محبوب عالم/ كولكاتا
في خطوة تهدف إلى تعزيز تعليم اللغة العربية في الهند، نظّم "مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية" الدورة التدريبية الثلاثين لتأهيل معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، بالتعاون مع اتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند وقسم اللغة العربية بالجامعة العالية بكولكاتا في ولاية غرب البنغال، وذلك في الفترة من 24 إلى 27 فبراير 2025م. وتعد هذه الدورة الأولى بتنظيم المجمع في ولاية غرب البنغال، ما يشكل علامة فارقة في دعم انتشار العربية في المنطقة.
وشارك في الدورة مدرّبان من المملكة العربية السعودية وهما: الدكتور إبراهيم العويضي، عضو هيئة التدريس بمعهد تعليم اللغة العربية بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة؛ والدكتور بدر الحربي، أستاذ مساعد في تعليم اللغة العربية بمعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة الملك عبد العزيز بجدة. واستفاد من هذه الدورة ثلاثون معلمًا ومدرِّسا للغة العربية ممثلين عن مختلف الكليات والجامعات في ولاية غرب البنغال إضافة إلى أربعة معلمي العربية من ولاية آسام، مما يعكس اهتمام مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بتعزيز مهارات معلمي العربية ورفع كفاءتهم في الهند.
أهمية الدورة وتأثيرها في تعليم العربية في الهند
تسهم مثل هذه الدورة في تمكين المعلمين بأساليب تدريس حديثة تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية في تعليم العربية للناطقين بغيرها. وتعمل على تزويد المشاركين بمهارات تطبيقية، مثل استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في عملية التدريس، وتطوير استراتيجيات تعليمية تتناسب مع متعلمي العربية من غير الناطقين بها، بالإضافة إلى التركيز على أساليب تقييم الأداء اللغوي.
وفي هذا السياق، أكّد مدير الجامعة العالية بكولكاتا الأستاذ رفيق الإسلام أن الدورات التدريبية تكتسب أهمية كبرى لمدرسي اللغات الأجنبية، حيث تتيح لهم التعرف على أحدث أساليب التدريس، مما يساعدهم في تحسين جودة التعليم وتطوير مهاراتهم التدريسية.
وأضاف أن تدريس اللغات الأجنبية يتطلب مواكبة التطورات الحديثة في طرق التدريس، وفهم احتياجات الطلاب المتعلمين للغة الثانية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الدورات توفّر بيئة تفاعلية لتبادل الخبرات بين المعلمين والخبراء.
كما حثَّ معلمي العربية على الاطلاع على أحدث أساليب التدريس والاستفادة منها، مشددًا على أهمية تطبيق هذه الطرق الحديثة داخل الفصول الدراسية، بهدف تحسين تجربة التعلم للطلاب وجعلها أكثر تفاعلية وكفاءة.
كما أعرب عن شكره لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية على جهوده في تنظيم هذا البرنامج التدريبي المميز، معربًا عن أمله في استمرار مثل هذه المبادرات في المستقبل لما لها من دور مهم في تطوير مهارات المعلمين وتعزيز جودة تدريس اللغات.
ومن جهته، أعرب الأستاذ رضوان الرحمن، رئيس اتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند وأستاذ اللغة العربية وآدابها في مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو بنيودلهي، عن سعادته بإقامة المجمع هذا البرنامجَ للمرة الأولى في غرب البنغال، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة ستفتح آفاقًا جديدة أمام معلمي العربية في المنطقة. وأكد أن مثل هذه الدورات التدريبية تسهم في تطوير جودة تدريس العربية في الهند وتعزز من قدرة المعلمين على تدريس اللغة بطريقة أكثر فاعلية وسلاسة.
وأضاف أن هذه الدورة تمثل فرصة استثنائية لمعلمي العربية في غرب البنغال لتطوير مهاراتهم، والاستفادة من التجربة السعودية في تعليم العربية للناطقين بغيرها. كما تعكس التزام مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بمواصلة جهوده الرائدة في نشر العربية وتعزيز مكانتها عالميًا من خلال برامج تعليمية متخصصة ومتقدمة.
ومن جانبه، تحدث الدكتور سعيد الرحمن، الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية بالجامعة العالية في كولكاتا، عن أهمية هذه الدورة التدريبية، مؤكدًا أن الأساتذة في المنطقة كانوا في حاجة ماسة إلى مثل هذه المبادرة، والتي أتاحت لهم فرصة التعرف على مناهج وطرق تدريس العربية والاطلاع على أحدث المستجدات في هذا المجال، موضحًا أن المتدربين استفادوا استفادة تامة من الدورة، سواء من الناحية النظرية أو الناحية التطبيقية.
واختتم حديثه بتقديم الشكر لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية والمدربَين الدكتور إبراهيم العويضي والدكتور بدر الحربي، مشيدًا بالمحاضرات القيّمة التي قدّماها على مدى أربعة أيام، والتي لها أثر كبير في تعزيز مهارات معلمي العربية المشاركين.
وجاء تنظيم هذه الدورة ضمن الجهود المتواصلة التي يبذلها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية لتعزيز انتشار العربية عالميًا، من خلال تأهيل المعلمين، وتوفير المناهج، ودعم المؤسسات الأكاديمية المهتمة بتعليم العربية في مختلف الدول. ويعد هذا التعاون مع المؤسسات التعليمية في الهند خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف.
اقرأ أيضًا: فعاليات المؤتمر الدولي حول "دور الترجمة في إثراء الحضارة الإنسانية" تختتم في جامعة جواهر لال نهرو
وعلى هامش فعاليات الدورة التدريبية، أقيمت ندوة حول موضوع "استخدام التكنولوجيا في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها؛ فالمحور الأول: أهمية التطبيقات المؤيدة بالذكاء الاصطناعي في تعليم وتعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، قدّمه الدكتور سعيد الرحمن، الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية بالجامعة العالية، فيما قدّم الدكتور ولي الله من كلية شمسي التابعة لجامعة غور بنغا، المحور الثاني: استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وإلى جانب ذلك، قدّمت الدكتورة ابتسام عبد الحليم محاضرتين بتاريخ 24 فبراير و27 فبراير 2025م بعنوان "تحقيق المهارات اللغوية الأربع: الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة".