إيم عالم/ نيودلهي
تم تدشين العدد الثاني من مجلة "دارا دربن" -هي مجلة أكاديمية محكّمة نصف سنوية تصدر باللغتين الفارسية والهندية عن مؤسسة دارا شكوه للأبحاث-، وذلك على هامش أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي بعنوان "تراث اللغة والأدب والثقافة الفارسية في دلهي، الذي استضافه قسم اللغة الفارسية بالجامعة الملية الإسلامية في نيودلهي، يوم 22 فبراير 2025م. وتم تدشين العدد بحضور السفير الإيراني لدى الهند الدكتور إيراج إلهي، إلى جانب شيخ الجامعة الملية الإسلامية ورئيس تحرير المجلة، الأستاذ الدكتور مظهر آصف، بالإضافة إلى نخبة من أساتذة اللغة الفارسية وخبرائها وطلابها من مختلف الجامعات الهندية والأجنبية، وخصوصًا من إيران وكازاخستان.
وتجدر الإِشارة إلى أنه نظرًا لصدور عدد قليل من المجلات الأكاديمية باللغة الفارسية في الهند، اتخذ البروفيسور آصف مبادرة إصدار المجلة. وتُعد مجلة "دارا دربن" منصة أكاديمية متميزة تسعى إلى تعزيز البحث العلمي في اللغة الفارسية والهندية، حيث تضم في هيئتيها الاستشارية والتحكيمية نخبة من الخبراء في الأدب الفارسي، مما يضفي على أبحاثها ومقالاتها قيمة أكاديمية عالية.
وتسعى هذه المجلة إلى مدّ الجسور بين الثقافات واللغات عبر التراث المشترك بين الفارسية والهندية. وقد حظي العدد الأول بترحيب واسع وحماس كبير، مما عزز أهمية الجهد في تعزيز الفهم الثقافي والتبادل المعرفي.
و"تُعد مجلة "دارا دربن" واحدة من أولى المجلات في الهند التي تُنشر باللغتين الفارسية والهندية، وهي ملتزمة بالحفاظ على التراث الغني لهاتين اللغتين ونشره. لطالما كانت اللغة الفارسية اللغة الرسمية والأدبية في الهند لما يقارب ثمانية قرون، وكان لها تأثير عميق في مختلف جوانب الحياة، من الأدب والفن إلى الفلسفة والروحانيات. ورغم هذه الأهمية التاريخية، نادرًا ما يتوفر المحتوى الفارسي باللغة الهندية أو اللغات الهندية الأخرى. وتسعى "دارا دربن" من خلال تقديم محتواها بالفارسية والهندية إلى إتاحة هذه الكنوز الفكرية لجمهور أوسع، وتعزيز النقاش حول التفاهم الديني والفكر الإنساني لدارا شكوه، مما يساهم في سد الفجوة المعرفية بين الثقافات".
تنوع الأبحاث والمقالات في العدد الجديد
يضم العدد الثاني من المجلة (يوليو-ديسمبر 2024م) 10 مقالات باللغة الفارسية و4 مقالات باللغة الهندية، تناولت موضوعات متنوعة باستكشاف الموضوعات الفكرية والروحية الأساسية في أعمال دارا شكوه، إلى جانب مقالات في الأدب المقارن والدين، وصور الهند في الأشعار الفارسية للعلامة إقبال اللاهوري وما إلى ذلك. ويتوقع أن تلهم هذه الموضوعات الباحثين والطلاب والقراء لاستكشاف أفكار دارا شكوه بشكل أعمق، وفهم علاقتها بالعالم المعقد والمترابط الذي نعيش فيه اليوم.
وحظي تدشين العدد الجديد باهتمام واسع من الأكاديميين والباحثين في مجال الدراسات الفارسية، حيث شهد الحدث حضورًا كبيرًا من أساتذة اللغة الفارسية وطلابها من مختلف الجامعات الهندية، إلى جانب شخصيات بارزة من إيران ودول أخرى. ويعكس هذا الإقبال أهمية المجلة كمنصة أكاديمية تساهم في إثراء البحث العلمي وتعزيز التعاون الثقافي بين الهند وإيران والدول الأخرى.
وتعد المجلة خطوة مهمة في تطور الدراسات الفارسية في الهند، حيث تعزز المجلة من مكانة اللغة الفارسية في المشهد الأكاديمي الهندي، وتوفر فرصة للباحثين لمشاركة أفكارهم وأبحاثهم مع جمهور أوسع، مما يسهم في تعزيز الحوار الثقافي والأدبي بين الهند وإيران.