آواز دي وايس/نيودلهي
تؤدي المدارس الدينية دورًا مهمًا في المجتمع الهندي. لا يمكن التغاضي عن مشاركتها في حركة استقلال الهند. وإنها قدّمت إسهامات بارزة في تشكيل البنية الفكرية والروحية للمجتمع الهندي.
أدلى بهذه التصريحات الأستاذ الدكتور أختر الواسع، المدير السابق لجامعة مولانا آزاد في جودبور والأستاذ الفخري في الجامعة الملية الإسلامية بنيودلهي، في ندوة عبر الإنترنت بعنوان "النظام التعليمي في المدارس الدينية: الحاجة إلى مواكبة متطلبات العصر"، والتي نظّمتها "منظمة الطلاب المسلمين في الهند (MSO).
وجمعت هذه الفعالية نخبة من العلماء والمفكرين لمناقشة تطور النظام التعليمي في المدارس الدينية، وأهميته، وآفاقه المستقبلية في الهند.
وسلّط الأستاذ الدكتور أختر الواسع الضوء على المساهمات الكبيرة التي تقدّمها المدارس الدينية في المجتمع الهندي، مشددًا على دورها التاريخي في تشكيل النسيج الفكري والروحي للأمة. وتحدث بصراحة عن مشاركتها في الحركات المهمة، بما فيها نضال الهند من أجل الاستقلال، موضحًا القيم الأساسية التي حافظت عليها هذه المؤسسات على مر السنين.
وأكّد الأستاذ أختر الواسع على الأهمية التاريخية للمدارس الدينية، خاصةً مساهماتها في حركة استقلال الهند وتأثيرها المستمر في الإرث الفكري والروحي للأمة، لافتًا إلى أن مناهج المدارس الدينية تطورت عبر التاريخ لتلبية متطلبات العصر.
كما صرّح الأستاذ أختر الواسع بأن تحديث النظام التعليمي في المدارس الدينية بشكل مستمر، ومواكبته للتحديات الحديثة أمر ضروري لضمان بقاء هذه المؤسسات ذات صلة وتأثير في عالم اليوم.
ومن جانبه، ركّز الدكتور أشرف الكوثر المصباحي على التحديات المعاصرة التي يواجهها النظام التعليمي في المدارس الدينية، وقدّم حلولًا مبتكرة لإصلاحه. وشدد على أهمية دمج تقنيات التدريس الحديثة، والتعليم القائم على المهارات، والتدريب الموجه نحو التوظيف ضمن مناهج المدارس الدينية. ودعا الدكتور المصباحي إلى اتباع نهج متوازن يحافظ على التعليم الإسلامي التقليدي، مع تزويد الطلاب بالوسائل اللازمة من أجل تحقيق النجاح في عالم سريع التغير.
وشهدت الندوة مشاركة فعالة من الطلاب، والمعلمين، وقادة المجتمع الذين تبادلوا النقاشات المثمرة حول إمكانات إصلاح نظام المدارس الدينية لتلبية احتياجات العصر الحديث.
اقرأ أيضًا: المدارس الإسلامية مهمة للمسلمين في الهند؛ ولكنها بحاجة إلى تحديثها
وفي الختام، أعربت منظمة الطلاب المسلمين عن التزامها بتعزيز الحوار والتعاون لتحسين المؤسسات التعليمية التي تخدم المجتمعات المهمشة. واختتمت الفعالية بدعوة الأطراف المعنية للعمل بشكل جماعي على تحديث النظام التعليمي في المدارس الدينية مع الحفاظ على قيمه الأساسية.