الشهر الفضيل في أعظم كراه

10-04-2024  آخر تحديث   | 10-04-2024 نشر في   |  M Alam      بواسطة | آواز دي وايس 
منظر الأسواق بمناسبة عيد الفطر
منظر الأسواق بمناسبة عيد الفطر

 

د. سميه رياض الفلاحي

تختلف عادات شهر رمضان من مكان إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، ولكل واحد منها طابعه الخاص الذي يميزه وفقًا لمفهوم ثقافة المكان التي تتوارثها الأجيال.

تتمتع مديرية أعظم كراه بشهرة واسعة، وهي تقع في ولاية أترابراديش وهي ولاية من ولايات الهند، التي تتوسط بين نهرَي غنغا وكاكرا. ولقد عمرت هذه المديرية عام ١٦٦٥ بيد الملك أعظم خان ابن الملك بكرما جيت. وتمتاز هذه المديرية تهذيبًا وثقافة وعلمًا وتعلمًا، ونرى كل عام مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك أن أهلها يتبادرون إلى تقديم الصدقات والخيرات وتعزيز الأخوة والمواساة.

وجاء الشهر الفضيل هذه السنة تزامنا مع مهرجان هولي (عيد الألوان) الهندوسي الذي يرمز إلى انتصار الخير على الشر، والبهجة على الحزن، والحب على الكراهية. فالأسواق مزدحمة بالنساء من كل ديانة هندية. فهن يخرجن لشراء الأثاث والملابس و الأشياء للزينة بكل فرحة وسرور. والتجار وأصحاب الدكاكين يرحبون بهن بقلب واسع. وعندما تدخلون المدينة وخاصة شارع حي "تكية" يمكنكم رؤية أكاليل الملابس الملونة والأساور الجذابة في الدكاكين وعلى عربات الركشة وما إليها، وتجدون الأسواق مفتوحة من الصباح الباكر حتى آخر المساء في هذه المنطقة.

وعندما تدخلون ذلك السوق تجدون أهلها يعرضون الأشياء بانخفاض كبير بمناسبة حلول الأعياد والمهرجانات، بينما يبتغي بعضهم النفع الكبير ويعتقدون بأن هذا الشهر شهر التجارة النافعة فيرفعون الأسعار بشكل كبير.

وإن أسواق أعظم كراه مليئة ومزدحمة خاصة حي "تكية" تتوافد عليها النساء المسلمات لشراء الملابس الجديدة والأدوات الفاخرة لأطفالهن بأسعار معقولة. وترغب بعضهن في شراء الملابس والأساور بمناسبة عيد الفطر لتقديم الهدايا لأعضاء عائلاتهن  وخادماتهن في بيوتهن وصديقاتهن غير المسلمات. كما تهتم بعض النساء من الديانة الهندوسية بصيام الشهر الفضيل وارتداء الملابس الجديدة لكي يشاركن  في الاحتفال بعيد الفطر مع صديقاتهن المسلمات.

كما يمكن رؤية المناظر الخلابة عند وقت الإفطار في حي "تكية" إذ يسابق المسلمون إلى إقامة حفل الإفطار الجماعي، فيما يساعد غير المسلمين على تحضير وجبة الإفطار. وترسل العديد من العائلات في المنطقة وجبة الإفطار إلى جيرانهن الهندوس.

ويتبادل سكان المنطقة التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الفطر مع بعضهم البعض، ويزور الإخوان الهندوس إخوانهم المسلمين في منازلهم ويتناولون الأطباق الشهية والحلويات التي يتم إعدادها بمناسبة عيد الفطر مثل "سواي" و"الأرز الحلو" و"البرياني"... كما يتبادلون الهدايا فيما بينهم، وهذا ما يدل على التعاون والتعاطف والوئام المجتمعي الذي يتمتع به سكان المنطقة بغض النظر عن دياناتهم وثقافاتهم.