الهند. وتم إجراء الدور النهائي للمسابقة بعد الحفل الافتتاحي للبرنامج، فتم الإعلان عن أسماء الفائزين بالجوائز النقدية. 

وفي نفس اليوم، عقدت ندوة علمية حول تعليم اللغة العربية للناطقين بها، فقدّم أ.د. سعد القحطاني مقالته بعنوان "جهود المملكة العربية السعودية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها"، وقدّم أ.د. أشفاق أحمد مقالته حول موضوع "واقع مؤسسات تعليم اللغة العربية ومناهجها في الهند"، وتناول أ.د. حبيب الله خان "التحديات التي تواجه معلمي ومتعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها في الهند"، بينما تطرق أ.د. ناصر بن غالي إلى موضوع "الازدواجية اللغوية وتحديات مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها".

الدورات التدريبية لمعلمي ومتعلمي اللغة العربية

كانت الدورة التدريبية لمعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها جزءًا مهمًا ضمن برنامج شهر اللغة العربية، والتي عُقدت بعنوان "دورة تطوير مهارات معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها" خلال الفترة من 16 إلى 19 يوليو في جامعة جواهر لال نهرو. وقد شهدت الدورة مشاركة فعالة وحماسية لعدد لا بأس به من معلمي اللغة العربية الذين ينخرطون في سلك التدريس في الجامعات والكليات في الهند.

وأعرب بعض المشاركين في الدورة عن مشاعرهم وانطباعاتهم إزاء الدورة ونوعيتها وأهميتها، فقال الدكتور سعيد الرحمن، أستاذ مساعد في الجامعة العالية بكولكاتا: "كانت الحاجة ملحة جدًا إلى مثل هذه الدورة التدريبية لمعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها لإيقاظ الوعي وجلب الاهتمام بما استجد في مجال علم اللغة العام وعلم اللغة التطبيقي خاصة. وإن هذه الدورة التدريبية جلبت اهتمام معلمي اللغة العربية من كافة أرجاء الهند إلى أهميتها وضرورتها ورغبتهم إلى تعلم المزيد من هذا القبيل".

وأضاف أن الدورة أكّدت على أن يعرف المعلمون الفرق الأساسي بين علم اللغة وتعليم اللغة وبين عالم اللغة ومعلم اللغة وكذلك الفرق الجوهري بين اكتساب اللغة وتعلم اللغة وتعليم اللغة العربية للناطقين بها وغير الناطقين بها.

وتابع "نحن معلمين شباب نتوقع من اتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند أن يقوم بعقد مثل هذه الدورات في ولايات الهند المختلفه بالتنسيق مع الجهات العربية المعنية خاصة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالمملكة العربية السعودية".

وإشادة بالدورة التدريبية قال الدكتور محمد أجمل، أستاذ مساعد في مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو إن الدورة التدريبية لمعلمي اللغة العربية في الهند والبرامج الأخرى مبادرة فريدة من نوعها. وركّزت الدورة على تعزيز مهارات التدريس لدى معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها"، مضيفًا "أن هذه مبادرة جيدة اتخذها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية لتعزيز اللغة العربية، فهي تعزز الفرص الوظيفية، كما أنها ستحفّز المتعلمين على تعلم العربية بطريقة أفضل".

وقال الدكتور نسيم أحمد، أستاذ مساعد في كلية ذاكر حسين: "في الحقيقة كانت الدورة عبارة عن رحلة ممتعة وشيقة واستفدت منها كثيرًا في مجال التعليم والتدريس واطّلعت على العديد من المهارات والقدرات المميزة وتعلمت كثيرًا من الأمور التي لم أكن أعرفها من قبل، إلا أن هناك بعض النقاط التي ينبغي الإشارة إليها وأخذها في الحسبان من أجل تعزيز نفعية وفعالية هذه البرامج، فعلى سبيل المثال ينبغي أن يركّز المدربون أكثر على الجوانب العملية للتدريب ويوفّروا وقتًا كافيًا للمشاركين لممارسة المهارات التي تلقوها خلال التدريب، كما ينبغي أن تعمل الدورات التدريبية على تأهيل المعلمين لاستخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة المختلفة وإدخالها في العملية التعليمية بالقدر الصحيح والمطلوب وتأسيسهم في طرق التعامل معها لتحقيق النفع منها".

أنهى #مجمع_الملك_سلمان_العالمي_للغة_العربية الدورات التدريبية التي قدّمها في مدينة نيودلهي، ضمن أعمال #شهر_اللغة_العربية في جمهورية الهند.#برنامج_تنمية_القدرات_البشرية pic.twitter.com/Qw2fS843CE

— مجْمع الملك سلمان العالمي للغة العربية (@KSGAFAL) July 20, 2024

وضمن أعمال "برنامج شهر اللغة العربية في الهند" نفّذ مجمعُ الملك سلمان العالمي للغة العربية "دورة تنمية مهارات الاستماع لمتعلمي اللغة العربية" ليوم في جامعة دلهي، يوم 19 يوليو، وتمحورت الدورة حول تنمية مهارات الاستماع لمتعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها. وكانت الأستاذة سارة القحطاني، مدربة لهذه الدورة قصيرة المدة.

نظَّم #مجمع_الملك_سلمان_العالمي_للغة_العربية دورةً تدريبيةً بعنوان: (تنمية مهارات الاستماع لمتعلمي اللغة العربية) في مدينة نيودلهي، ضمن أعمال #شهر_اللغة_العربية في جمهورية الهند. #برنامج_تنمية_القدرات_البشرية pic.twitter.com/trCqsylxaU

— مجْمع الملك سلمان العالمي للغة العربية (@KSGAFAL) July 19, 2024

كما أقام المجمع "دورة الفهم القرائي لمتعلمي اللغة العربية" ليوم في الجامعة الملية الإسلامية يوم 18 يوليو، واشتملت الدورة على مهارات واستراتيجيات الفهم القرائي لمتعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها. وكان الدكتور عبد الودود بحّاري مدربًا لهذه الدورة.

فعاليات البرنامج في كيرالا

شهدت جامعة كيرالا انطلاق فعاليات "برنامج شهر اللغة العربية"، يوم 22 يوليو، بحضور وكيل الجامعة وأعضاء هيئة الإدارة ورؤساء الأقسام ومدربي اللغة العربية والمتدربين. وافتتحت الدكتورة أمامة محمد الشنقيطي، مديرة شؤون التعليم بالمجمع، الفعاليات بكلمة ألقت فيها الضوء على دور المملكة العربية السعودية في تعزيز مكانة اللغة العربية دوليًا. وأكّدت على أهمية التعاون السعودي-الهندي في المجالات الأكاديمية لا سيما في نشر اللغة العربية وتعزيزها، مشيرة إلى الدعم الكبير الذي يقدّمه المجمع بقيادة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة السعودي.

زار وفدُ #مجمع_الملك_سلمان_العالمي_للغة_العربية جامعة كيرلا؛ للاطلاع على تجربتها في مجال تعليم اللغة العربية، ضمن أعمال #شهر_اللغة_العربية⁩ في جمهورية الهند.#برنامج_تنمية_القدرات_البشرية pic.twitter.com/HHrppVJFk2

— مجْمع الملك سلمان العالمي للغة العربية (@KSGAFAL) July 23, 2024

اقرأ أيضًا: انطلاق فعاليات "برنامج شهر اللغة العربية" في جامعة كيرالا

اختبار همزة

ونفّذ المجمع، ضمن فعاليات "برنامج شهر اللغة العربية في الهند" اختبار همزة يومي 28-27 يوليو في جامعة جواهر لال نهرو وجامعة كيرالا، والذي شهد مشاركة عدد كبير من متعلمي اللغة العربية في أرجاء الهند بحماس كبير.

ويهدف "اختبار همزة" إلى تعزيز موقع اللغة العربية ومكانتها العلمية محليًا وإقليميًا وعالميًا، وتأسيس مقياس عالمي معتمد للكفايات اللغوية لدى متعلمي اللغة العربية الناطقين بغيرها، وتوفير مدخلات قيمة للجامعات ومعاهد تعليم اللغة العربية لتحديد مستوى الكفاية اللغوية لدى طلابها من الناطقين بغير العربية.