نيودلهي

تعد السيدة كوليت الخوري من بين أبرز الشخصيات الأدبية السورية، وهي إحدى أشهر الكاتبات السوريات اللاتي برزن في النصف الثاني من القرن العشرين، وكانت عائلتها إرثا سياسيا وثقافيا ثمينا لسوريا. وتحظى كوليت بحضور مميز في المجالات الأدبية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وهي من أهم رائدات تحرير المرأة في الوطن العربي، وقد قامت شهرتها الواسعة على روايتها الأولى "أيام معه" التي صدرت عام 1959م في بيروت، وأثارت ضجةً كبيرةً في الأوساط الأدبية والاجتماعية. ولها مجموعات شعرية وقصص قصيرة فرنسية وأعمال متنوعة، مثل سيرة جدها "أوراق فارس الخوري" وكتب عن تاريخ سوريا. كما أن لها باعا طويلا في الأدب الروائي.

نكهة البحوث الجامعية في الهند

قدّم حامد مختار هذه الرسالة الجامعية بعنوان "إسهامات كوليت الخوري في الرواية العربية" تحت إشراف الدكتور مجيب أختر، لنيل شهادة الدكتوراه من قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة دلهي، في عام 2024م.

ولاقى أدب كوليت رواجًا كبيرًا وقبولاً عامًا، ويعود السبب إلى أنها صوّرت هموم الإنسان ومشكلاته، ولا سيما مشكلات المرأة في المجتمع الشرقي. كما أنها طالبت بتحرير المرأة وتعليمها، إلى جانب مطالبتها بتحرير الرجال من شوائب الموروثات القديمة والتقاليد البالية، لأنها تعتقد بأن تحرير الجنسين على حد سواء يأتي بتطور المجتمع وتقدمه.

ويتجلى اسم كوليت في قائمة الكتاب العرب الذين طرحوا موضوع المرأة بكل جوانبه وعلاقتها بالرجل. وقد استطاعت من خلال أدبها القصصي والروائي رسم شخصيات حقيقية بكل أبعادها. كما تمكنت من مناقشة عدة قضايا بكل جرأة مثل القضايا السياسية والقومية والتحرر وحق المرأة في التعليم والعمل والاعتماد على ذاتها في اتخاذ قراراتها.

وقد اعتمد الباحث في هذه الدراسة المنهجَ الوصفي التحليلي واتكأ على دليل شيكاغو في التهميش وفي توثيق المصادر والمراجع.

وتم تقسيم هذا البحث إلى أربعة أبواب؛ وكل باب يحتوي على ثلاثة فصول:

الباب الأول: نشأة الرواية العربية وتطورها في سوريا

يحتوي هذا الباب على ثلاثة فصول: فالفصل الأول يتناول تطور الرواية العربية في العصر الحديث، مع تعريف الرواية لغةً واصطلاحًا، إلى جانب إلقاء نظرة على الرواية كمصطلح منذ ظهوره، وكيف كان حتى وصل بهذا المفهوم الحديث. والفصل الثاني يتحدث عن نشأة الرواية العربية في سوريا مع بيان مراحل تطورها عبر الزمن. وأما الفصل الثالث فهو يشتمل على ذكر أبرز الكتاب السوريين الذين قدّموا أعمالاً جليلة في فن الرواية واشتهروا على الصعيدين المحلي والعربي.

الباب الثاني: كوليت الخوري: روائية عربية

يشتمل هذا الباب على ثلاثة فصول: فالفصل الأول يدور حول سيرة الكاتبة كوليت، والبيئة التي ساعدت في تكوين شخصيتها العلمية والأدبية، مع ذكر أعمالها الأدبية. والفصل الثاني يختص بمسيرتها الأدبية والروائية، مع بيان مساهمتها في الأدب العربي بشكل عام وفن الرواية بشكل خاص، وما تمتاز به رواياتها من الاهتمام بالحياة الاجتماعية والتعبير عنها في جل أعمالها، إلى جانب الوطنية التي برزت بشكل واضح في معظم رواياتها. ويتضمن الفصل الثالث ما احتلت كوليت الخوري من مكانة بين الروائيات السوريات مع ذكر وجيز لبعض نظيراتها من بلادها.

الباب الثالث: دراسة تحليلية ونقدية لروايتي "أيام معه" و"ليلة واحدة"

يحتوي هذا الباب على ثلاثة فصول: فالفصل الأول يقوم بدراسة تحليلية ونقدية لرواية "أيام معه" للكاتبة مع تقديم تعريف موجز بالرواية وملخصها، وذكر الجوانب الاجتماعية والحضارية، إلى جانب التقييم الفني والأدبي للرواية. والفصل الثاني يُعنى بدراسة رواية "ليلة واحدة" تحليلاً ونقدًا، مع تقديم تعريف موجز بالرواية وملخصها، بإشارة خاصة إلى الجوانب الاجتماعية والجوانب الحضارية، وكذلك التقييم الفني والأدبي للرواية. وأما الفصل الثالث فهو يلقي نظرة عامة على الأعمال الروائية الأخرى للكاتبة، وما تعالجه من قضايا.

الباب الرابع: قضية المرأة في روايات كوليت الخوري

يتضمن هذا الباب ثلاثة فصول: فالفصل الأول يختص بتحرر المرأة في روايات كوليت الخوري ويركّز على مفهوم التحرر عند الكاتبة وما تعكس الكاتبة في رواياتها من نموذج المرأة التي تقع ضحية التقاليد والسلطة الذكورية التي لا تسمح لها بخلق الصورة التي تريدها لنفسها، فهي تعيش بلا توجيه وبلا إرادة وتتبنى ما يقرره لها الآخرون في الحياة. والفصل الثاني يهتم بقضية تعليم المرأة في روايات كوليت الخوري، ويبين موقف الكاتبة المتمثل في رفض هيمنة مجتمع ذكوري يحرم المرأة من حرية الاختيار. وأما الفصل الثالث فهو يبين القضايا النسوية الأخرى في روايات كوليت الخوري، مثل الزواج الباكر وعدم منح الحرية في اتخاذ القرارات مثل حرية العلم والعمل وغيرها.

اقرأ أيضًا: كتابات محمد الحسني العربية: دراسة تحليلية