نويد قيصر شاه: رامبور
تعتبر مكتبة ومتحف رضا برامبور من أشهر المكتبات في العالم. وتوجد حوالي 17 ألف مخطوطة، و60 ألف كتاب مطبوع نادر بمختلف اللغات المحلية والأجنبية. وتضم الآلافَ من صور السلاطين، وخاصة الصور المغولية، والآلاف من نماذج الخط النادرة.
كما تضم المكتبة كتبًا يمكن أن تشكّل علامة فارقة في تعزيز العلاقات بين الهند والدول الأخرى. وفي ضوء ذلك، قدّم رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي نسخة طبق الأصل من المخطوطات الموجودة في مكتبة رضا، مثل القرآن الكريم الذي يقال عنه إن الإمام علي كرم الله وجهه كتبه بخط يده، ونسخة طبق الأصل لكتاب فالميكي رامايان باللغة الفارسية، إلى الرئيس ورئيس الوزراء الإيراني خلال زيارته لإيران.
ويعد جامع التواريخ نسخة مصورة نادرة من التاريخ المنغولي والتي قدمها أيضًا رئيس وزراء الهند إلى نظيره المنغولي خلال زيارته إلى منغوليا. ويأتي إلى المكتبة الباحثون من العديد من البلدان، خاصة أوروبا وأمريكا وأستراليا، ومن الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية وإيران والعراق ومصر، بالإضافة إلى إنجلترا وألمانيا والصين واليابان وغيرها، لإجراء الأبحاث.
كما يقوم سفراء العديد من الدول بزيارة المكتبة من وقت لآخر. وتعد مكتبة رضا برامبور من الأصول الهندية التي يمكن أن تؤدي دورًا استراتيجيًا في السياسة الخارجية الهندية، ويجب استخدامها بشكل أكثر فعالية. وينبغي لحكومة الهند أن تضع سياسة متسقة وفعالة لتحقيق ذلك.
ولا يبدو أن الطريقة التي يتم بها عرض المخطوطات والمطبوعات النادرة للقرآن الكريم في مكتبة رضا برامبور تحظى بتغطية إعلامية محلية وأجنبية حسب أهميتها. ومن خلال هذا، يمكن التعريف بمجموعة نادرة من أعز الكتب العربية في العالم العربي نفسه.
ويمكن لفت انتباههم إلى هذا الأمر أيضًا، في حين أن النسخ النادرة من القرآن الكريم المحفوظة في هذا المعرض قد لا تُرى في الدول العربية نفسها. ويبدو أن بلدنا لديه حصة أفضل من المجموعة المتعلقة بهم. ولذلك، سيكون من المناسب دعوة كبار المسؤولين أو الرؤساء وغيرهم للدولة التي ستُعرض الكتب المتعلقة بها، بحيث يمكن الحصول على التعاون في تحقيق التنمية وتعزيز العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين البلدين.
وتأسست مكتبة رضا قبل 250 عامًا على يد نواب فيض الله خان جنبًا إلى جنب مع تأسيس ولاية رامبور. وحتى بعد استقلال الهند، ظل هذا الجانب يعاني من فجوة كبيرة بسبب الافتقار إلى الاهتمام الكافي.
والمكتبة ليست مجرد مجموعة من الكتب، وإنها تقع في مبنى يعد في حد ذاته مثالًا رائعًا للطراز المعماري الهندو-أوروبي الجميل. وإذا طلبنا من شخص ما لأول مرة رؤية مكتبة رضا، فإن الانطباع الأول للزائر سيكون شيئًا غريبًا. والمكتبة هي مجرد مكان لقراءة الكتب، ولكن عندما يراها يدرك أنها وجهة سياحية رائعة.
ولقد تم عرض العديد من النسخ النادرة من القرآن الكريم المكتوب بخط اليد للجمهور. كما يمكن رؤية المصحف الشريف المكتوب على الجلد من القرن السابع الميلادي والذي كتبه الإمام علي، بالإضافة إلى النسخة التي كتبها موسى كاظم والنسخة النادرة من القرآن الكريم التي كتبها الإمام جعفر الصادق. وإنه لمن دواعي الفخر أن يوجد هنا القرآن الكريم المكتوب بخط يد ابن مقلة الذي اخترع كتابة العربية بخط النسخ.
وتم تنظيم معرض النسخ النادرة من القرآن الكريم على شكل مخطوطات ومطبوعات على الجلد والقماش والنحاس والورق المصنوع يدويًا كما ينظَّم كل عام في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، والذي افتتحه مدير مكتبة رضا برامبور المعين حديثًا الدكتور بوشكار ميشرا. وتوجد في هذه المكتبة 500 نسخة من القرآن الكريم.