نيودلهي

هناك قائمة طويلة من الروائيين المميزين الذين عملوا بجد لتطوير فن الرواية، ومن أبرزهم غائب طعمة فرمان، الروائي والقاص والصحفي العراقي. ابتكر غائب طعمة فرمان أسلوبًا فريدًا في كتاباته، مما جعله يتميز عن غيره، حيث اختار دمج اللغة العامية مع اللغة الفصحى، ومزج التاريخ الحقيقي بالأحداث الخيالية. وهو الذي يُعتبر أول من كتب رواية بالغة النضج الفني في العراق.

نكهة البحوث الجامعية في الهند

(قام نظام حسنين بإعداد هذه الرسالة بعنوان "غائب طعمة فرمان وأعماله الروائية: دراسة تحليلية" تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد أيوب، للحصول على شهادة الدكتوراه من قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة الملية الإسلامية بنيودلهي في عام 2024م).

وأثارت أعمال غائب طعمة فرمان اهتمام النقاد والدارسين على حد سواء، حيث نالت أهمية كبيرة نظرًا لانتقاده الشديد للأنظمة الديكتاتورية والملكية، مما جعلها موضوعًا للنقاش في الأوساط الأدبية. وقد كانت أعماله محل اهتمام كبير من قبل النقاد والباحثين، إذ أسهم بشكل بارز في تشكيل آراء معارضة للسلطات الحاكمة، وتأثر الكثير من الأدباء والقراء خلال فترات الحكم الديكتاتوري.

أهداف البحث:

• إلقاء الضوء على الجوانب الأدبية لغائب طعمة فرمان، وتسليط الضوء على خدمته الأدبية.
• كشف النقاب عن الجانب الإبداعي المهم في أعمال الروائي غائب طعمة فرمان، مع التركيز على التحليل والتقييم لجهوده النثرية في العراق.
• دراسة تحليلية لأعمال غائب طعمة فرمان وإبراز ملامحها الفنية وتقديرها في سياق الأدب، وعرض خصائص السرد فيها.
• استكشاف العوامل المؤثرة في تشكيل الجانب الثقافي الأدبي من حياة غائب طعمة.

ويمتد نطاق هذا البحث زمنيًا من العشرينيات من القرن العشرين حتى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، ومكانيًا، يرتبط ببيئة محددة بوضوح، إذ نشأ وترعرع الكاتب في العراق، ثم سافر إلى موسكو وأقام فيها لمدة ثلاثين عامًا.

فهذه الرسالة المعنونة بـ"غائب طعمة فرمان وأعماله الروائية: دراسة تحليلية" تتناول نشأةَ الرواية العربية وجذورها، وتطورّها في العراق، وازدهارها وانتشارها بسرعة فائقة، وأعمال الروّاد، ومن تبعهم من جيل الروائيين الجدد وإسهامهم فيها، وتتطرق إلى حياة الكاتب غائب فرمان، وعن إسهامه في مجال الترجمة. كما يقوم هذا البحث بتحليل بعض الروايات.

تحتوي هذه الرسالة على أربعة أبواب، إلى جانب مقدمة وخاتمة:

يشتمل الباب الأول "الرواية العربية في العراق ومراحل تطورها" على ثلاثة فصول؛ الفصل الأول هو مفهوم الرواية وعناصرها، والفصل الثاني هو نشأة الرواية العربية في العراق ومراحل تطورها، والفصل الثالث هو الروائيون الأولون ورواياتهم في العراق.

ويدور الباب الثاني حول "حياة غائب طعمة فرمان وإسهامه في الأدب والترجمة"، ويحتوي على أربعة فصول: ناقش الباحث في الفصل الأول شخصيةَ غائب طعمة فرمان وحياته، وفي الفصل الثاني الأحوالَ الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في عصره، وفي الفصل الثالث مكانتَه بين الأدباء والنقاد، وفي الفصل الرابع مميزات روايات غائب عن روايات معاصريه.

ويتطرق الباب الثالث إلى "دراسة تحليلية لروايات غائب" ويتكوّن من ثلاثة فصول: فالفصل الأول هو تحليل رواية "النخلة والجيران" والفصل الثاني هو تحليل رواية "المخاض"، والفصل الثالث هو تحليل رواية "المركب".

ويبدأ الباب بدراسة موجزة لأعمال غائب الروائية، حيث إن رواياته تشتمل على أحوال كل الأزمنة من أواخر الثلاثينيات إلى التسعينيات تقريبًا. فتتحدث رواية "النخلة والجيران" عن الأحوال الاجتماعية بعد الحرب العالمية الثانية، وتتحدث رواية "المخاض" عن ما بعد ثورة 14 يوليو عام 1958م، كما تتحدث رواياته الأخرى عن العراق ما بعد الثورة.

وقد التزم الباحث في تحليل هذه الروايات بذكر سنة النشر، وملخص الرواية، وإحاطة عناصرها الفنية من الشخصيات، والزمكان، والأسلوب، واللغة.

وأما الباب الرابع المُعَنون بـ"قضايا تناولها غائب طعمة فرمان في رواياته"، فهذا يشتمل على ثلاثة فصول: فالفصل الأول يعالج الحنين إلى الوطن، والفصل الثاني القضايا الاجتماعية والثقافية ومنها حقوق المرأة، والقتل والجريمة والدمار، والثقافة والجهل، بينما يتناول الفصل الثالث القضايا السياسية والاقتصادية، ومنها الفقر والجوع، والنظام الملكي والديكتاتوري والديمقراطي، والإخفاق الحكومي والإداري، والقضية الفلسطينية.

اقرأ أيضًا: الأفكار الدينية والاجتماعية والسياسية لمحمد رشيد رضا ومولانا أبي الكلام آزاد: دراسة مقارنة