عارف الإسلام/غواهاتي
يجد الناس الذين يسافرون عبر الطريق السريع الوطني-15، قرب قرية ماراي في منطقة دارانج شمال ولاية آسام، ضريحًا يحظى بإخلاص وتبجيل كل من المسلمين والهندوس.
وهذا هو ضريح البابا باغَا الذي يزوره الناس من جميع الأديان، ويحظى بشعبية خاصة بين المسافرين الذين يمرون عبر الطريق السريع الوطني-15. وتتوقف هنا الشاحنات والحافلات التي تأتي من أماكن بعيدة من أجل الدعاء والصلوات وتقديم التبرعات. وتتوقف هنا جميع حافلات الركاب وشاحنات البضائع إذ توفِّر إدارة الضريح مياه الشرب للمسافرين والمارين.
وجاء البابا باغَا واسمه عبد الخالق، إلى ولاية آسام في عام 1916م من منطقة سيلهيت (الآن في بنغلاديش). وفي البداية، عاش في جوج وساتسالي وبادالغوري واستقر أخيرًا في قرية ماراي في سيباجار عام 1919م.
ومن هناك أطلق مهمته لنشر الإسلام في منطقة دارانج. وانضم رجل الدين الصوفي أيضًا إلى حركة استقلال الهند، وتم سجنه أيضًا.
وتُوفي البابا باغَا في عام 1933م، فقام السكان المحليون بإقامة ضريح على قبره.
وقال حافظ علي، الأمين العام لإدارة ضريح البابا باغا لـ "آواز دي وايس": "لقد أشعل رجل الدين شعلة الإسلام هنا. وإلى جانب نشر الدين، نشر أيضًا رسالة السلام والوئام والأخوة. ويعتقد الجميع بأن البابا باغا هو من أولياء الله. ويأتي الهندوس والمسلمون على حد سواء إلى هذا الضريح من أجل الدعاء.
وأضاف "في الوقت الحاضر، الناس من جميع أنحاء ولاية آسام والهند الذين يسافرون عبر هذا الطريق السريع يتبرعون في هذا الضريح. وتوجد بالقرية اليوم تسعة مساجد. وقد زاد تدفق الناس والزوّار للضريح على مر السنين. وقد ساهم الهندوس والمسلمون في ذلك على حد سواء.
وبدأت أعمال بناء المَزار من قبل الرئيس السابق جيبان بروة. ولا يزال هناك العديد من غير المسلمين، مثل بوميدار ساهاريا، وهيمانشو كاليتا، وغيرهما، في لجنة إدارة المزار".
ويستضيف الضريح "العُرس" كل يوم خميس من الأسبوع. وبالإضافة إلى ذلك، يُقام مهرجان "العُرس" كل عام في أواخر شهر يناير، وهو بمناسبة إحياء ذكرى وفاة البابا باغا، ويشارك الناس من مختلف أنحاء الهند في مهرجان "العرس".
ومن الجدير بالذكر أن ضريح البابا باغا قد لعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الوحدة والانسجام بين الهندوس والمسلمين في منطقة دارانج بأكملها وكذلك في المناطق المجاورة لها.