حيدرآباد
تنبض مدينة حيدر آباد بالحياة والطاقة خلال شهر رمضان المبارك، خاصة بعد غروب الشمس؛ عندما يفطر المسلمون صيامهم. وتشهد الليالي طوال الشهر الفضيل أنشطة فريدة وتجارب حصرية لسكان المدينة وزوارها.
ويندهش الوافدون الجدد إلى هذه المدينة من الاحتفالات الثقافية، والمغامرات المثيرة في الهواء الطلق، وعروض البيع بالتجزئة المغرية في مراكز التسوق والمحلات التجارية، والأطعمة اللذيذة والأطباق الشهية المتنوعة التي تملأ الهواء برائحتها.
ويوجد هناك الكثير الذي يمكن أن يقوم به أحد في المدينة خلال هذا الشهر. فبإمكان عشاق الطعام الاستمتاع بالمأكولات اللذيذة في المطاعم أو الأكشاك على جانبي الشارع؛ وكذلك بإمكانهم المشاركة في الاحتفالات والمناسبات المجتمعية الخاصة، واستكشاف مشهد التسوق المثير للإعجاب في المدينة.
وتنبض المناطق مثل "تشار مينار" و"تُولي تَشوكي" و"باركاس" بالحياة، حيث يتجمع الآلاف من الصائمين في المتاجر لشراء الفواكه والعطور والبخور والملابس خلال وقت الإفطار. ويمكن رؤية المزاج الاحتفالي للمدينة بشكل واضح في المنطقة المحيطة بتشار مينار في المدينة القديمة على وجه الخصوص، والتي تعد مركزًا للمتسوقين وجنةً لعشاق الطعام. وإن حفلات الإفطار الجماعي في المدينة تحسن المأكولات الراقية التي تدعم النكهات المحلية وكذلك النكهات المدمجة التي تشتهر بها مدينة حيدر آباد.
فمن تجارب تناول الطعام الخاصة إلى أفضل بوفيهات الإفطار والمطاعم في حيدر آباد، لن تكتمل قائمة الطعام الخاصة بأحد دون التجارب المطبخية التي يجب تجربتها. ومع سماح الحكومة بفتح المحلات التجارية على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، يتدفق عشاق الطعام طوال الليل في المدينة القديمة.
وفي المشهيات، تعد وجبة "الحليم" من أهم الأطباق اللذيذة والشهية -هي عنصر أساسي لوجبة الإفطار في حيدر آباد- حيث يقدّم العديد من الباعة المتجولين والمطاعم هذا الطبق الشهي خلال الشهر.
وتشمل الأطباق الشعبية الأخرى "السمبوسة" و"داهي وادا" و"الباكورا" والتمر...
وفي العديد من المناطق، يمكن سماع القوالي بصوت نُصرت فتح علي خان وعدنان سامي الجميل وحتى الفنانين المحليين من مكبرات الصوت. ولكن الميزة الأكثر لفتًا للانتباه هي رائحة الأطعمة المعروضة في الشوارع التي تنبعث في الهواء عند الإفطار في شهر رمضان.
وعلى بُعد ياردات قليلة من مكان "مَحبوب كي مهندي"، وهو حي سيئ السمعة حتى قبل عقود قليلة مضت بسبب وجود عدد لا يحصى من المحظيات، أصبح الآن مركزًا لأكشاك الطعام التي تستقبلك على جانبي الشارع بالقرب من حُسيني عالَم.
والمنظر البهيج يخطف أنفاسك عندما ترى الناس من جميع أنحاء المدينة يتجمعون في المنطقة لتذوق أشهى المأكولات والمشروبات ومحطات الطهي الحية المتنوعة.
وتَطبخ ألواح من الحجر شرائح طرية من لحم الضأن "باثار كا غُوشت" (وهو ما يعني اللحم المطبوخ على الحجر). وتقدِّم المتاجر اللحومَ الطرية لإسعاد عشاق الطعام وإشباعهم. كما يوجد هناك برياني كباب اللحم، والمندي العربي، والوجبات الخفيفة، والحلويات، فيمكنك الاختيار من بين هذه الأطباق الشهية. ويمكنك احتساء كوب من القهوة. وتُعرف القهوة أيضًا باسم "القهوة العربية"، وهي تتحول ببطء إلى وجبة ما بعد الإفطار في المدينة القديمة.
وتتوفر القهوة في العديد من المناطق بما فيها باركاس، ويتم تقديم هذا المشروب إلى حد كبير من قبل سكان حيدر آباد الذين يعود نسبهم إلى اليمنيين في حضرموت.
وفي وقت متأخر من الليل، يبدأ العمال في ترتيب الطاولات والكراسي في معظم أنحاء المدينة القديمة والمطاعم حيث إنهم يستعدون لتقديم وجبات السحور. وبعد فترة وجيزة تمتلئ المقاعد مع وصول الحشود لتناول وجبة السحور. وتقدِّم العديد من المطاعم في حيدر آباد قوائم وأطباق السحور الخاصة. وهذه الأطباق كبيرة بما يكفي لأربعة أشخاص على الأقل، وتقدِّم أطباق حيدر آباد التقليدية.
وعلى الرغم من أن الكثيرين يفضّلون تناول وجبة السحور داخل المنزل بدلاً من خارجه، فإن هناك شعبية متزايدة بين النخبة، أو مع ساعات العمل المتأخرة، للبحث عن وجبة مريحة خلال شهر رمضان دون الحاجة إلى بذل جهد في الطهي في الساعات الأولى. ويبدأ تقديم وجبات السحور عادةً عند الساعة الواحدة والنصف ويستمر حتى الفجر.