إحسان فاضلي: سريناغار
في خطوة مهمة، قرّر مجلس الوقف بجامو وكشمير التواصل مع هيئة المسح الأثري الهندية للحصول على إذن بتنفيذ أعمال الترميم في مسجد باثار، الذي يبلغ عمره أربعة قرون في وسط مدينة سريناغار.
هذا ما كشفته رئيسة مجلس الوقف بجامو وكشمير الدكتورة دَرَخْشَان أندرابي خلال زيارتها للمسجد الذي يتمتع بتاريخ غني، ومع ذلك فقد عانى من فترة طويلة من الإهمال. وتم بناء هذا المسجد من قبل الملكة المغولية نور جهان، وهو مبني من الحجر الجيري الرمادي المتوفر محليًا ومن هنا سُمِّي بـ"مسجد باثار". ويعد المسجد معلمًا تاريخيًا محميًا ويتم الاعتناء به من قبل مجلس الوقف بجامو وكشمير.
قالت السيدة أندرابي: "سنتناول اقتراح ترميم هذا المسجد التاريخي مع هيئة المسح الأثري الهندية قريبًا. ولا يزال هذا المعلم التاريخي مركزًا للصلا.ة وأهنئ السكان المحليين بالاهتمام بهذا الموقع المحمي وإبقائه أنيقًا ونظيفًا. وآمل أن تسمح هيئة المسح الأثري الهندية بترميم الموقع عندما نتناول الاقتراح معها".
وإن مسجد باثار ليس هيكلًا عظيمًا مثل المساجد الأخرى. ولقد ظل غير مستعمَل لفترات طويلة، وفي آخر إحياء له كان الشيخ محمد عبد الله هو الذي بدأ زيارته خلال انتفاضة عام 1931م ضد النظام الملكي لأداء الصلاة.
ولقد أجرت السيدة أندرابي مداولات مع ممثلي المجتمع المحلي حول المرافق المتاحة لأولئك الذين يؤدون صلواتهم في المسجد، وكذلك حول احتياجات الترميم الأساسية حتى يظل هذا الموقع التاريخي آمنًا.
ويقع مسجد باثار في وسط مدينة سريناغار على الضفة اليسرى لنهر جيلوم مقابل خانقاه معَلَّى. وتم افتتاحه عام 1395 تخليدًا لذكرى الولي الصوفي مير سيد علي همداني، المعروف باسم شاه همدان، وهو داعية إيراني نشر الإسلام في كشمير.
وتم بناء مسجد باثار بالحجر الرمادي المتوفر محليًا بدلاً من الخشب والطوب كما هو تقليدي في سريناغار من قبل نور جهان، زوجة الإمبراطور المغولي جهانغير في عام 1623م. ويحتوي هذا المسجد الفريد في كشمير على تسعة أقواس، بما في ذلك رواق كبير مقوس في المنتصف. كما أنه لا يحتوي على سطح هرمي الشكل تقليدي. وتم إعلان أن المسجد غير صالح للصلاة بعد وقت قصير من اكتماله، وتم استخدامه لأغراض غير دينية، ولكن تم تحويله لاحقًا إلى مسجد في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي. ويستمر أداء الصلوات الخمس وصلاة الجمعة في المسجد.
كما قامت رئيسة مجلس الوقف بزيارة العديد من أماكن العبادة والممتلكات التابعة للمجلس في جميع أنحاء جامو وكشمير لتقييم الترتيبات وصيانة هذه الممتلكات. والتقت بالعديد من الدعاة الدينيين ورجال الدين والمرتبطين بالمجلس في هذه الأماكن لتقييم الترتيبات والمتطلبات اللازمة لترقية المرافق الخاصة بالمصلين.
اقرأ أيضًا: مكتبة رضا برامبور تضم عددًا كبيرًا من المخطوطات والكتب المطبوعة النادرة
ووسط هذه الزيارات والتفاعلات، ألقت الدكتورة أندرابي كلمة في مؤتمر الأئمة والخطباء في سريناغار يوم الإثنين، والذي شارك فيه جميع الأئمة والخطباء لمجلس الوقف. ودار خلال اللقاء نقاش حول نشر الفكر الصوفي، وأبدى فيه الدعاة آراءهم حول مسؤولية الأئمة والخطباء تجاه الصحوة الاجتماعية المتعلقة بمخاطر تعاطي المخدرات، وأهمية السلام والوئام في المجتمع.
وبهذه المناسبة، أشارت الدكتورة أندرابي، التي تولت منصب رئيس مجلس الوقف قبل عامين، إلى أن مسؤولية الدعاة هي نقل الرسائل المتعلقة بالقيم الأخلاقية والقيم الاجتماعية إلى الجيل الجديد في مجتمعنا.