تبريز أحمد/ نيودلهي
نظم المركز الثقافي الهندي العربي في الجامعة الملية الإسلامية، بالتعاون مع سفارة سلطنة عمان في الهند، ندوة نقاشية بعنوان "العلاقات التاريخية بين الهند وعُمان"، وذلك يوم 18 فبراير 2025م في مبنى ابن خلدون بالجامعة.
ترأس الندوة أشوك كمار أتري، السفير الهندي السابق لدى عُمان، وحضرها عدد من الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية البارزة، من بينهم برشانت بيس، نائب المدير العام للمجلس الهندي للشؤون العالمية، كضيف رئيس، وعيسى بن صالح الشيباني، سفير سلطنة عُمان لدى الهند، والمستشار يحيى الدغيشي، ممثل السفارة العُمانية، كضيفي شرف. كما شهدت الندوة حضور ممثلين عن سفارات الدول العربية، بما فيها الكويت، والبحرين، والسودان، واليمن، والمغرب، وفلسطين، إلى جانب نخبة من الأساتذة والباحثين وطلبة الجامعة.
وبدأت الجلسة بكلمة ترحيبية قدمها الأستاذ ناصر رضا خان، حيث رحب بالضيوف وقدم لمحة عن أهمية الندوة وخطة النقاش، إلى جانب تعريف موجز بالمركز الثقافي الهندي العربي. ثم أدار الجلسة السفير السابق أشوك كمار أتري، الذي ألقى كلمته الافتتاحية،وتطرق إلى تجربته في العيش بسلطنة عُمان، وأسباب استقرار العائلات الهندية فيها، وفترة رئاسته للبعثة في مسقط، بالإضافة إلى مدى متانة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأشار المستشار يحيى الدغيشي، في كلمته، إلى عمق العلاقات التاريخية والدبلوماسية بين الهند وعُمان، مؤكدًا على أهمية تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين. كما أوضح أن الندوة تأتي في إطار احتفالات الهند وعُمان بمرور 70 عامًا على العلاقات الدبلوماسية، والتي تضمنت فعاليات عدة، من بينها معرض "سجلات العلاقات العُمانية-الهندية"، الذي نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في سلطنة عُمان بالتعاون مع الأرشيف الوطني الهندي.
ومن جانبه، ألقى برشانت بيس كلمته الرئيسة، حيث تناول تاريخ العلاقات الثقافية بين الهند وعُمان، مشيرًا إلى أن جذورها تمتد لأكثر من 500 عام. كما ركّز على القطاعات التي تعزز التعاون الثنائي، مثل التعليم، والتجارة عبر الشبكات البحرية، والسياحة.
وأما السفير العُماني عيسى بن صالح الشيباني، فقد أشار إلى أن مرور 70 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين الهند وعُمان يمثل مناسبة مهمة للاحتفال بالشراكة المتنامية بين البلدين. كما كشف عن إطلاق فعاليات تذكارية بهذه المناسبة، من ضمنها تصميم شعار خاص بهذه الاحتفالات. وأكد أن العلاقات بين البلدين تشهد نموًا متزايدًا في مجالات التبادل الأكاديمي، والمعارض المشتركة، والمبادرات السياحية.
وتضمنت الندوة عروضًا أكاديمية قدمها عدد من الباحثين والمتخصصين، من بينهم: الأستاذ سعود بن عبد الله الزدجالي، الكاتب والمثقف العُماني؛ والأستاذ أنيس الرحمن، من مركز دراسات غرب آسيا بالجامعة الملية الإسلامية؛ والدكتور محمد أجمل، من مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو؛ والدكتور آفتاب أحمد، من المركز الثقافي الهندي العربي بالجامعة.
تناول الأستاذ سعود الزدجالي في ورقته البحثية بعنوان "الأسباب التاريخية لقوة العلاقات من وجهات نظر غربية وشرقية"، الدور الاستراتيجي للهند كشريك دائم للخليج العربي، وعلاقتها مع الشعوب المبنية على التباين الذي يحقق المصالح، مشيرًا إلى دور العائلات الهندية التي استقرت في السلطنة وساهمت في تأسيس مؤسسات تجارية ودعم التنمية الاقتصادية، خاصة في تصدير التمور والليمون المجفف إلى الهند، في حين كانت السفن العُمانية تعود محملة بالمواد الغذائية والسلع الهندية.
وأما الأستاذ أنيس الرحمن، فقد تحدث عن دور القوة الناعمة للجالية الهندية في عُمان، وأثرها في تعزيز العلاقات الدبلوماسية. وقدم الدكتور محمد أجمل استعراضًا لتاريخ الدبلوماسية الهندية مع عُمان، مستشهدًا بلقاءات الدكتور شانكار ديال شارما، رئيس جمهورية الهند الأسبق، مع السلطان قابوس بن سعيد خلال عامي 1996 و1997، والتي كان لها دور في تعزيز العلاقات الثنائية.
وتناول الدكتور آفتاب أحمد التداخل الثقافي بين البلدين عبر العصور المختلفة، مشيرًا إلى شعبية السينما والأغاني الهندية في عُمان، إلى جانب وجود المعابد الهندوسية التي تعكس التعددية الثقافية في السلطنة. كما تطرق إلى رواية شيرمان بيرومال عن معجزة انشقاق القمر في عصر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، مشيرًا إلى أن هذه القصة، رغم افتقارها إلى مصادر تاريخية موثوقة، تعد رمزًا للتواصل الثقافي والديني بين الهند والعالم الإسلامي، حيث يُعتقد بأن الملك شيرمان بيرومال كان من أوائل الحكام الهنود الذين اعتنقوا الإسلام.
اقرأ أيضًا: معرض "إرث العلاقات الهندية-العمانية" يقام في نيودلهي خلال الفترة 11-13 فبراير
واختُتمت الندوة بتفاعل الحضور، حيث تم مناقشة سبل تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين الهند وعُمان، مع التأكيد على أهمية إقامة فعاليات مستقبلية تسلط الضوء على الجوانب المختلفة للعلاقات التاريخية بين البلدين.