آواز دي وايس/نيودلهي
سيتم تدشين النسخة الهندية للكتاب الشهير بعنوان "الإسلام والسلطوية والتأخر: مقارنة عالمية وتاريخية" الذي ألّفه الخبير البارز في العلوم السياسية الدكتور أحمد تي. كورو، في معرض نيودلهي الدولي للكتاب الذي يُعقد في براغتي ميدان، بنيودلهي، في 2 فبراير 2025م.
وستشهد هذه المناسبة السعيدة حضور مستشار الأمن القومي أجيت دوفال كضيف رئيس، والكاتب والصحفي البارز إيم. جيه. أكبرْ كضيف شرف. كما سيكون صاحب الكتاب الدكتور كورو موجودًا في حدث تدشين الكتاب، حيث سيشارك أفكاره حول العلاقة بين الإسلام والسياسة والتنمية الاقتصادية، وسيتمكن القرّاء المهتمون من شراء هذا الكتاب التاريخي والتفاعل مباشرة مع الدكتور كورو في معرض الكتاب يوم 2 فبراير.
ووفقًا للدكتور حفيظ الرحمن، منسق مؤسسة خُسرو، فإن الدكتور أحمد تي. كورو يتحدى الفكرة القائلة بأن الإسلام بطبيعته يشكل عائقًا أمام تطور العلوم والتكنولوجيا.
وعلى العكس من ذلك، يسلّط الضوء على أن الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى كانت داعمة للبحث العلمي والابتكار، مما ساهم في تقدم المعرفة الإنسانية.
وكان ذلك العصر الذي قدّمت فيه المجتمعات الإسلامية إسهامات لا تُقدّر بثمن في مجالات العلوم والرياضيات والتكنولوجيا، بينما كانت أوروبا تكافح خلال عصورها المظلمة.
ومع ذلك، يطرح الكتاب سؤالًا جوهريًا: "رغم هذه الإسهامات العظيمة في التاريخ، لماذا تتخلف العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة اليوم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتنمية الاجتماعية والاقتصادية؟".
ولا يحمّل الدكتور كورو الإسلام مسؤولية هذا التخلف، بل يعتبره نتيجة للتحالف بين الأنظمة الاستبدادية والمؤسسات الدينية.
ويجادل بأن هذه البنى الاستبدادية أعاقت التقدم الفكري والعلمي، مما أدّى إلى تخلف المجتمعات الإسلامية.
ويجري الدكتور كورو في كتابه دراسةً مقارنة بين التاريخ الأوروبي وفترات الحكم الإسلامي المختلفة. ويوضح كيف أن "تبعية المسار" أدّت دورًا حاسمًا في تشكيل مسار كلتا الحضارتين.
وتُظهر أبحاث الدكتور كورو بوضوح أن القرارات المبكرة، مثل رفض المجتمعات الإسلامية للمطبعة، كانت لها تأثيرات كارثية على التعليم والتطور الفكري. وقد أدّى هذا القرار إلى انخفاض معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة ونقص البحث العلمي، مما تسبّب في تخلف الدول الإسلامية عن الركب في التقدم التكنولوجي والعلمي.
ويستعرض الدكتور كورو في كتابه، نظريتين رئيستين تفسران تخلف المجتمعات الإسلامية:
النظرية الأولى: تُحمّل الإسلام نفسه مسؤولية هذا التخلف.
النظرية الثانية: تعتبر أن الاستعمار هو السبب الرئيس وراء هذا التراجع والتخلف.
ويرفض الدكتور كورو كلا التفسيرين. فهو يعترف بأن الاستعمار أعاق تقدم الدول الإسلامية، لكنه يجادل أيضًا بأن تخلف المجتمعات الإسلامية كان قد بدأ قبل ظهور الاستعمار الأوروبي.
ووفقًا لصاحِب الكتاب، فإن التحالف بين الاستبداد والقيادة الدينية كان العامل الأساسي الذي أعاق تطور المجتمعات الإسلامية، ولا يزال تأثيره ملموسًا حتى اليوم.
ترجمة الكتاب إلى اللغة الهندية من قبل مؤسسة خسرو
قررت "مؤسسة خسرو" التي تتخذ من دلهي مقرا لها، نشر الترجمة الهندية لهذا الكتاب، بهدف تعريف القرّاء الهنود على هذا البحث المُهم. ومن خلال هذه الترجمة الهندية، سيتعزز التزام المؤسسة بنشر السلام والتسامح وتعزيز الحوار بين الأديان.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة خُسرو ستُصدر عدة كتب باللغات الأردية والهندية والإنجليزية، خلال معرض نيودلهي الدولي للكتاب 2025م.
معرض نيودلهي الدولي للكتاب
يُعد معرض نيودلهي الدولي للكتاب، الذي يُقام منذ 51 عامًا، حدثًا بارزًا في عالم النشر. ويُعقد معرض نيودلهي العالمي للكتاب 2025م في الفترة من 1 إلى 9 فبراير 2025م في القاعات 2-6 (الطابق الأرضي) المبنية حديثًا في بهارات ماندابام بنيودلهي.
ويُنظَّم المعرض من قبل هيئة الكتاب الوطني (الهندية)، التابع لوزارة التعليم بحكومة الهند.
وبحسب موقع "هيئة الكتاب الوطني"، من المتوقع أن يشهد المعرض هذا العام زيارة أكثر من 1.8 مليون زائر، ومشاركة أكثر من 40 دولة. ويشارك فيه أكثر من ألف عارض، وسيكون هناك أكثر من ألفي كشك، إلى جانب إقامة أكثر من 600 حدث متنوع.