إحسان فاضلي/كشمير
عُرض كتاب "راجاتارنجيني" (الذي يعني نهر الملوك)، وهو المخطوطة السنسكريتية التي كتبها كالهانا ملك كشمير، بين عامي 1148 و1150م، وهو أقدم كتاب عن تاريخ كشمير، في المعرض الذي استمر لمدة أسبوع والذي أقيم في مجمع شيرغاري للفنون في سريناغار. وقد حظي هذا الكتاب والمجموعة الأخرى من المخطوطات النادرة المكتوبة بست لغات باهتمام خاص من الطلاب والباحثين وعشاق التراث.
وتم تنظيم المعرض بمناسبة أسبوع التراث العالمي.
ويُعد "راجاتارنجيني" لكالهانا أشهر قصيدة تاريخية تسجل أقدم وأشمل تاريخ لملوك كشمير الأسطوريين، كما يقدم وصفًا لملوك كشمير في الفترات التاريخية. ويتألف الكتاب من ثمانية فصول ويستند إلى مصادر سابقة، أبرزها "نيلاماتا بورانا".
وتم تنظيم المعرض، الذي أتاح للشباب، وخاصة الطلاب، فرصة للتعرف على التراث الثقافي والأدبي الغني للمنطقة، من قبل دائرة الأرشيف والآثار والمتاحف في جامو وكشمير. وخلال الاحتفالات التي استمرت أسبوعًا، تم تنظيم برامج ثقافية بالتعاون مع أكاديمية الفنون والثقافة واللغات في جامو وكشمير، ودائرة التعليم المدرسي، ومركز إنديرا غاندي الوطني للفنون.
وقال مشتاق أحمد بيغ، نائب مدير إدارة الأرشيف والآثار والمتاحف في كشمير، لموقع "أواز دي وايس": "تمتلك الإدارة مخطوطات ووثائق نادرة. كما لدينا نسخة من كتاب راجاتارانجني باللغة السنسكريتية، والتي تُعرض لأول مرة".
وأضاف أن هناك أيضًا نسخًا من تقارير التعداد الأصلية التي تعود إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر وعام 1911م، والتي تم عرضها في المعرض، مؤكدًا أن السجلات الأرشيفية غنية ومفيدة للباحثين الأكاديميين. وأشار إلى أن هذه الوثائق توفر فائدة كبيرة لطلاب المدارس والكليات الذين تمكنوا من الاطلاع عليها، بينما يستطيع الباحثون الوصول إلى الملفات الأصلية.
وتابع مشتاق أحمد بيغ أن الوثائق المتعلقة بالجريدة الرسمية خلال حكم الدوغرا، بما في ذلك إطلاق بنك جامو وكشمير الذي تأسس في الأول من أكتوبر عام 1938م خلال حكم المهاراجا هاري سينغ، كانت أيضًا ضمن المحفوظات.
وقال سامون إن أعمال الخط المختلفة تم عرضها أيضًا، مضيفًا أن ورق الكتابة المصنع محليًا في كشمير كان ضمن المعروضات. وأوضح أن الورق المتين الذي تم تصنيعه في مطبعة بمنطقة نوشيرا في سريناغار يُعتبر على الأرجح من أكثر أنواع الورق "متانة".
وقال فيجاي كومار بيدوري، المفوض الإقليمي لكشمير، الذي أشاد بجهود الدائرة في الحفاظ على التراث الثمين للمنطقة والترويج له: "المخطوطات والكتب النادرة هي نوافذ على الماضي".
وتم تنظيم جولة تراثية من مجمع شيرغري إلى متحف شري براتاب سينغ في سريناغار. وقد انطلقت الجولة، التي أطلقها المفوض الإقليمي، بمشاركة حماسية من عشاق التراث والباحثين والطلاب من مختلف المدارس، احتفاءً بالمعالم التاريخية لسريناغار والنسيج الثقافي الغني للمدينة.
وألقى المؤرخ والشاعر ظريف أحمد ظريف محاضرة حول أهمية الثقافة والوئام خلال فعاليات الأسبوع. وسلّط ظريف الضوء على أهمية أسبوع التراث العالمي وأهمية الحفاظ على التراث للأجيال القادمة.
وأضاف أن الاحتفالات بأسبوع التراث تساعدنا في دراسة تاريخنا وتقاليدنا، وتمكننا من تعزيز الوعي بأهمية التراث.
اقرأ أيضًا: رسالة من مواطنين بارزين تناشد رئيسَ الوزراء مودي بضمان حماية المساجد والأضرحة في البلاد
وأعلن فيجاي كومار بيدوري، المفوض الإقليمي لكشمير، أن الحكومة بدأت مبادرة لإحياء 75 موقعًا تراثيًا بهدف الحفاظ عليها وصونها. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة للحفاظ على التراث الثقافي الغني للمنطقة وتعزيزه.