قمر شعبان
نظّم قسم اللغة العربية بجامعة بنارس الهندوسية في فاراناسي، يوم 23 ديسمبر 2024م، برنامجًا افتراضيًا، احتفاءً بــ"اليوم العالمي للغة العربية-2024" وذلك تحت رئاسة الأستاذ الدكتور مجيب الرحمن، رئيس مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو في نيو دلهي، وعضو مجلس الأمناء لمركز الملك سلمان العالمي للغة العربية.
أكّد الأستاذ الدكتور مجيب الرحمن في كلمته الرئاسية أن اللغة العربية اليوم لم تلبث لغةً للعرب فحسب، بل بفضل العولمة، والرقمنة، والاقتصاد، والدين الإسلامي أصبحت لغة عالمية، وكل من تلقى العربية، وأتقنها، واهتم بها تحدثًا، وكتابةً، واشتغالاً، وعملاً، ووظيفةً فهو من دون ارتياب عربي. وللهنود عناية خاصة بالعربية منذ سابق الزمان.
وألقى الدكتور علي بن عبد العزيز الجبيلان، أستاذ اللسانيات الحاسوبية المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في المملكة العربية السعودية، الذي شارك في الاحتفالية كمتحدث رئيس، محاضرةً قيمةً ذات قيمة لسانية، وفكرية وعلمية وتاريخية معالجا أسباب انتشار اللغة العربية حول العالم، شرقًا وغربًا؛ وكيف تأثرت العربية في بعض الأحقاب التاريخية بالغزو الفكري من الغرب، ولا سيما المستعمِرين الأوروبيين، والمستشرقين، متناولا التحديات اللغوية والجغرافية والفكرية التي واجهت العربية في بريطانيا وتركيا والولايات المتحدة الأميركية، ثم انتصرت اللغة العربية على كل هذه التحديات بأصالتها، وقوتها اللغوية والتعبيرية والدلالية، حتى أخذت تتطور وتتقدم وتتسع آفاقها التربوية والتعليمية في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا وماليزيا. كما ناقش العوامل التي من أجلها ظلت العربية تحتل مكانة في السياق التاريخي والجغرافي لكونها لغة الشرق الأوسط، ولكونها لغة الإسلام، حتى أدرجتها الأمم المتحدة ضمن لغاتها الرسمية منذ 18 ديسمبر 1973م.
وشارك الأستاذ الدكتور مظفر عالم، أستاذ اللغة والأدب والترجمة بقسم الدراسات العربية بجامعة الإنجليزية واللغات الأجنبية-حيدرآباد كضيف رئيس في البرنامج، الذي ألقى خطابًا متراوحًا بين التوكيد، والتأكيد، وإثارة الأسئلة، والدعوة إلى الاحتساب: احتساب النفس؛ مؤكدًا على أن المهتمين باللغة العربية لا بد من أن يحتسبوا أنفسهم، ولا شك أن الأمم المتحدة اعترفت باللغة العربية، ولكننا هل نستغل فرص العمل المتوافرة في اللغة العربية عالميا؟. وأشار الأستاذ مظفر عالم إلى أن الفضل لبقاء هذه اللغة يعود أصلا إلى النصوص الإسلامية من القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والدراسات الإسلامية، وأما في الهند فيعود الفضل إلى شبكة المداراس الإسلامية العربية الخاصة، فإن المشتغلين بالدوائر الحكومية والقطاعات الخاصة والشركات متعددة الجنسيات، والسفارات مترجمين أو إداريين كلهم أو جلهم خريجوا هذه المدارس الإسلامية. وإن اللغة العربية ما زالت تحتل مكانة سامية وعالية منذ زمن عريق في القدم بشبه القارة الهندية؛ في العصور الإسلامية الهندية، وبعد سقوط الحكومة الإسلامية أيضًا؛ فالحكومة الهندية اليوم أيضًا تهتم بهذه اللغة. وفرص العمل موجودة بوفرة في الهند في دوائر عمل مختلفة، أمثال: إذاعة عموم الهند، والمدارس والكليات والجامعات الحكومية المركزية والإقليمية، والقنصليات وسفارات الدول العربية لدى الهند، وسفارات الهند لدى الدول العربية، ووكالات الاستخبارات، وبعض الأكاديميات الحكومية الأخرى إضافة إلى الشركات متعددة الجنسيات، ووسائل التواصل الاجتماعي، واستخلص الأستاذ حديثه في أن مستقبل هذه اللغة من الناحية الدينية لامع.
وسلّط ضيف الشرف الأستاذ الدكتور إشارت علي ملا رئيس قسم اللغة العربية والفارسية بجامعة كلكته في كولكاتا، الضوء على دور الباحثين والأساتذة في ترويج اللغة العربية ونشرها عبر العالم. والعربية هي من أقدم اللغات السامية الفصحى التي تحتضن الحضارات والثقافات والآداب، من أمثال الحضارات السومرية، والأكادية، والمصرية، والخطوط العربية، ومن معالم عالَمية اللغة العربية أنها عالمية منذ نشأتها.
كما عالج الباحثان من قسم اللغة العربية بالجامعة؛ أحمد رضا، وشاكر حسين، أهمية اللغة العربية من الجوانب الدينية والوظيفية والتاريخية والثقافية والأدبية حاضرًا ومستقبلاً.
اقرأ أيضًا: البيان المشترك: الزيارة الرسمية لرئيس الوزرءا مودي، إلى الكويت في الفترة 21-22 ديسمبر 2024م
شهدت الاحتفالية مشاركة عدد كبير من أساتذة اللغة العربية وطلابها والمهتمين بها من مختلف الدوائر الحكومية والخاصة، وعلى رأسهم الدكتور محمد أنظر الندوي من جامعة إفلو بحيدرآباد، والدكتور رئيس الدين من غواهاتي، والدكتور ثمامة فيصل من جامعة مولانا آزاد الوطنية الأردية-حرم لكناؤ، والدكتور محمود عبد الرب مرزا من جامعة الله آباد، والدكتور شميم النظامي من جامعة بوردوان بغرب البنغال، والدكتور مغيث أحمد والآخرو. ووصلت الاحتفالية إلى نهاية المطاف على كلمة شكر وتقدير ألقاها الدكتور محمد ريحان، أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية بجامعة بنارس الهندوسية.