أيمن دراوشة: الدوحة
في قطر، يأتي شهر رمضان بطقوس مميزة ومليئة بالروحانية والتراث، حيث تبدأ الفعاليات الرمضانية في البلاد مع دخول الشهر الكريم، والتحضير المسبق لهذا الشهر الكريم، وفي هذا الشهر المبارك تزخر العديد من المنتديات والنوادي الثقافية والاجتماعية بالعديد من النشاطات الدينية والاجتماعية والثقافية التي تعكس تراث البلاد وثقافتها الإسلامية، وتُقام مسابقات وفعاليات ترفيهية خاصة بالأطفال والشباب خلال الليالي الرمضانية.
وتشهد شوارع وأسواق قطر في كل مدنها حيوية خاصة خلال شهر رمضان، حيث يتوافد الناس إلى شراء المواد الغذائية اللازمة لتحضير وجبات الإفطار والسحور، وتُقام الصلوات الجماعية في المساجد بشكل يومي، خاصة صلاة التراويح، وتُنظم العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية للمجتمع المحلي. كما تتزين الشوارع والمباني وبيوت المواطنين والمقيمين بالإضاءات والزينة الرمضانية، مما يضفي جوًا احتفاليًا وروحانيًا على المدينة.
وتُعد العائلة والمجتمع والتسوق وصلة الأرحام والصداقة أَساسًا مهمًا في الطقوس الرمضانية في قطر، حيث يجتمع الأهل والأقارب والأصدقاء لتناول وجبات الإفطار والسحور معًا، مما يعزّز روح الوحدة والترابط الاجتماعي. كما يُعد العطاء والتسامح وأعمال الخير جزءًا أساسيًا من هذا الشهر الكريم، حيث تُشجِّع المؤسسات الخيرية على إعطاء الصدقات ومساعدة المحتاجين.
وإضافة إلى ذلك، تتزين الأسواق القطرية بمجموعة متنوعة من الأطعمة الشعبية التي توارثوها عن الأجيال السابقة "كالثريد والهريس والمجبوس والساقو والسمبوسة والبلاليط والمضروبة" التي تتزين بها المائدة القطرية بشكل يومي، حيث لا تخلو أي مائدة قطرية من هذه الأطعمة الشهية...، وأمَّا الحلويات التقليدية التي تعكس تراث البلاد، فنذكر منها اللقيمات وأم علي والتمر والبسبوسة والمهلبية والقطايف وغيرها.
اقرأ أيضًا: شهر رمضان لهذا العام ومدينة الأساور فِيروز آباد
ولا يقتصر الاحتفال برمضان في قطر على المسلمين فحسب، بل تشهد الدولة مشاركة واسعة من المجتمعات الأخرى سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، مما يعزّز روح التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والأديان في البلاد.