التقليد العريق للمسحراتي في كشمير: مزيج من العبادة والتراث الثقافي

10-03-2025  آخر تحديث   | 10-03-2025 نشر في   |  M Alam      بواسطة | آواز دي وايس 
التقليد العريق للمسحراتي في كشمير: مزيج من العبادة والتراث الثقافي
التقليد العريق للمسحراتي في كشمير: مزيج من العبادة والتراث الثقافي

 

جامو وكشمير

يُعد تقليد "المسحراتي" من أقدم العادات الرمضانية المتوارثة في كشمير، حيث يؤدي دورًا مهمًا في إيقاظ الصائمين وقت السحور. هذا التقليد الفريد لا يزال حيًا في العديد من مناطق كشمير، رغم التطور التكنولوجي واعتماد الناس على المنبهات والهواتف المحمولة.

ويعود هذا التقليد إلى عقود عديدة، حيث كان المسحراتيون يتجولون في الأزقة والطرقات حاملين الطبول، يرددون الأناشيد والأدعية لإيقاظ الناس للسحور. وكان لهذه العادة بعدٌ اجتماعي أيضًا، إذ لم يكن المسلمون وحدهم من يشاركون فيها، بل كان الهندوس في الماضي يساهمون في هذا التقليد، مما يعكس روح التعايش والأخوة التي سادت المنطقة عبر العصور.

ورغم تغير نمط الحياة واعتماد الكثيرين على الأجهزة الحديثة في تحديد أوقات السحور، لا يزال المسحراتيون في كشمير يحافظون على هذا الإرث الثقافي والديني، متنقلين بين الأحياء ليوقظوا الصائمين. ويقول أحد الطبالين التقليديين في بهادرواه:

"لقد ورثنا هذا التقليد عن أجدادنا، ونحن مستمرون فيه منذ 30-35 عامًا. صحيح أن الوسائل الحديثة متاحة الآن، ولكن الكثيرين لا يزالون يشعرون بأن طقوس رمضان غير مكتملة بدون 'المسحراتي'".

عادةً، يتولى هذه المهمة مجموعة صغيرة من الأشخاص، حيث يقومون بقرع الطبول، وترديد الأدعية، وأحيانًا ينشدون أبياتًا دينية لخلق أجواء روحانية خاصة تعزز من مشاعر الألفة بين السكان.

اقرأ أيضًا: رمضان كريم في الهند: فرح، وتقوى، وتقاليد فريدة

ويُعتبر المسحراتي في كشمير رمزًا لترابط المجتمع، إذ يعزز من روح الأخوة، ويضفي على ليالي رمضان طابعًا خاصًا، مما يجعل هذا الشهر المبارك ليس فقط وقتًا للعبادة، بل أيضًا مناسبة لتعزيز القيم الثقافية والتقاليد العريقة.