ثاقب سليم
إذا أخبرتكم أن درغا (ضريح) خواجة معين الدين الجشتي في أجمير بولاية راجستهان، قد أدّى دورًا في الحرب ضد الصين عندما تعرضت الهند لغزو الصين عام 1962م، فهل ستصدقون ذلك؟
في شهر أكتوبر عام 1962م، غزا الجيش الصيني الهند التي كانت نالت حريتها قبل 5 سنوات فقط. تختبر مثل هذه الأزمات الوطنية طابع دولة. توحدت جهود الهنود من كافة المعتقدات والطوائف والأعراق لمحاربة العدو العظيم.
بعد 200 عام من الاستعمار البريطاني، كان الاقتصاد الهندي في حالة من الاضطراب عندما غادر الحكام الاستعماريون في عام 1947م. وعندما غزت الصين، لم تكن الهند اقتصادًا كبيرًا كما هو الآن. وناشد رئيس الوزراء جواهر لال نهرو أبناء بلاده بالتبرع بالذهب والمال لصندوق الدفاع.
واستجابة لنداء رئيس الوزراء، فتح درغا في أجمير خزائنه لقوات الدفاع في البلاد. واعتقدت لجنة ضريح خواجة معين الدين الجشتي بأن الخدمة الوطنية تأتي قبل أي خدمة أخرى.
فقامت اللجنة بتسليم 2 كيلوجرام من الذهب إلى الوزير المركزي للري والطاقة، خلال اجتماع عُقد بجوار درغا. كما أعلنت اللجنة عن إقامة صلاة خاصة كل يوم لانتصار الجيش الهندي.
وكان المتولي الذي سلّم الذهب إلى الوزير هو علي محمد شاه. ارتقى ابنه الأكبر ضمير الدين شاه ليصبح نائب رئيس أركان الجيش الهندي، وأما ابنه الآخر نصير الدين شاه فهو ممثل سينمائي شهير لأفلام بوليوود.
فإن هذا الحدث دليل على حقيقة أن اتباع المسلمين الهنود للإسلام وخدمة البلاد ليسا أمرين متناقضين.