يحل شهر رمضان المبارك بأجوائه الروحانية ونفحاته الإيمانية، فهو شهر الصيام الذي يغرس فينا الصبر ويذكرنا بقيمة النعم التي ننعم بها يوميًا. وفيه تصبح مائدة الإفطار أكثر من مجرد طعام، بل لحظة تجمع بين الشكر والانتماء.
ويحرص الجميع في هذه المناسبة على إحياء التقاليد من خلال الأطباق الشعبية القطرية التي توارثوها عبر الأجيال. فالثريد، والهريس، والبرياني، والمجبوس، واللقيمات ليست مجرد وجبات تزين موائد رمضان، بل هي جزء من ذاكرة الشهر الفضيل، تحمل في مذاقها دفء الماضي.
وفي هذا الصدد، أوضحت السيدة بثينة سلمان وهي مختصة في الطبخ الشعبيأن البيوت والمطاعم في الشهر الفضيل تزخر بالأكلات المميزة التي تعكس ثقافة الشعب القطري.
وقالت إن الثريد من الأكلات الشعبية في قطر وفي دول الخليج بصورة عامة، وهو من الأكلات المفيدة والمغذية والتي تمتاز بالعديد من الفوائد الغذائية المتعددة، إضافة للفيتامينات والمعادن المهمة عند إضافة الخضراوات للثريد.
وأضافت أن المطبخ ليس طبقا وطعاما فحسب، وإنما هو موروث اجتماعي يزخر بالتجارب الحياتية المستلهمة من الماضي، وخصوصًا عندما يقترن بشهر رمضان الفضيل، حيث يكون الثريد والهريس من أشهر الأطباق على المائدة القطرية في هذا الشهر.
وأوضحت أن طبق الثريد يتكون من الخبز ومرق اللحم أو الدجاج وبعض أصناف الخضراوات المفضلة وحسب الرغبة: مثل البطاطا أو الكوسا أو الباذنجان، ويتم إعداد طبق الثريد من خلال تقطيع الخبز إلى قطع صغيرة ثم يتم وضع الخبز المقطع في مرق الدجاج أو اللحم، ويتم وضع اللحم أو الدجاج عليه وإضافة الخضراوات التي تم اختيارها.
والثريد من الأطباق التي عادة ما تكون موجودة في موائد الإفطار بشكل يومي خلال شهر رمضان المبارك.
وتابعت قائلة: إن الأكلات الشعبية في قطر تتميز بتنوع النكهات فيها، ما يجعلها قادرة على تلبية مختلف الأذواق، إضافة إلى استخدام التوابل المميزة، مما يمنح كل طبق النكهة الخاصة به.
ومن جهتها، قالت السيدة أم فهد، وهي صاحبة مشروع لطبخ الأكلات الشعبية، إن الثريد والهريس يتصدران قائمة موائد الإفطار في شهر رمضان، إذ تحرص العائلات القطرية على الحفاظ عليها طوال أيام الشهر الفضيل.
وأوضحت أنه أيضًا هناك أصناف عديدة من أشهر الأكلات الشعبية القطرية تتمثل في البرياني والمجبوس واللقيمات والخنفروش والمضروبة والساقو والبلاليط والمرقوقة وغيرها.
وأشارت أم فهد إلى زيادة الإقبال على تناول الأكلات الشعبية، حيث يتضاعف الطلب على هذه الأصناف في شهر رمضان المبارك.
وقالت إن الهريس يتكون بشكل أساسي من حبوب القمح يضاف له قطع من اللحم أو الدجاج في بعض الأحيان حسب الطلب، ويضاف إليه كذلك مقدار من السمن.
اقرأ أيضًا: رمضان كريم في الهند: فرح، وتقوى، وتقاليد فريدة
وأضافت أن طبق الهريس من الأطباق الشعبية المميزة، والرئيسة في موائد البيوت، وخصوصًا في شهر رمضان المبارك، فهو من الأكلات التي لا بد من وجودها على الموائد الرمضانية عند وجبة الإفطار، إضافة إلى الحلويات التي لا تغيب عن المائدة القطرية الرمضانية مثل "اللقيمات"، التي تصنع من الحليب والهيل والسمن والزعفران والعجين، و"الخنفروش" الذي يحضر من مكونات بسيطة، من أهمها الطحين والبيض، وتضاف إليه النكهات المختلفة. (قنا)