قراءة خاطفة في كتاب "الحل المدلل على الدارمي من النصف الأول"

02-03-2025  آخر تحديث   | 28-02-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
قراءة خاطفة في كتاب
قراءة خاطفة في كتاب "الحل المدلل على الدارمي من النصف الأول"

 

د. غياث الإسلام الصديقي

أنجبت الهند كوكبة من النوابغ والعلماء الذين أثرَوا اللغة العربية بكتاباتهم المرموقة، وأدّوا دورًا ملموسًا في خدمة العلوم العربية والإسلامية ونشرها، وألّفوا مؤلفات قيمة في شرحها، ومن بينهم العلامة الشيخ الحافظ شاه محمد نعيم عطاء السلوني (1298-1385هـ/1966م) صاحب السجادة الكريمة الأشرفية الثامن، والذي ألف مؤلفات كثيرة باللغة العربية. وطبعت مجموعة رسائله السبع بتحقيق أستاذنا البروفيسور محمد نعمان خان بعنوان "الغرس الوهدي في رسائل الشيخ نعيم بن المهدي" عام 2016م.

والآن نعرض عليكم كتابا آخر للشيخ نعيم عطا السلوني بعنوان: "الحل المدلل على الدارمي من النصف الأول"، وهو كما يتضح من العنوان شرح للنصف الأول لمسند الإمام أبي محمد عبد الله السمرقندي الدارمي (المتوفى 255هـ)، وتناوله بالتحقيق البروفيسور محمد نعمان خان رئيس قسم اللغة العربية بجامعة دلهي سابقًا. وظل يبذل جهودًا مكثفة في تحقيقه وتهذيبه والتعليق عليه فأصبح الكتاب أكثر نفعا مما كان من قبل، ونشرته الزاوية الكريمية الأشرفية ببلدة سلون بمديرية راي بريلي في ولاية أترابراديش عام 2024م.

وفي مستهل الكتاب وُجِّه الإهداء إلى كل من الشيخ حسين بن محسن الخزرجي الأنصاري اليمني (المتوفى 1327ه‍) والشيخ شاه محمد مهدي عطا (المتوفى 1328ه‍) صاحب الزاوية الكريمية السابع، والشيخ شاه محمد حسام عطا المحدث السلوني (المتوفى 1328ه‍)، والشيخ شاه محمد حسين جعفري النعيمي (المتوفى 1390ه‍) صاحب الزاوية الكريمية التاسع. وأتبع ذلك كلمة الناشر بقلم الشيخ سيد شاه أحمد حسين الجعفري النعيمي الإصلاحي، صاحب السجادة للزاوية الكريمية.

وبالتالي، جاء "تقديم" بقلم المحقق، وهو يلقى ضوءًا على أهمية كتاب سنن الدارمي ونسخه وطبعاته المختلفة، ويبيّن منهجيته في التحقيق بعنوان: "طريقة العمل"، وألحق به "مختصرات" ذكر فيه الألفاظ المخففة والإشارات اللفظية التي استخدمها في الكتاب. وبعد ذلك مقدمة كتبها بالإنجليزية الأستاذ الدكتور سيد ظهير حسين جعفري، رئيس قسم التاريخ بجامعة دلهي سابقًا، وقام بتعريبها الدكتور عبد الملك الرسولبوري، وهي تشتمل على 43 صفحة، وفيها جاءت تفاصيل كثيرة، وألقت ضوءًا على أسرة المؤلف وخلفية هجرتها إلى الهند من آسيا الوسطى، وتاريخ محافظة "أوده‍" التي تقع فيها بلدة سلون والزاوية والأسرة الكريمية. وبالتالي جاءت ترجمة الشارح بقلم أستاذنا الشيخ فيصل أحمد الندوي، أستاذ التفسير والحديث بدار العلوم لندوة العلماء في لكناؤ، وهي مفعمة بمعلومات مفيدة مهمة، وتحتوي على 14صفحة.

ويشتمل الكتاب على كتاب علامات النبوة وفضائل سيد الأولين والآخرينﷺ، وكتاب الطهارة، وكتاب الصلاة، ويتناول بالشرح 1627 حديثًا من الأحاديث النبوية الشريفة الواردة في مسند الدارمي. وذكر الأستاذ المحقق في تقديمه أن أغلب هذه الأحاديث المنتخبة كانت تدرّس في الزاوية الكريمية. كما ذكر أن هذا الشرح طبع أولاً في زمن الشارح من "مطبعة أنوار محمدي" بلكناؤ، في رجب 1322ھ.

اقرأ أيضًا: "غالب" أعظم شعراء الهند في حُلَّةٍ عربيَّةٍ

وبذل المحقق جهودًا جبارةً في تحقيق هذا الشرح وتهذيبه فأوضح وشرح ما كان مبهمًا فيه، ويتجلى عمله في جميع صفحاته إلى أن اشتمل هذا الشرح على 419 صفحة، بعد أن كان مشتملا على 94 صفحة في طبعته الأولى. وفي نهاية الكتاب جاءت قصيدة قرضها الشارح العلامة محمد نعيم عطا في وصف مسند الدارمي، وهي تشتمل على 13 بيتا، وألحقت بالكتاب إجازة الشيخ محمد محسن الأنصاري اليماني للشاه محمد عطا المحدث السلوني، وهي في حدود 16 صفحة، كما ألحقت به قائمة طويلة للمصادر والمراجع التي استفاد منها في هذا الشرح. ولا شك في أن هذا الشرح وتحقيقه، إنتاج مهم وخدمة جليلة للحديث النبوي الشريف.